يقترب عام 2019 من الانتهاء شاهدا على عام كامل من العزلة الشديدة التي واجهها الملك سلمان ونجله ولي العهد محمد بفعل شبه مقاطعة لهما من دول العالم.
وانعكس السجل الحقوقي الأسود لنظام آل سعود في امتناع دول العالم عن استقبال الملك ونجله بحيث لم يقوما بأي زيارات إلى دول محورية في العالم تقريبا.
واقتصرت أنشطة الملك سلمان الخارجية خلال العام 2019 على ثلاث زيارات جميعها لدول عربية.
إذ زار الملك سلمان في 23 فبراير 2019 مصر ليترأس وفد المملكة في القمة العربية الأوروبية، التي استضافت مدينة شرم الشيخ نسختها الأولى.
وفي 28 مارس 2019 أجرى الملك سلمان زيارة إلى الجمهورية التونسية، ثم 3 أبريل 2019 أجرى زيارة مماثلة إلى البحرين.
من جهته فإن ولي العهد محمد بن سلمان عانى من عزلة أشد خلال العام 2019 وهو الذي كان يعرف قبل ذلك بزيارات متعددة إلى دول أوروبية والولايات المتحدة الأمريكية.
ولاحقت جريمة قتل الصحفي جمال خاشقجي والاعتقالات التعسفية التي تشهدها المملكة محمد بن سلمان في العام 2019 فظل منبوذا من دول العالم خاصة مراكز صنع القرار.
واقتصرت أنشطة بن سلمان خلال العام 2019 على زيارة ست دول إحداها لحلفائه في الإمارات والأخرى للمشاركة في قمة العشرين.
وشكل العام المنقضى العام الأقل نشاطا وزيارات خارجية لمحمد بن سلمان منذ وصوله إلى ولاية العهد منتصف العام 2017.
وشملت زيارات بن سلمان الخارجية جولة استمرت لعدة أيام فقط بدأت في 17 فبراير 2019 شملت باكستان والهند والصين.
وفي 26 يونيو 2019 أجرى بن سلمان زيارة قصيرة إلى كوريا الجنوبية قبل أن يصل إلى مدينة أوساكا اليابانية، ليرأس وفد المملكة في قمة قادة دول مجموعة العشرين.
وطوال النصف الثاني من العام 2019 لم يجد بن سلمان سوى دولة الإمارات وحليفه ولي عهد أبو ظبي محمد بن سلمان ليكسر عزلته الخارجية.
ويشار إلى أن الدول الأوروبية كانت رفضت بشدة أي مشاركة من محمد بن سلمان في القمة العربية الأوروبية التي انعقدت في مصر بسبب انتهاكاته لحقوق الإنسان.
وتحدثت مصادر موثوقة في الديوان الملكي عن جهود واتصالات أجراها فريق بن سلمان على مدار العام المنقضي من اجل تأمين زيارة أوروبية له تساهم في تحسين صورته لكن طلبه قوبل بالرفض الشديد.
كما لم يجرؤ محمد بن سلمان على المشاركة في اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة التي انعقدت في نيويورك في أيلول/سبتمبر الماضي رغم أهمية المحفل الدولي والمشاركة الواسعة من زعماء العالم فيه.
والسبب الرئيسي لتغيب بن سلمان طبيعية شخصيته المنبوذة دوليا بسبب جرائمه داخليا وخارجيا هو ما أكده مقال نشرته صحيفة “واشنطن بوست” الأمريكية.
وجاء في المقال للكاتبين شين هاريس وجون هدسون، أن جريمة قتل الصحفي جمال خاشقجي قبل نحو عام “جعلت من بن سلمان شخصاً منبوذاً في المجتمع الدولي، وإن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب حاول جاهدا في إعادة تأهيله وإعادته للساحة الدولية”.
وقال المقال إن ظهور بن سلمان، في شهر يونيو 2019، في قمة العشرين التي احتضنتها مدينة أوساكا باليابان، وهو يقف وسط المنصة بين الرئيسين الأمريكي والياباني خلال التقاط صورة تذكارية للمشاركين في القمة، ضمن لقاءات أخرى وصفقات مع زعماء خلال الحدث “يعد مؤشراً واضحاً على الترحيب به مجدداً، ولو على مضض في المجتمع الدولي”.
وأشارت إلى أن بن سلمان، الذي خلصت تحقيقات الأمم المتحدة ووكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية (سي آي إيه) إلى مسؤوليته عن جريمة القتل الوحشية للصحفي خاشقجي، “لم يكن ليحظى بذلك الترحيب من قبل زعماء العالم لولا جهود ترامب ووزير خارجيته مايك بومبيو التي مهدت الطريق لذلك”.