عائلة معتقلة رأي تكافح لإنقاذها من وحشية تعذيب آل سعود
بدأت في شهر مارس 2019 الماضي, محاكمة الناشطة السعودية لجين الهذلول بعد 10 أشهر من الاعتقال إلى جانب عدد من الناشطات المدافعات عن حقوق النساء.
ولجين الهذلول هي من بين الناشطات الشابات والمدافعات عن حقوق المرأة و نشطت لمدة طويلة ضد الحظر الذي كان مفروضا على قيادة المرأة السعودية للسيارة والذي انتهى منذ أشهر قليلة.
بعد مرور أكثر من عام على اعتقال الناشطة السعودية لجين الهذلول, لا تزال عائلتها تقاتل من أجل إطلاق سراحها, إذ تشن حملات في الخارج لمحاولة زيادة الضغط على الحكومة السعودية وتسليط الضوء على محنة لجين والمعتقلات الاخريات مثلها.
كانت عائلة لجين قد التزمت خلال الأشهر الستة الأولى من اعتقالها الصمت, على أمل أن يؤدي تعاونهم مع الحكومة إلى اطلاق سراحها, إلا أن السلطات السعودية مارست عليهم مزيداً من الضغط, فقد فرض على أسرتها أيضا حظر السفر, الذي لا يزال سارية حتى يومنا هذا, الذي منعهم من مغادرة السعودية.
لكن يأسهم بلغ مداه, بعد علمهم أن لجين تتعرض للتعذيب في السجن, فعندما زارها والداها في ديسمبر عام 2018, أرتهما ندوباً سوداء على فخذيها نتيجة تعرضها للصدمات الكهربائية.
وقال وليد الهذلول, شقيق لجين الأكبر, الذي يعيش في مدينة تورنتو الكندية, إن الاستمرار في التزام الصمت في هذه المرحلة لم يكن اختياريا بالنسبة لنا, كنا في موقف من لم يعد لديه ما يخسره, حاولنا التزام الصمت, وجربنا كل شيء.
وبدلاً من ذلك, ظل ترامب ودوداً تجاه السعودية, وفي قمة مجموعة العشرين التي انعقدت في مدينة أوساكا اليابانية, أسرف ترامب في الثناء على ولي العهد خلال تصريحاته, واصفاً اياه بأنه صديقي.
وعلى الرغم من معرفة عائلة لجين بالقوى السياسية الصارمة التي يقاتلونها, استمرت وداعموها في كتابة مقالات الرأي, وإجراء مقابلات مع وسائل الإعلام الأمريكية, والحديث في الفعاليات حتى تظل شقيقتهم حاضرة في الوعي العام.
وحصلت لجين, إلى جانب اثنين من زميلاتها الناشطات في مجال حقوق المرأة, وهما نوف عبد العزيز وإيمان النفجان, على جائزة حرية الكاتبة الأمريكية من منظمة PEN America في مايو الماضي.
وقال آدم كوغل, وهو باحث في شؤون الشرق الأوسط في منظمة “هيومن رايتس ووتش”, إن الضغط من البيت الأبيض قد يكون الشيء الوحيد الذي قد يدفع السعودية إلى إطلاق سراح الناشطين, رغم أنه من المستبعد أن يأتي من ترامب, وفي رأيهم, ما دام السعوديون يسيطرون على إدارة ترامب, فلا أعتقد أن لديهم دافعا قوياً لتغيير سلوكهم.
ورغم أن الولايات المتحدة لم تتخذ أي إجراء, قالت لينا الهذلول إنها وأسرتها سوف يستمرون في إثارة الموضوع, على أمل أن تفرج الحكومة السعودية عن شقيقتها.
وقالت لينا: “عليهم أن يدركوا أن العدالة ستأخذ مجراها ذات يوم, ولكن من الضروري أن يتحدث الناس عن الأمر وألا يظلوا صامتين.”
وكشفت تقارير جديدة قدمها أعضاء من البرلمان البريطاني, عن استمرار تعرض الناشطة السعودية المعتقلة لجين الهذلول, المعتقلة منذ شهور, للتعذيب.
