حددت أوساط المعارضة ونشطاء الرأي عشرة مطالب للنظام السعودي يتوجب اتخاذها لمواجهة عدوان إسرائيل الوحشي على الفلسطينيين ونصرة قطاع غزة في ظل ما يتعرض له من مجازر للأسبوع الثاني.
وطالبت تلك الأوسط السلطات السعودية بأن تنفض عنها غبار الانبطاح للاحتلال الإسرائيلي، وتتخذ مواقف أكثر صلابة وذات تأثير ووقع سياسي قوي، تجاه عدوانه المتصاعد على قطاع غزة المستمر لليوم الـ12 على التوالي.
وأكدت أوساط المعارضة أن السلطات السعودية عليها استخدام كافة أوراق الضغط التي تمكنها من استعادة بعض من إنسانيتها وتأديب الاحتلال الإسرائيلي ودعم فلسطين.
ومنها إنهاء أحلام رئيس وزراء إسرائيل بنيامين نتنياهو، في عقد اتفاقية تطبيع علاقات بين الرياض وتل أبيب، ووقف كافة أشكال التطبيع المعلنة وغير المعلنة كالتطبيع الرياضي، والإعلامي، والفني، والسياحي، وغيره.
كما يستوجب على السلطات السعودية أن تدعو الدول الخليجية المطبعة مع الاحتلال “الإمارات والبحرين” لوقف التطبيع وسحب السفراء.
وفيما يلي المطالب العشرة للنظام السعودي:
إنهاء مفاوضات التطبيع
قبل أسبوعين تقريبا من شن المقاومة الفلسطينية عملية عسكرية ضد الاحتلال الإسرائيلي في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، اعترف ولي العهد بأن في مقابلة مع شبكة فوكس نيوز الأمريكية، بأن بلاده تقترب أكثر من تطبيع العلاقات مع إسرائيل، وجاءت العملية لتحرق مخطط الاحتلال ومساعيه لإعلان صفقة تطبيع، وتسببت في انتكاسة كبيرة للمفاوضات.
إلا أن أعضاء بمجلس الشيوخ الأميركي يتوجهون إلى إسرائيل والسعودية لحث الجانبين على مواصلة المحادثات بشأن تطبيع العلاقات بينهما -بحسب تصريحات أدلى بها السيناتور عن ولاية ساوث كارولاينا الأميركية ليندسي غراهام، في 15 أكتوبر/تشرين الأول 2023، لبرنامج تبثه شبكة (إن بي سي).
وعلى السعودية أن تدافع عن غزة المحاصرة وتنتصر للحق الفلسطيني وتوقف الهرولة نحو الاحتلال، وتغادر مصيدة التطبيع التي نصبت لها لتحقيق مكاسب أميركية تصب في صالح الرئيس الأميركي وتؤهله للتربح السياسي من ورائها واستعمالها كورقة في انتخابات الرئاسة الأميركية المرتقبة، وأن تعلن انتهاء مسيرة التطبيع، وتمد اليد إلى الفلسطينيين والمقاومة.
وبدوره، ذّكر حزب التجمع الوطني، بأنه حذَّر سابقًا من دعم الاحتلال وما سيؤول إليه هذا الدعم، قائلا: “نعلم أن إعطاء هذا الاحتلالِ المزيدَ من المشروعية سيساهم بالمزيد من جرائم الحرب التي يرتكبها منذ تأسيسه حتى آخر جريمة مأساوية من قصف غاشم لمستشفى المعمداني وإبادة جرحاه وطاقمه”.
وأضاف في بيان له: “إنَّ الاستسهالَ في هدر حق الشعب الفلسطيني سيساهم بالمزيد من هذه الجرائم، ونحن في الحزب نرى بأنه لا يمكن إيقافها إلا بوقف الاحتلال والتوقف التام عن دعمه وكافة أشكال التطبيع معه”.
رفع المباركة عن المطبعين
بات لزاما على السعودية أن تتراجع عن مباركتها تطبيع الإمارات والبحرين مع الاحتلال، المعلن في 2020 بوساطة أميركية، والذي أيدته المملكة بصمتها.
وأثبتت الحرب التي تشنها إسرائيل على غزة، أنه لم يخدم القضية الفلسطينية في شيء، وأن الدول المطبعة لا تملك أي تأثير على الخيارات السياسية والعسكرية التي يتخذها الكيان المحتل.
وكانت صحيفة واشنطن بوست قالت في سبتمبر/أيلول 2020، إن إعلان البحرين انضمامها للإمارات في إقامة علاقات دبلوماسية مع كيان الاحتلال، لم يكن ليحدث بدون مباركة السعودية، مشيرة إلى أن السعوديين مارسوا تاريخيًا ما يرقى إلى مستوى الفيتو على السياسة البحرينية.
