قالت مجلة عسكرية أمريكية إن “عاصفة الحزم” التي أطلقها ولي العهد محمد بن سلمان عام 2015 أغرقت النظام السعودي بجحيم الحرب مع الحوثين الذين أثبتوا انتصارهم في المعركة.
وأضافت مجلة فورين بوليسي المتخصصة في الشئون الاستخبارية والعسكرية أن الحوثيين في اليمن انتصروا وأنه يتوجب على إدارة الرئيس جو بايدن الاعتراف بهذا الواقع.
وأشارت إلى أن الأمير محمد بن سلمان، عندما شن “عاصفة الحزم” عام 2015، اعتقد أنها ستنتهي بانتصار سهل يعبد الطريق له إلى ولاية العهد ومن ثم الملك.
واستدركت: بدلا من ذلك أصبحت الحملة كارثة علاقات عامة لم يتهم فيها السعوديون فقط بترويع شعب فقير ويائس.
وأكدت أن الحملة أثبتت أن النظام السعودي غير قادر على الدفاع عن نفسه أمام مجموعات مسلحة فقيرة العتاد والتنظيم.
وتابعت المجلة: من هنا فالرغبة السعودية بوقف إطلاق النار تعبير عن الموقف الضعيف.
واعتبرت مزاعم الولايات المتحدة والسعودية بالبحث عن تسوية سلمية ليست صادقة بالكامل، ذلك لأن الخطط التي قدمت للحوثيين تشجعهم على القتال لأمد طويل بدلا من القبول بهدنة.
ونوهت إلى أنه بالعادة ما يملي المنتصرون الشروط على المهزومين وليس العكس. وفرض شروط قصوى على المنتصرين يعني استمرار القتال.
ويعود الإطار الذي حكم المفاوضات السلمية في اليمن هو قرار مجلس الأمن الدولي رقم 2216، الذي صدر في نيسان/إبريل 2015، أي بعد فترة قصيرة من قيادة النظام السعودي تحالفا لإخراج الحوثيين من المناطق التي سيطروا عليها.
وصور القرار الحوثيين بالطرف المعتدي في النزاع اليمني. وشمل آلية لمراجعة الواردات لليمن ومنع إيران من تهريب الأسلحة للجماعة، وهو المبرر الذي تستخدمه السعودية اليوم للإبقاء على الحصار.
والأهم من كل هذا، فقد طالب قرار 2216 الحوثيين بالتخلي عن سلاحهم والخروج من كل المناطق التي سيطروا عليها.
وبالنظر للواقع الحالي للمعركة فسيرفض الحوثيون التفاوض بناء على هذه الشروط التي عفا عليها الزمن. وفقا للمجلة العسكرية
ولأن قرار 2216 يعكس مطالب غير واقعية ومضى عليها الوقت، بحسب المجلة، فقد أصبح سببا في إدامة النزاع ويمنع مفاوضات عملية.
وأشارت مجلة فورين بوليسي إلى أنه في الشمال انتصر الحوثيون أما في الجنوب فقد باتت الجماعات الانفصالية بما فيها المجلس الجنوبي الانتقالي تسيطر على مناطق واسعة وبمساعدة من الإمارات.
وفي الوقت نفسه يزداد عدد الميليشيات والتنافس على المناطق لأن العنف بات هو الطريقة الوحيدة لحجز مقعد على طاولة المفاوضات.
وأكدت أنه كلما طال أمد الحرب كلما تمزقت البلاد وابتعد منظور السلام، بحسبها.
واقترحت المجلة الحاجة لقرار جديد يقوم على ثلاثة مبادئ: تأكيد السيادة ومنع التدخل ودعم الشمول. فالقرار الحالي يشجع تدخل الدول الأجنبية في اليمن.
وختمت: لهذا يجب أن يؤكد القرار الجديد على سيادة اليمن وسيطرته على موانئه وحدوده.