كشفت الصحافة العبرية عن فضيحة استعانة محمد بن سلمان بخبراء من إسرائيل في تصميم وبناء مدينة نيوم ضمن خطته التي يسميها رؤية 2030.
ونشرت صحيفة “يديعوت أحرونوت” العبرية أنّ سلطات آل سعود أقرت بمشاركة إسرائيليين تستعين بهم المملكة في بناء مدينة “نيوم” في مراحل التخطيط والبنى التحتية.
وأكدت الصحيفة أنّ مصدرين في الحكم السعودي، أقرّا لها الاستعانة بإسرائيليين في بناء المدينة التي تخطط المملكة لإقامتها على شواطئ البحر الأحمر حتى العام 2030، على مساحة تمتد لـ26 ألف كيلومتر مربع.
وكان تقرير إسرائيلي بثته القناة الإسرائيلية “12”، مساء أمس الثلاثاء، قد أشار إلى أنّ الولايات المتحدة تدعم مبادرة جديدة لوزير الخارجية الإسرائيلي يسرائيل كاتس، للتوصل إلى اتفاق “لا حرب بين إسرائيل ودول خليجية، يركز على المصالح المشتركة في مواجهة الخطر الإيراني”.
وقال التقرير، إنّه طرأ تقدم على المباحثات التي تهدف إلى تطبيع رسمي للعلاقات السعودية الاسرائيلية، وسط ترحيب ودعم أميركي.
ويبدو أن قطار التطبيع يتصاعد بشكل غير مسبوق، مع تقدّيم وزير الخارجية الإسرائيلي يسرائيل كاتس، مبادرة لدول الخليج العربية لإبرام اتفاق ثنائي يُنهي النزاع بينهما، للتركيز على مواجهة إيران.
وبحسب “القناة 12” العبرية، قدّم وزير خارجية إسرائيل المبادرة لعدد من وزراء خارجية دول الخليج والمبعوث الأمريكي الخاص إلى الشرق الأوسط جيسون غرينبلات، على هامش أعمال الدورة الـ74 للجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك، أواخر سبتمبر الماضي.
ولفت إلى أنّ المبادرة عُرضت أيضاً على وزير الخزانة الأميركي ستيفن منوتشين، خلال زيارته الأخيرة لإسرائيل، قبل نحو أسبوعين.
وأوضحت القناة أن “هذه المبادرة التاريخية تهدف إلى إنهاء النزاع مع دول الخليج”، مشيرة إلى أن “الفكرة التي تتمحور حولها هذه الجهود، تتمثل باستغلال المصلحة المشتركة ضد إيران من أجل تطبيع العلاقات في مجالي الاقتصاد ومحاربة الإرهاب”.
ومع ذلك، شدد تقرير القناة العبرية على أن المبادرة “لا تنص في هذه المرحلة على إمكانية توقيع اتفاقيات سلام كاملة، بسبب بقاء الصراع الإسرائيلي-الفلسطيني”.
وتشمل المبادرة “تطوير علاقات الصداقة والتعاون بين الطرفين وتعزيزها وفقاً لأحكام ميثاق الأمم المتحدة ومبادئ القانون الدولي”، و”اتخاذ التدابير اللازمة والفعالة” لضمان منع اتخاذ أي خطوات خاصة بالتهديد بالحرب والعداء والأعمال التخريبية والعنف والتحريض بين الطرفين.
كما تنص المبادرة على عدم انضمام أي من طرفي الاتفاق (إسرائيل أو دول خليجية) إلى ائتلاف أو منظمة أو تحالف مع أي طرف ثالث ذي طابع عسكري أو أمني، أو الترويج له أو مساعدته.
وتقضي المبادرة بأن تُحَل أي خلافات بشأن هذا الاتفاق عن طريق المشاورات.
وقبل أيام هنأت المملكة من خلال سفارتها في واشنطن، “يهود أمريكا” بمناسبة رأس السنة العبرية، في خطوة تُعد الأولى من نوعها بتاريخ المملكة، وهو ما يعطي مؤشراً على تقدُّم العلاقات الإسرائيلية-السعودية منذ صعود محمد بن سلمان إلى ولاية العهد.
وقبل الرياض، هنأ وزير الخارجية الإماراتي عبد الله بن زايد برأس السنة العبرية في تغريدة نشرها على حسابه كتبها بـ”اللغة العبرية”، فضلاً عن لقاءات كثيرة لوزير الخارجية البحريني خالد بن أحمد آل خليفة مع مسؤولين إسرائيليين ويهود، وتصريحاته المثيرة للجدل، والتي أقر من خلالها بـ”حق إسرائيل في الوجود والدفاع عن نفسها”، كما زعم.
وتأتي هذه التطورات في ظل الحديث عن “صفقة القرن”؛ وهي خطة سلام أمريكية مرتقبة للشرق الأوسط، يتردد أنها تقوم على إجبار الفلسطينيين، بمساعدة دول عربية بينها السعودية والإمارات، على تقديم تنازلات مجحفة لمصلحة “إسرائيل”، خاصة بشأن وضع مدينة القدس المحتلة، وحق عودة اللاجئين، وحدود الدولة الفلسطينية المأمولة.