يعاني معتقل الرأي في سجون نظام آل سعود عبدالله الحوالي من تدهور أوضاعه الصحية وسط ظروف اعتقالية قاسية.
وكشف حساب “معتقلي الرأي” عبر “تويتر”، عن تدهور جديد في الحالة الصحية للمعتقل عبدالله الحوالي نجل المفكر الإسلامي البارز سفر الحوالي المعتقل معه منذ يوليو 2018.
وأكد أن المعتقل “عبد الله” يعاني من مشكلة في الكلية.
وأشار إلى أن “عبد الله” في خطر شديد يتهدد حياته؛ فهو يعيش بكلية واحدة، إذ سبق وتبرع بكليته الأولى لأبيه!
وكان عبدالله الحوالي وأخويه “عبد الرحمن” و”عبد الرحيم”، قد عقدت لهم جلسة محاكمة سرية وذلك خلال شهر فبراير الماضي، في المحكمة الجزائية المتخصصة.
واعتقل عبد الله، وأخويه، وعمه، بالإضافة لأبيهم الشيخ “سفر” في يوليو 2018، بعد تسريب النسخة الإلكترونية من كتاب “المسلمون والحضارة الغربية”، الذي ألفه الأب.
ولم يكتف نظام آل سعود باعتقال الشيخ المسن سفر الحوالي بل أن انتهاكاته طالت جميع أفراد عائلته.
وتعرض الشيخ سفر الحوالي وعائلته للعديد من الانتهاكات منذ اعتقاله في تموز/ يوليو 2018 مع أبنائه وشقيقه وأحد أقاربه وسكرتيره.
وصادرت السلطات بعد شهر من اعتقاله جوازات السفر الخاصة بزوجته وزوجات أبنائه.
وتم نقل الشيخ الحوالي للمستشفى أكثر من مرة بسبب الإهمال الصحي المتعمد في سجون آل سعود علم أنه يعاني أمراضاً مزمنة.
كما تم فصله عن أبنائه في السجن ووضع كل فرد منهم في عزل انفرادي خاص.
وتعرض أبناء الشيخ الحولي للتعذيب الجسدي قبل أن يتم الإفراج عن أصغرهم وتم تهديدهم بسجن أمهم وأخواتهم.
وتم حرمان أكبر أبنائه عبد الرحمن الحولي من الزيارات العائلية.
ويتعرض الشيخ الحولي حالياً لمماطلات في المحاكمات السرية التي لا أساس قانوني لها.
كما تعرض الحوالي أيضاً وأولاده للكثير من المساومات البائسة من أبرزها أن يخرج ويقول أن كتاب “المسلمون والحضارة الغربية” ليس له، مقابل الإفراج عنه لكنه رفض.
والشيخ سفر الحوالي: ولد عام 1955 في حوالة جنوبي السعودية، حصل على الماجستير والدكتوراه من جامعة أم القرى في مكة.
أقيل من منصبه كرئيس لقسم العقيدة والمذاهب المعاصرة في جامعة أم القرى على خلفية انتقاداته للعلاقات الأمريكية الخليجية.
قال نشطاء إن الكتاب الذي تسبب في القبض عليه يحمل اسم المسلمون والحضارة الغربية وانتقد فيه الشيخ آل سعود ودولة الإمارات.
برز قبل نحو 25 عاما كزعيم لحركة “الصحوة” التي اتهمت الأسرة الحاكمة بالفساد وانتقدتها بسبب التحرر الاجتماعي والعمل مع الغرب.
زجت به السلطات في السجن خلال تسعينيات القرن الماضي لكنها أطلقت سراحه بعدما خفف من انتقاداته.
في أعقاب الغزو الأمريكي للعراق عام 2003، ساند الحوالي “الجهاد” ضد الولايات المتحدة لكنه ندد أيضا بهجمات الإسلاميين المتشددين على الغربيين في السعودية.
