كشفت مصادر عبرية أن إسرائيل تتوقع من ولي العهد محمد بن سلمان إشهار التطبيع مع تل أبيب فور توليه العرش في المملكة.
وقالت مصادر أمنية ودبلوماسية إسرائيلية لموقع Middle East Eye البريطاني، إن لديها توقعات كبيرة بأنه بمجرد أن يجلس بن سلمان على العرش، بعد وفاة والده العجوز والمريض الملك سلمان، فإن المملكة على الأرجح ستجعل العلاقات مفتوحة.
وبحسب الوقع فإنه منذ أن بدأ التطبيع المفتوح بتوقيع اتفاقات إبراهيم في عام 2020، تمكنت إسرائيل من فتح علاقات دبلوماسية وتجارية كاملة مع الإمارات والبحرين والمغرب لاحقًا، فضلاً عن تعزيز علاقاتها الاستخباراتية.
ولم يعد التعاون بحاجة إلى أن يبقى سرا. فقط العلاقات الخاصة بين إسرائيل والمملكة العربية السعودية تبقى سرية.
وأبرز الموقع أنه على الرغم من التشجيع والضغط من قبل دونالد ترامب وإدارته، رفضت الرياض الانغماس في الرأي العام بشأن إشهار التطبيع.
لكن في غضون ذلك، تواصل المملكة تحت إدارة بن سلمان تعاونها الأمني مع إسرائيل بل وتسريعها وشراء المزيد من الأسلحة.
وسبق أن قال المعهد اليهودي للأمن القومي الأمريكي JINSA إن ولي العهد محمد بن سلمان يضع إشهار التطبيع مع إسرائيل أولوية وسيكون ذلك من أولى خطواته حال تمكنه من الصعود إلى العرش في المملكة.
وأبرز المعهد في دراسة له أن بن سلمان يعد هو صانع القرار فيما يتعلق بقضية التطبيع مع إسرائيل، ويُعرف بازدرائه للقيادة الفلسطينية بشكل خاص، ويثير استياء الفلسطينيين بنفي حقهم التاريخي من خلال اعترافه بإسرائيل.
وأشار إلى أن بن سلمان أرسل إشارات إيجابية لإسرائيل، حيث اتخذت الرياض خطوات ملموسة مهمة لتسهيل التطبيع مع تل أبيب، بفتح المجال الجوي للرحلات بين إسرائيل والإمارات والبحرين.
كما نبه المعهد اليهودي إلى عقد محمد بن سلمان عدة لقاءات سرية مع رئيس الوزراء الإسرائيلي السابق بنيامين نتنياهو أخرها في نيوم قبل أشهر.
وذكر أن السعودية تعتبر أكثر دولة في التاريخ تم استهداف مواطنيها بالطائرات المسيرة، ويمكن لأمريكا تطوير استراتيجية بجلب الأنظمة الإسرائيلية إلى المملكة، وبالتالي ستمثل خطوة كبيرة في تطبيع العلاقة السعودية الإسرائيلية.
ورأى المعهد أن تطبيع العلاقات السعودية الإسرائيلية يعتمد على ثقة بن سلمان بالولايات المتحدة الأمريكية ومدى حمايتها له من التهديد الإيراني “لذا فإن معالجة نقاط ضعف الدفاع الجوي للمملكة، ستكون احدى الاستراتيجيات الأمريكية لإدخال المملكة في اتفاقات التطبيع بمرور الوقت”.
يأتي ذلك فيما نشرت شبكة Fox News الأمريكية أن نوابا من الحزب الجمهوري في مجلسي النواب والشيوخ الأمريكي، يعتبرون تطبيع السعودية مع اسرائيل أمرا أساسيا للمصالح الأمنية الأمريكية، حيث يؤيدون تقريراً صادر عن المعهد اليهودي للأمن القومي الأمريكي.
من جهتها قالت مجلة Economist الأمريكية إن بن سلمان فتح الأبواب أمام السياح الإسرائيليين، وأصبحت السعودية ترحب بهم الآن.
وذكرت المجلة أنه يمكن سماع اللغة العبرية في المعارض والمهرجانات في المملكة، حتى أن وسيط روحاني وساحر إسرائيلي قد قدم عرضاً في حفلة ملكية في الرياض مؤخراً.
وقبل شهرين تم الكشف عن أن مجموعة من 15 زعيما يهوديا جمهوريا من الولايات المتحدة أجروا زيارة إلى السعودية في حزيران/يونيو في محاولة لدفع اتفاق تطبيع اتفاقات أبراهام بين الولايات المتحدة وإسرائيل ودول الخليج.
وسمحت المبادرة الخاصة للمجموعة بالاجتماع مع كبار المسؤولين الحكوميين السعوديين، فضلا عن أفراد العائلة المالكة السعودية، في محاولة لتحقيق السلام.
وقبل وصولها إلى الرياض، توقفت المجموعة في إسرائيل لعقد جلسات إحاطة مع مسؤولين حكوميين رفيعي المستوى، ثم توجهت إلى الإمارات العربية المتحدة لعقد اجتماعات مع كبار المسؤولين هناك.
وأوضح روزن، وهو محام مقيم في نيويورك وعضو مجلس إدارة الائتلاف اليهودي الجمهوري، أنه بسبب بعض الحساسيات بين إدارة بايدن والسعوديين في ذلك الوقت، لا يمكن الكشف عن الرحلة إلا الآن، بعد عدة أشهر.