وقال جاريد كوشنر، صهر الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب وكبير مستشاريه لشؤون الشرق الأوسط حينذاك، إن السعوديون أعطوا موافقة ضمنية على قرار الإمارات تطبيع علاقتها مع الاحتلال بإعلانهم علنا أنهم سيسمحون للطائرات التجارية التي تسافر بين إسرائيل والإمارات بالتحليق فوق الأراضي السعودية.
وطالب عضو حزب التجمع الوطني السعودي المعارض ناصر العربي، كافة الدول العربية والإسلامية بإعلان مقاطعة هذا الكيان المجرم، ولعن القتلة المجرمين وأعوانهم، قائلا: “والله لم أتخيل أن أشاهد في حياتي حتى أسوء احلامي إبادة جماعة تحدث أمام أعين العالم ولا أحد يحرك ساكنا وخصوصا الانظمة العربية الفاسدة الجبانة”.
وناشد الكاتب الفلسطيني رضوان الأخرس، الأنظمة المطبعة مع الاحتلال الإسرائيلي بأن تطرد سفراء الكيان وتقطع العلاقات مع الاحتلال، ووصفهم بأنهم “أنظمة الخسة”.
إطلاق سراح المعتقلين الفلسطينيين
لا يزال عشرات الفلسطينيين والأردنيين ممكن كانوا يقيمون على أرض المملكة، معتقلون في سجون السلطات السعودية ضمن حملة واسعة شنتها ضدهم في أبريل/نيسان 2019، على خلفية تهم تتعلق بدعم المقاومة وقضايا لا تخالف القانون ولا تمسّ أمن المملكة، بل يتشرف بحملها أحرار الأمة؛ وفي أعقاب تصاعد الأحداث في غزة خرجت مطالبات بالإفراج الفوري عنهم.
وقال عضو حزب التجمع عمر بن عبدالعزيز، إن أولى خطوات الدعم السعودي لأهل غزة يجب أن تكون بإطلاق سراح ٤٠ معتقل فلسطيني من السجون السياسية السعودية، وتهمتهم الوحيدة أنهم تابعين لحماس، مذكرا بأن هؤلاء المعتقلين دخلوا السعودية وعملوا فيها تحت إشراف الحكومة السابقة بعهد الملك عبدالله بن عبدالعزيز ولا ذنب لهم.
ودعت منظمة سند الحقوقية السلطات السعودية إلى إنهاء معاناة العشرات من المعتقلين الفلسطينيين في سجونها، وإطلاق سراحهم فوراً دون أي قيد أو شرط، حيث أنه لا يوجد أي أسباب تستدعي استمرار اعتقالهم.
فك قيد المناصرين
يقبع في سجون السلطات السعودية عشرات المناصرين للقضية الفلسطينية ممن اعتقلوا على خلفية دعمهم للفلسطينيين ومهاجمتهم للاحتلال الإسرائيلي، من بينهم الداعية السعودي البارز الدكتور سلمان العودة، الذي دأب على مناصرة غزة وتوجيه التحية للصامدين في أرض فلسطين.
ورفع القضاء السعودي العام الماضي، حكم بسجن رجل الدين السعودي المحافظ الدكتور ناصر العمر، من 10 سنوات، إلى 30 سنة، على خلفية استضافته رئيس المكتب السياسي لحركة حماس سابقا، خالد مشعل.
والعمر سبق وغرد قائلا إن فلسطين قضية أمة، ولا يملك التنازل عنها أفراد أو جماعات، ومن فرط فيها فقد ابتعد عن الأمة بقدر تفريطه، ويبقى وجوب تحريرها قائما إلى قيام الساعة.
ويقبع أيضا في سجون السلطات السعودية الشيخ بدر المشاري صاحب الخطب المزلزلة التي بكي فيها على أهل فلسطين، ووجه النداءات لمن باعوا القضية الفلسطينية وفرطوا في الأقصى؛ والشيخ خالد الراشد صاحب المؤلفات والكتب والدروس والمحاضرات عن فلسطين وأهلها، والمناهض لتقصير الأمة العربية في واجبها تجاههم.
ويغيب في السجون السعودية الداعية الدكتور عوض القرني، الذي حذر من أن هدف الصهاينة بعد فلسطين سيكون مكة والمدينة وغيرها، وصاحب فتوى بضرورة استهداف مصالح “إسرائيل” في كل مكان نصرة لسكان غزة، والدعاء والتبرع لهم ومعاونتهم طبيا وإغاثيا وماديا، ومقاطعة البضائع الصهيونية وانتاج الشركات التي تتعامل مع الصهاينة في أي مكان بالعالم مقاطعة حقيقية.