له العديد من المؤلفات مثل العلمانية نشأتها وتطورها وأثرها، والقدس بين الوعد الحق والوعد المفترى، وكشف الغمة عن علماء الأمة: وعد كيسنغر والأهداف الأمريكية في الخليج، والانتفاضة والتتار الجدد.
تعرض خلال مسيرته لانتقادات من أنصار التيار التقليدي ومن السلفيين الجهاديين.
تعرض في عام 2005 لأزمة صحية حادة أثرت على قدرته على الكلام لاحقا.
وقبل اعتقاله الأخير أصدر كتابه “المسلمون والحضارة الغربية” ضَمّن فيه أفكاره وأطروحاته في العلاقة بين الإسلام والغرب، وقد سار فيه على نهجه القديم من النظرة للغرب على أنه منبع الشرور.
وأهمية الكتاب خصوصا بدت في موقف الحوالي من سلطات آل سعود، حين انتقد الحوالي سياسة السعودية والعائلة الحاكمة علنا في ملحق سماه “رسالة إلى آل سعود” بعد ملحق بكتابه خصصه إلى الدعاة والعلماء يحثهم فيه على بيان الحق.
وركز الشيخ حوالي رسالته في نقد تحولات المملكة الأخيرة والتي بدأت منذ صعود بن سلمان للسلطة مع تأكيده أنه ليس معارضا سياسيا، وأنه لا يُريد المُلك، وإنما تتوقف رغبته عند حد نصرة الإسلام والنُصح لشعبه.
وأكد الشيخ الحوالي بأنه لن يترك بلده مهما كلفه ذلك من ثمن، ثم وجه الحوالي نقده لآل سعود حاثًا إياهم على إقامة العدل وأن التدين الشعائري للحكام ليس بكافٍ وحده “فلا بد من تطبيق ما ورد بشأن الإمامة الشرعية من نصوص على كل حاكم.
ورأى أن السعودية في عهد بن سلمان على مفترق طرق “إما طريق الإسلام، وإما أن تنضم لركب العلمانية وأميركا وإسرائيل والإمارات وفسطاط النفاق”.
وكشف أن علاقة آل سعود بالعلماء برغماتية قائمة على المنفعة، لا طلبا باتباع الشرع المحض، إذ لا يأخذ الأمراء إلا ما وافق هواهم.
وهاجم تدخلات السعودية في مصر إلى حرب اليمن مرورا بالتحالف مع الإمارات، ثم الموقف المتذبذب في سوريا والعراق للعداوة من إيران والصداقة الوليدة مع إسرائيل، وحتى الحصار الأخير على قطر، وهو ما يجعل الكتاب بيانا سياسيا أكثر منه كتابا فكريا هادئا.
انتقد الشيخ الحوالي بذلك سياسة المملكة في المنطقة، ووجه النقد لابن سلمان وموقفه من صفقة القرن.
سهم آخر كذلك وجهه الحوالي للتحالف السعودي الإماراتي، إذ رأى الصواب في أن تتجه المملكة للاستقلال عن حليفتها الإمارات. فالإمارات -بحسب وصف الحوالي- يقربون كل أهل البدع.
وقد اعتبر الشيخ الحوالي أن الإمارات هي الحليف الأكبر لإسرائيل، وأن هذا التحالف بين الرياض وأبو ظبي لاسيما فيما يخص صفقة القرن سيقود إلى جور السعودية على حق الشعب الفلسطيني المُسلم في أرضه وهو ما سيصب في صالح إسرائيل.
امتد نقد الشيخ الحوالي إلى ملف المعتقلين بدعوى الإرهاب والذي وصفه الحوالي بأنه دعوى لا حقيقة خلفها قائلا: “تعرض المعتقلون للتعذيب بآلات رأيت بعضها بعيني، وبعضهم كشف آثار التعذيب في جسمه للقاضي، لكن فضيلته قال له: “أجل تبغى يعطونك حلاوة”.
وواصل انتقاده بأن الحكومة تمارس “تكميم الأفواه ومنع الكلمة الصادقة والنقد البناء، وهذا يُعلم الشعب النفاق”.