وفيما يتعلق بهدف البعثة، قال روزين إنه “في ضوء حقيقة أن رعاية اتفاقات أبراهام لم تعد في منصبها [في إشارة إلى إدارة ترامب]، كان هناك فراغ. حاولنا ملء هذا الفراغ من خلال تشجيع دول الإمارة على مواصلة التقدم في الاتفاقات مع تشجيع السعوديين على المشاركة”.
ولدى وصوله إلى المملكة العربية السعودية، قال روزين، الذي سافر إلى المملكة في الماضي، إنه لاحظ مدى التقدم الذي تم إحرازه خلال السنوات القليلة الماضية فيما يتعلق بغربة البلاد. وأشار إلى أنه تم إحراز خطوات هائلة فيما يتعلق بالحقوق الدينية وحقوق المرأة.
وقال “في عام 1993، بناء على طلب شمعون بيريز” وزير خارجية إسرائيل آنذاك، “طلب مني أن أرى ما إذا كانت الدول العربية، والمملكة العربية السعودية، على وجه الخصوص، مهتمة بالسلام”.
وأضاف روزين انه عاد من السعودية بخوف شديد وقال لبيريز ان السلام لن يحدث قبل قرن او قرنين على الاقل.
وتابع “لكن اليوم، قال: “لدي شعور قوي بأننا على وشك حدوث شيء كبير. إنه أمر قابل للتطبيق بالتأكيد”.
وقال روزين إنه “يمنح الإدارة الأميركية الحالية فرصة لإثبات أنها تريد ذلك. إنهم يعرفون أنه أمر جيد بالنسبة لنا كأميركيين، وبالتأكيد جيد لإسرائيل والمملكة العربية السعودية. لا يوجد سبب لعدم القيام بذلك. وقد يعني ذلك حياة من السلام بين اسرائيل والعالم العربي”.
وقال إريك ليفين، وهو أيضا محام من نيويورك وعضو مجلس إدارة RJC كان في الرحلة، إن “كل ما كنا نسمعه في المملكة العربية السعودية لم يكن “إذا”، ولكن “متى” سيحدث السلام مع الإسرائيليين. هذه هي الرسالة التي أخذتها مني”.
وتابع “انظروا إلى كل شيء يحدث هنا. عندما سافرنا إلى الإمارات العربية المتحدة، حلقنا فوق المجال الجوي السعودي. كيهودي، لو كنت أخبرتني قبل خمس سنوات أنه يمكننا التحليق فوق المجال الجوي السعودي، لقلت إنك كنت خارج عقلك”.
وقال “إذا تم بناء خط قطار بين الإمارات وحيفا، سيتعين عليه المرور عبر الأراضي السعودية. وإذا كانت هناك بنية تحتية تكنولوجية بين الخليج وإسرائيل، يجب أن تمر عبر الأراضي السعودية. فالدول لها مصالح، وليس لديها بالضرورة أصدقاء، وقد توصل السعوديون إلى استنتاج مفاده أن من مصلحتهم الوطنية صنع السلام مع الإسرائيليين”.
وفي الوقت نفسه، قال ليفين إن التطبيع مع إسرائيل أمر منطقي بالنسبة للسعوديين من منظور ديموغرافي لأن 70 في المائة من سكانها تقل أعمارهم عن 35 عاما، ويدركون مدى أهمية نظام التعليم الغربي الحديث للجيل القادم.
يعتقد ليفين أنهم يدركون الآن أن “طريقة التفكير الوهابية في هذه المدارس [المؤسسات التعليمية] يجب أن تتوقف”.
قال: “كما قالوا لنا، أدركوا أن عليهم إغلاق هذه المدارس. فبدلا من تدريس “اقتل الكافر”، و”اقتل اليهودي”، و”دمر أميركا”، فإنهم الآن يعلمونهم الرياضيات والعلوم والفلسفة والفكر الليبرالي الغربي ويجلبونهم إلى القرن الحادي والعشرين”.
واضاف “أن الدولة الوحيدة التي يمكنهم اللجوء إليها يمكن أن تساعدهم على القيام بذلك هي اسرائيل. إنهم بحاجة إلى التكنولوجيا؛ يجب أن يكونوا قادرين على جعل الصحراء تزهر. يحتاجون الري؛ يريدون تنويع في 5G، الخ. ما هو أفضل مكان للحصول على تلك التكنولوجيا من الحق في الفناء الخلفي، مع إسرائيل؟”
وعلى الصعيد الأمني، قال ليفين إن “السعوديين كانوا واضحين لنا بأن أكبر ثلاثة تهديدات لهم هي إيران والإخوان المسلمين وتركيا، بالإضافة إلى اليمن”.
وذكر أن المسؤولين السعوديين يتساءلون لماذا لا تنظر الولايات المتحدة إلى الحوثيين في اليمن – الوكيل الإيراني الذي يشن هجمات صاروخية على السعودية – على أنهم جماعة إرهابية مشابهة ل «حزب الله» في لبنان.
وخلاصة العبارة: “من وجهة نظر ديموغرافية تعطي شعوبها الأمل ومن منظور الأمن القومي للدفاع عن نفسها ضد إيران، فإنها تحتاج إلى إسرائيل وهي قلقة للغاية بشأن موثوقية الولايات المتحدة”.
وأشار روزين إلى أنه يعتزم العودة إلى المملكة العربية السعودية مع مجموعة أخرى في يناير/كانون الثاني “ليظهر لهم أن هذا لم يكن أمرا لمرة واحدة”.
وأضاف أن “السياسيين سيقولون لكم انهم لا يعرفون متى سيأتي السلام مع السعوديين لكن الذين يمكنهم تجاهل التداعيات السياسية مثلي متفائلون وحريصون على السلام”.