تصدر وسم #النهر_يحفر_مجراه في إشارة إلى الجملة الشهيرة للناشط الحقوقي البارز عبدالله الحامد في تعبير عن التوعد بحتمية انتهاء ظلم نظام آل سعود وانتهاكاته لحقوق الإنسان.
وبكلماته المحفورة في الذاكرة (#النهر_يحفر_مجراه)، رسم الحامد درباً للأمة، كعلمٍ من أعلام الإصلاح وكرمزٍ من رموز الجهاد السلمي ضد انتهاكات وجرائم آل سعود وللمطالبة بالديمقراطية والحريات.
https://twitter.com/mtqln/status/1253722637706108928
وفيما معلومٌ أن لا حدود لاستخفاف نظام آل سعود في ضروب تعامله مع المعارضة، وما تمزيق جسد جمال خاشقجي في القنصلية ببعيد، غير أن من البلاهة الزعم أن هذه الرعونة ستبقى عابرةً على حالها، ولا سيّما في خضمّ أزمة النفط العالمية التي يشهدها العالم حاليًّا، والتي أثارت حفيظة الإدارة الأميركية، فحمّلت المملكة مسؤوليتها، بعد أن أغرقت العالم بالنفط الرخيص.
ولربما تبدأ الإدارة الأمريكية برصد انتهاكات محمد بن سلمان حقوق الإنسان، وتحاشي “لفلفتها” والتغطية عليها كما فعل ترامب سابقاً عندما ساق أوهى المبرّرات لتبرئة نظام آل سعود من دم خاشقجي.
فهذه المتغيرات الدولية لا تزال غائبةً عن أذهان صانعي القرارات والهراوات في الرياض، وهم يزجّون دعاة حقوق الإنسان في الزنازين، بلا تهم في أغلب الأحيان، على غرار ما حدث مع الراحل عبد الله الحامد.
ومَن يدري؟ لعلّ النفط الذي حارب به حكّام السعودية معارضيهم، وفقراء العالم العربي، وقضاياه من فلسطين إلى ثورات الربيع، هو عينه من سيرتدّ هذه المرّة وبالاً عليهم، وينصف خاشقجي والحامد، وغيرهما ممن ينتظرون المصير ذاته في زنازين الظلم والطغيان.
وقد هزت وفاة الحامد، في السجن بعد الإهمال الطبي المتعمد الذي تعرض له من قبل السلطات السعودية، مواقع التواصل الاجتماعي التي نعته وخلدت أعماله الفكرية ومقولاته التي رددها طوال فترات سجنه المتقطعة بين عام 1993 وحتى يوم وفاته، قضاها كلها في المطالبة بحقوق الإنسان والإفراج عن المعتقلين والدعوة إلى ملكية دستورية بخلفية إسلامية، كما طالب بالإصلاح الديني داخل المدرسة السلفية الوهابية المتشددة.
وكانت سلطات آل سعود القضائية قد حكمت على الحامد في عام 2013 بالسجن مدة 11 عاماً، وذلك نتيجة نشاطه الحقوقي في “جمعية الحقوق المدنية والسياسية في السعودية”، والتي تعرف اختصاراً باسم “حسم” حيث أسسها في عام 2009 واكتسبت زخماً كبيراً بعد أحداث “الربيع العربي” أواخر عام 2010.
ونعى مغردون سعوديون مقيمون في الخارج، وناشطون حقوقيون عرب وأجانب، الحامد ووصفوه بأنه “شيخ المناضلين” في المملكة، فيما تداول مغردون آخرون كتبه ومؤلفاته التي وضع فيها نظرياته حول الكفاح السلمي، والدعوة لتطبيق الديمقراطية وإقامة مملكة دستورية في البلاد التي تحكم بشكل مطلق من قبل أسرة آل سعود الحاكمة، حيث احتل الحامد شاشات هواتف السعوديين ليومين متتاليين رغم دخول شهر رمضان المبارك، وابتداء موسم المسلسلات والبرامج الرمضانية.
وأدى ذهول نظام آل سعود من شعبية الحامد وتصاعدها بين جيل الشباب السعودي رغم مرور أكثر من 7 أعوام على سجنه إلى الإيعاز لما يسمى بـ”الذباب الإلكتروني” للطعن في الحامد، واتهامه بالإرهاب وإرهاب كل من ينعاه أو يضع “لايك” أو “رتويت” لتغريدة تنعاه والتبليغ عليه لدى الأجهزة الأمنية.
في هذه الأثناء تداول ناشطون عبر مواقع التواصل الاجتماعي، قصيدة للحامد، كتبها قبل سنوات يوجه فيها عدة رسائل قوية مخاطبا من وصفه بـ”قاتل الكلمات”، وبحسب ناشطين فكأنه “يخاطب فيها قاتله محمد بن سلمان”.
وفي ما يأتي أبيات من القصيدة:
يا قاتل الكلمات ويلك إنما .. أملت من شمس السماء أفولا
أفكارنا اللائي تحاول نقضها .. حتما ستنقض عهنك المغزولا
أقلامنا اللائي تحاول كسرها .. أقوى الحراب مقابضا ونصولا
https://twitter.com/saudibus222/status/1254021084564852736?ref_src=twsrc%5Etfw%7Ctwcamp%5Etweetembed%7Ctwterm%5E1254021084564852736&ref_url=https%3A%2F%2Farabi21.com%2Fstory%2F1264270%2F%D9%82%D8%B5%D9%8A%D8%AF%D8%A9-%D9%84%D9%84%D8%B1%D8%A7%D8%AD%D9%84-%D8%A7%D9%84%D8%AD%D8%A7%D9%85%D8%AF-%D9%8A%D8%AE%D8%A7%D8%B7%D8%A8-%D9%81%D9%8A%D9%87%D8%A7-%D9%82%D8%A7%D8%AA%D9%84-%D8%A7%D9%84%D9%83%D9%84%D9%85%D8%A7%D8%AA-%D8%B4%D8%A7%D9%87%D8%AF