ومعلومات التقرير التي حصلوا عليها من منظمات حقوق الإنسان تقول إنها إلى جانب عدد من الناشطات تتعرض للصعق بالكهرباء والتهديد بالاغتصاب.
اللجنة البريطانية تأكدت بعد التحقيقات من صحة تلك المعلومات, وحذرت بأن مسؤولية ما يحصل لهن يمكن أن تقع على عاتق ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان, ووالده الملك سلمان بن عبد العزيز.
وأخر التسريبات التي وصلت لعائلة الهذلول, إضافة لتعرضها للتعذيب, كان محاولة إيهامها بأنها تغرق بالماء, بحضور سعود القحطاني, مستشار ولي العهد السعودي, الذي شهد جلسات التعذيب والتهديد بالاغتصاب, وتعرضها للصعق الكهربائي.
وكشف وليد الهذلول في مقال رأي كتبه للشبكة الأمريكية أن شقيقته نقلت من سجن ذهبان قرب قرية ذهبان بمدينة جدة, إلى مكان سري يعرف بالفندق.
وتعرضت في قبو الفندق للتعذيب وتهديدات بالاغتصاب والموت, وهدد أحد السجناء الآخرين بإلقائه في نظام الصرف الصحي.
وادعت لجين أن هذه المعاملة يشرف عليها سعود القحطاني, أحد كبار مستشاري محمد بن سلمان.
وكتب وليد: “حين افكر فيما يدور بالقبو, أشعر بالاشمئزاز, وقالت اختي الصغيرة إنها تتعرض للجلد والضرب, والتحرش بصورة متكررة.”
واضاف: “وقالت لي إنه في الأحيان يكون هناك رجال ملثمون يوقظونها في منتصف الليل وهم يصيحون بتهديدات لا يمكن تصورها.”
وتابع ” كلما تحدثت لجين عن جلسات التعذيب مع والدي, تهت يداها بصورة لا ارادية, أخشى أن يبقى معها الالم إلى الأبد”.
وقال وليد كذلك إن واحدا ممن يعذبون شقيقته هددها بالاغتصاب إن لم تتزوجه.
ويعد القحطاني, الذي يزعم أنه أشرف على تعذيب لجين, واحدا من الرجال الذين يعتقد أنهم دبروا اغتيال الثاني من أكتوبر الماضي, لجمال خاشقجي.
ويسعى ممثلو الادعاء في تركيا لاعتقال المستشار بالديوان الملكي بسبب جريمة القتل.
نقل حساب معتقلي الرأي في تويتر عن حساب والد الناشطة لجين الهذلول المعتقلة في السجون السعودية، تغريدة له دعا فيها إلى التحرك لوقف ما تتعرض له ابنته مع بقية الناشطات المعتقلات من حبس انفرادي وصعق بالكهرباء وتحرش جنسي وتهديد بالاغتصاب والقتل.
وكانت منظمة هيومن رايتس ووتش قد طالبت السعودية بالسماح لمراقبين مستقلين دوليين بالوصول إلى ناشطات معتقلات منذ مايو/أيار الماضي، للتأكد من سلامتهن.
وأعلنت المنظمة في بيان لها أنها تلقت يوم 28 نوفمبر/تشرين الثاني الماضي تقريرا من “مصدر مطلع” يشير إلى تعرض ناشطة حقوقية للتعذيب، وأنه بالاستناد إلى مصادر مختلفة فإن تعذيب الناشطات قد يكون مستمرا.
ونقلت صحيفة وول ستريت جورنال الأسبوع الماضي عن مسؤول سعودي مطّلع على وضع الناشطات المعتقلات، أن لجنة حقوق الإنسان التي ترفع تقاريرها إلى الملك سلمان بن عبد العزيز- تحقق في الاتهامات بتعذيب عدد من الناشطات المدافعات عن حقوق النساء، ومنهن عزيزة اليوسف وإيمان النجفان وسمر بدوي.