توالت فضائح قرصنة متبعة من نظام آل سعود في وقت أعلنت شركة تويتر تعليق عشرات الحسابات السعودية في امتداد لفضائح النظام على المستوى الدولي.
ووصفت تويتر الحسابات التي أوقفتها بأنها وهمية شنت الحملة لمقاطعة منتجات أمازون، ومن أبرز هذه الحسابات حساب “طيار ركن” الذي علق رغم متابعته من عشرات الآلاف، والذي كان واحدا من الحسابات التي بدأت الحملة، ونشر سلسلة تغريدات تدعو السعوديين إلى مقاطعة منتجات أمازون.
وقد نشرت مجلة فوربس الأميركية تقريرا عن حملة الحسابات الوهمية التي تصنف ضمن الذباب الالكتروني لآل سعود على شركة أمازون ومؤسسها.
وقالت المجلة إنه تم إرسال أكثر من ثمانية آلاف تغريدة في اليومين الماضين من قبل من وصفتهم بمحبي محمد بن سلمان الداعين إلى مقاطعة أعمال بيزوس.
أما صحيفة تلغراف البريطانية فأشارت إلى وجود شكوك من أن ما وصفته بالذباب الإلكتروني السعودي يشن حملة لمقاطعة شركة أمازون، وتساءلت الصحيفة ما إذا كانت هذه الحسابات حقيقية؟.
ونشر بن نيمو مدير قسم التحقيقات في شركة غارفيكا المختص في حملات التضليل المعلوماتي على منصات التواصل الاجتماعي، دراسة عن حملة مقاطعة منتجات أمازون في منصات التواصل الاجتماعي، ونشر الدراسة على شكل سلسلة تغريدات على حسابه في تويتر.
ووصف المعارض السعودي عمر بن عبد العزيز الحملة ضد أمازون بعدم التعلم من درس خاشقجي فغرد “مجلة فوربس تتحدث عن حملة الذباب قاطعوا منتجات أمازون، كل شيء يدل على أنهم لم يتعلموا من درس خاشقجي”.
وسخر المغرد علي الشهراني من الحملة الإلكترونية وقال “قريبا قريبا الاستعدادات على قدم وساق لإنجاز هذا العمل العسكري الجبار (علم أمازون، هذي السعودية.. عزم وظفر)” وأرفق تغريدته صورة لمطربين سعوديين شاركوا في أغنية تهاجم قطر إبان الحصار الذي فرض على دولة قطر صيف 2017.
ووصف المدون تركي الشلهوب الحملة السعودية بالمتناقضة فكتب “هذا الشخص من جهة يقول إنه يريد جذب المستثمرين الأجانب وتنويع الاقتصاد، والانفتاح على دول العالم، ومن جهة أخرى يخترق ويتجسس على رجال الأعمال المؤثرين، والناشطين، ويواصل القمع وافتعال المشاكل والأزمات إقليميا ودوليا، أي غباء وتناقض هذا؟”.
يأتي ذلك فيما كشفت صحيفة “ذا غارديان” البريطانية أن الاستخبارات الأميركية أخطرت نظيرتها البريطانية بإبقاء أعينها مفتوحة على خديجة جنكيز خطيبة الصحافي المغدور في القنصلية السعودية في إسطنبول التركية جمال خاشقجي، بعد علمها بمخطط سعودي للتجسس عليها في المملكة المتحدة.
وتنقل الصحيفة عن مصدرين استخباريين غربيين، أنّ الولايات المتحدة أيقنت بأنّ لدى السعودية “مطمحًا أو نية” لمراقبة جنكيز في لندن منذ مايو/أيار، بعد سبعة أشهر من مقتل خاشقجي.
واستدركت الصحيفة بأنه ليس واضحًا ما إذا كانت المراقبة المخطط لها إلكترونية أو مباشرة، وإذا كانت ناجحة أم لا.
ورغم ذلك، فإن وكالات الاستخبارات، كما تعقّب الصحيفة، خشيت من أن استهداف جنكيز بهذه الطريقة، لا سيما بعد فترة قصيرة من افتضاح تورط السعودية في جريمة خاشقجي، قد يطلق جرس إنذار في المجتمع الدبلوماسي، كما سيسلط الضوء على مخاوف ناشطي حقوق الإنسان، الذين احتجوا منذ فترة طويلة بأنّ السعودية تستخدم أساليب الرقابة المستمرة لرصد وترهيب المعارضين.
وتقول الناشطة السعودية والباحثة في معهد ماساتشوستس، هالة الدوسري، للصحيفة، إن المملكة “تحاول تغطية هذا الموضوع (مقتل خاشجقي) بشكل كامل، لذا فمن المفهوم أنهم سيحرصون على أن يكون صوت خديجة ودفاعها عن قضية خاشقجي مقيدين”، مضيفة: “كل السلوكيات غير القانونية لا تزال مستمرة، لم يتغير أي شيء”.
من جهته، يقول أندرو ميلر، الخبير في شؤون الشرق الأوسط، والذي كان عضوا في مجلس الأمن القومي في إدارة الرئيس الأميركي السابق باراك أوباما، إنّ السعودية “تستخدم أدوات متعددة (لملاحقة المعارضين في الخارج)، إنها سياسة دولة… من الواضح أن تداعيات مقتل خاشقجي لم تغير حال الدولة السعودية. لحسن الحظ، لم يختطف أو يقتل أي أحد بعد خاشقحي، لكنهم لا يزالون يطاردون المعلومات عن خصوهم”.