وتجدر الإشارة إلى أن المذكور أسمائهم مجرد نماذج ضئيلة جدا من كثيرين مغيبين في السجون لكبح تأثيرهم في الرأي العام، وبالتزامن مع التعاطف الواسع مع المقاومة في غزة والشعب الفلسطيني، تتصاعد المطالب للسلطات السعودية بضرورة الإفراج عن جميع معتقلي الرأي في سجونهم ومنحهم الفرصة لممارسة دورهم في توعية الرأي العام.
السماح للخطباء والإعلاميين
حالة التضيق التي تفرضها السلطات السعودية برزت أيضا طالت المنابر والإعلام، فقد سيطر ولي العهد على الأئمة والخطباء بما فيهم خطيب الحرم المكي عبدالرحمن السديس، الذي وصف بن سلمان في أحد الخطب بأنه “شاب طموح ومحدث ملهم”.
ومنذ وصوله إلى ولاية العهد في يونيو/حزيران 2017 غاب الحديث عن القضية الفلسطينية والمسجد الأقصى.
أما الإعلام السعودي فيلتزم بأجندة تضليل ممنهجة لا يحيد عنها، يغير فيها المسميات ويتجنب وصف “إسرائيل” بالاحتلال ويشن هجوما على المقاومة، ويجعل من الضحية جاني ومن الجاني ضحية، ويتبنى في بعض الأحيان الرواية الإسرائيلية.
وبرز ذلك، في وصف قناة العربية مجزرة مستشفى المعمداني بـ”مأساة” و”فاجعة” وكأنها قضاء وقدر وليست نتيجة قصف إسرائيلي، أما صحيفة عكاظ، فدأب كتابها على شيطنة المقاومة الفلسطينية.
ويفترض أن تراجع السلطات السعودية حساباتها في هذين الشقين وتلزم الخطباء بتأييد ومؤازرة القضية الفلسطينية، وتحتم على الإعلام السعودي تناول الأحداث وفق المعايير المهنية والأخلاقية.
إغلاق المجال الجوي
تستطيع السلطات السعودية أن تغيير مسار الأحداث وتردع الاحتلال الإسرائيلي وتوقف عدوانه المتواصل على قطاع غزة، إذا أغلقت المجال الجوي أمام الطيران الإسرائيلي.
خاصة أن مراقبون قالوا إن الأجواء السعودية من بين الأجواء التي يستخدمها جنود الاحتلال للوصول إلى تل أبيب للانخراط في القتال الدائر ضد الفلسطينيين.
السعودية مكنت بناء على طلب من الإمارات بعد تطبيعها مع الاحتلال، الرحلات الجوية القادمة إلى الإمارات والمغادرة منها من التحليق فوق أجوائها واستخدام مجالها الجوي للوصول إلى تل أبيب، بإعلانها أنها وافقت على السماح بعبور أجواء المملكة لكافة الدول -دون ذكر إسرائيل بالاسم-، وهي الخطوة التي احتفى بها نتنياهو.
وفي عهد الرئيس الأميركي الحالي جو بايدن، فتحت السعودية أجوائها في يوليو/تموز 2022، “لجميع الناقلات الجوّية” بما فيها الطائرات التي تحلق من وإلى إسرائيل، بالعبور نحو كافة البلدان.
وبرزت الحفاوة الإسرائيلية والأميركية بالقرار مع التلميح إلى التنسيق الأكبر الذي سيحدث بين الرياض وتل أبيب خلف الكواليس.
وبذلك فإن السلطات السعودية عليها التزام أخلاقي وإنساني بغلق مجالها الجوي أمام وصول المقاتلين الإسرائيليين إلى كيانهم، لقتل مزيدا من الفلسطينيين وارتكاب مجازر أكثر بشاعة مما ارتكبها الكيان حتى الآن.
منع دخول الإسرائيليين
على السلطات السعودية أن تمنع دخول أي مسؤول إسرائيلي يحمل جواز الكيان إلى أرضها، خاصة أن الأشهر القليلة الأخيرة شهدت وصول شخصيات إسرائيلية بارزة إلى أرض الحرمين، منهم وزير سياحة الكيان الإسرائيلي حاييم كاتس، في سبتمبر/أيلول 2023، والتي كانت أول زيارة رسمية علنية لوزير إسرائيلي إلى المملكة، وتبعه وزير الاتصالات الإسرائيلي شلومو كارعي.
وبعيدا عن المستوى الدبلوماسي، فتسمح السلطات السعودية للإسرائيليين بأن يصولوا ويجولوا في أرض المملكة بحرية تامة، ويتراقصون في شوارعها ويظهرون مرتدين الزي السعودي واليهودي، ويروجون إلى أن ذلك انفتاحا وانتصارا غير مسبوق يتحقق في عهد ولي العهد الحالي بن سلمان.
ومن بين الإسرائيليين الذين يروجون لذلك الحاخام اليهودي يعقوب هرتسوغ، الذي نشر فيديو على حسابه بتويتر والذي يعرف فيه نفسه بأنه “رجل أعمال وحاخام في المملكة العربية السعودية”، وهو يرقص بجانب أعضاء فرقة سعودية كانت تؤدي رقصة “العرضة” التقليدية.
وسبق وأفاد الحاخام اليهودي بأن حوالي 15 ألف يهودي يعملون في المملكة بموجب عقود عمل مختلفة، وينظر لهم كمركب اجتماعي له وزن ويروج إلى أن عيش “الشعب اليهودي” في المملكة لن يواجه مشاكل.
وفي يوليو/تموز 2022، كشف موقع Jewish Insider العبري، أن مجموعة تضم 13 شخصا من القادة اليهود الأمريكيين أجروا جولة سياحية في السعودية.
وأوضح الموقع أن هذه الجولة هي الأولى من نوعها لقادة منظمة UJA إلى المملكة، وذلك بتخطيط واستضافة منظمة “رابطة العالم الإسلامي” برئاسة محمد العيسى، والرابطة ممولة سعوديًا ومخصصة لتعزيز ما يوصف بـ”السلام والتسامح”.
وكان الإعلام الإسرائيلي يتلقف هذه الأحداث ويتناولها على أنها تمثل إحراز تقدم نحو اتفاق تطبيع بين تل أبيب والرياض.
تحريك الكيانات الدينية
يتسم دور رابطة العالم الإسلامي، تجاه التصعيد العسكري الإسرائيلي الحاصل على غزة والذي استهدف مئات المساجد والجامعة الإسلامية، بالضعف.
ومنذ البداية لم يستنكر أمينها الذي يرفع شعارات “التسامح والانفتاح” وغيرها من الشعارات، تدنيس المستوطنين للمسجد الأقصى، وتصعيدهم عدوانهم عليه خلال احتفالاتهم بالأعياد اليهودية.
وقابل العيسى إجرام الاحتلال، ببيان حذرت فيه الرابطة التي يرأسها مما وصفته بالتصعيد الخطر بين عدد من الفصائل الفلسطينية وقوات الاحتلال الإسرائيلي، وارتفاع مستوى العنف الدائر هناك.
ولم تعتذر الرابطة عن استضافتها للإسرائيليين في السابق ولا عن ترويجها لما تسميه “سلام” مع من لم يثبتوا أي نية أو عزم عن اللجوء للسلام.
لذلك فإن من بديهيات مناصرة غزة أن توجه السلطات السعودية الرابطة لممارسة دور أكثر فعالية في الأحداث بعيدا عن بيانات الشجب والإدانة ويجعلها أكثر وعيا بسلوكيات المحتل الإسرائيلي ومساعيه ونواياه.
مواقف تؤلم العدو
ولان خزانة الإدانات السعودية لجرائم الاحتلال امتلأت، فعلى السلطات السعودية من أعلى رأسها إلى أسفلها أن تكف عن إصدار بيانات بدباجات متشابهة لا تساوي الحبر الذي تكتب به، وتتخذ مواقف صلبة تؤلم العدو الإسرائيلي، خاصة أن التنديد والاستنكار لما يتعرض له الفلسطينيين في غزة من حرب وحشية انتقامية لم يكن يوما قرارا مؤثرا.
وبرزت مناشدات للسلطات السعودية بترك الدبلوماسية واتباع الأسلوب الخشن واتخاذ موقف تاريخي والضغط على الاحتلال الإسرائيلي عن طريق الولايات المتحدة الأميركية وكل الدول المؤيدة للكيان والداعمة للعدوان على عزة، بإشهار سلاح وقف تصدير النفط إليهم، وأطلقوا وسم #أوقفوا_النفط_عنهم، مؤكدين أنه سلاح فعال وسيكون موجع لهم.
حرية الرأي والتعبير
أما سماح السلطات السعودية لشعبها بممارسة حقة في حرية الرأي والتعبير وإتاحة الفرصة له للخروج في مظاهرات داعمة للشعب الفلسطيني ومساندة للمقاومة ومناهضة للاحتلال، فهو من أقوى الأسلحة المعنوية والنفسية التي تستطيع منحها للفلسطينيين، إذا لم تستطع أن تقدم الدعم العسكري للمقاومة للدفاع عن نفسها وصد العدوان الإسرائيلي.
فقد طالبت المقاومة الفلسطينية في أكثر من بيان، الدول العربية والإسلامية وأحرار العالم بالتحرك الجاد والمستمر لوقف حرب الإبادة الجماعية التي تتعرض لها غزة، والانتفاض في وجه الاحتلال، وحثت أحرار العالم على الاستمرار في مظاهراتهم واعتصاماتهم وفعالياتهم الرّافضة لحرب الإبادة والعدوان الإسرائيلي على قطاع غزّة.