ستقلع بعد ساعات أول رحلة طيران إسرائيلية تقل وفداً إسرائيلياً وآخر أمريكياً إلى الإمارات، عبر المجال الجوي السعودي، فيما سيكون أول إقرار علني بدخول طائرة إسرائيلية المجال الجوي للمملكة.
وستقل طائرة شركة العال الإسرائيلية المتجهة لأبوظبي مساعدين لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو والرئيس الأمريكي دونالد ترامب، إضافة إلى صحفيين، حيث سيخوض هؤلاء محادثات بهدف وضع اللمسات النهائية على اتفاق يؤسس لعلاقات مفتوحة بين الإمارات وإسرائيل، وستكون هذه الرحلة أول رحلة تجارية بين الجانبين.
وانتشرت على مواقع التواصل الاجتماعي، صور لأول طائرة نقل تجارية إسرائيلية ستقلع باتجاه الإمارات، اليوم الاثنين، وعلى متنها وفد إسرائيلي وأمريكي، بعد تطبيع العلاقات، كتب عليها كلمات لافتة أثارت غضب منصات التواصل.
وكتب على الطائرة باللغات العربية والإنجليزية، والعبرية، كلمة “سلام”، غير أن اللافت كان اسم الطائرة وهو “كريات غات”، الذي يعود إلى مستوطنة غير شرعية على الأراضي المحتلة.
وبنيت المستوطنة عام 1954 على أراضي قرية الفالوجة الفلسطينية المحتلة.
وأثارت الصورة غضبا على مواقع التواصل الاجتماعي، بين انتقاد، وتذكير بدماء الفلسطينيين التي أريقت في الفالوجة، التي نشر بعض مستخدمي تويتر قصة احتلالها.
This is hilarious. The word "peace" written in 3 languages on the plane, and written below the cockpit window on one side is Kiryat Gat, the name of the illegal Jewish settlement that sits on the remains of my grandparents' ethnically cleansed village, al-Faluja. https://t.co/yIgXe9g3JP
— لينة (@LinahAlsaafin) August 30, 2020
وكان نتنياهو ذكر يوم 17 أغسطس/آب 2020 أن تل أبيب تستعد لتسيير رحلات جوية إلى العاصمة الإماراتية أبوظبي من خلال الأجواء السعودية.
نتنياهو كان قد قام في عام 2018 بزيارة مفاجئة إلى سلطنة عُمان، خُصص لها وقت ضيق، مما يشير إلى أن طائرته اضطرت للتحليق فوق السعودية، ورفض مساعدوه تقديم أي تفاصيل عن مسار تلك الرحلة، وفقاً لوكالة رويترز.
وكشفت صحيفة “يديعوت أحرونوت” الإسرائيلية، النقاب عن ضغوط يمارسها جاريد كوشنر، كبير مستشاري الرئيس الأمريكي، على ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، لحضور حفل توقيع اتفاقية التطبيع بين إسرائيل والإمارات.
وأشارت الصحيفة إلى أن “الضغوط الأمريكية على السعودية تأتي بعد نجاح كوشنر بإغلاق مسار العلاقات بين الإمارات وإسرائيل بنجاح، ويريد تخصيص جهوده منذ الآن، لكي تكون الرياض التالية في التطبيع مع تل أبيب”.
ورجحت أن يصل مبعوثون سعوديون إلى أبو ظبي تزامناً مع وصول وفد إسرائيلي، مشيرةً إلى أن كوشنر يعمل مع عدد من مساعديه، لإقناع بن سلمان بإرسال وفد رفيع المستوى للإمارات اليوم الإثنين 31 أغسطس/آب 2020.
يُشار إلى أن اتفاق التطبيع الإماراتي الإسرائيلي في 13 أغسطس قوبل بتنديد فلسطيني واسع، واعتبرته السلطة والفصائل “خيانة من الإمارات للقدس والأقصى والقضية”.
ويأتي إعلان اتفاق التطبيع بين تل أبيب وأبوظبي تتويجاً لسلسلة طويلة من التعاون، والتنسيق، والتواصل، وتبادل الزيارات بين الجانبين.
في المقابل، أشار مستشرق إسرائيلي إلى أن إدارة الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، تمسك بملفات يمكن أن تحركها ضد السعودية لدفعها إلى تسريع عجلة التطبيع مع الاحتلال الإسرائيلي.
وقال “يوني بن مناحيم”، خبير الشؤون العربية، في مقال له على موقع “نيوز ون” العبري، إن ترامب دافع بشدة عن ولي عهد المملكة، محمد بن سلمان، أمام الكونغرس بشأن اغتيال الصحفي السعودي جمال خاشقجي.
وأضاف أن ترامب لا يزال يرفض مطالب الكونغرس بكشف مواد استخباراتية حساسة بشأن اغتيال خاشقجي داخل القنصلية السعودية في إسطنبول.
وتابع بأن التطبيع السعودي مع الاحتلال يمكن القيام به عبر خطوات تدريجية من جانب المملكة، “وقد تشكل الدلائل بحوزة واشنطن مزيدا من روافع الضغط على ابن سلمان كي يتحرك باتجاه التطبيع مع إسرائيل، بالتزامن مع زخم الاتفاق بين الأخيرة والإمارات”.
وقال: “هنالك الكثير مما يحدث وراء الكواليس.. حيث حصلت الأوساط الإسرائيلية على معلومات من داخل العائلة المالكة أظهرت خشية ابن سلمان حدوث اضطرابات داخلية في المملكة إذا اتخذ هذه الخطوة، لأن قطر وإيران ستعملان ضد المملكة لإحباط اتفاق التطبيع مع إسرائيل”.
وأشار إلى أن ابن سلمان تتجاذبه حسابات تولي العرش خلفا لوالده، بين الوضع الداخلي في الأسرة الحاكمة والدعم الأمريكي.
وأكد الكاتب أن إدارة ترامب تعمل بشكل مكثف مع دول في الشرق الأوسط لتوقيع اتفاقيات تطبيع قبل انتخابات تشرين الثاني/ نوفمبر المقبل، وسيؤدي “كسر” الموقف السعودي لتوقيع المزيد منها، رغم جهود السلطة الفلسطينية لوقف هذا المد.
وقال: “من أجل هذا الغرض زار وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو إسرائيل والإمارات والبحرين وعمان والسودان، ثم وصل المستشار جاريد كوشنير وآفي بيركوفيتش مبعوث الشرق الأوسط، حيث تحاول الولايات المتحدة تنظيم قمة في إحدى دول الخليج للترويج للتطبيع مع إسرائيل”.
وأشار “بن مناحيم” إلى أن “تصريحات ترامب وصهره ومستشاره كوشنير في الأسبوعين الماضيين بدت متفائلة حول احتمال توقيع السعودية قريبا على اتفاقية تطبيع مع إسرائيل، وخلقت شعورا بأنه سيحدث قريبا”.
وأضاف: “قد يكون الهدف من (تلك التصريحات) أيضا دفع النظام السعودي نحو اتفاقية التطبيع مع إسرائيل، رغم أن وزير الخارجية السعودي فيصل بن فرحان صب ماء باردا على التفاؤل الأمريكي، بتأكيده التزام المملكة بمبادرة السلام العربية لعام 2002”.
وتابع بن مناحيم، وهو ضابط سابق في الاستخبارات العسكرية للاحتلال، أن “تغيير الموقف السعودي جاء عقب شن السلطة الفلسطينية حملة بين الدول العربية لمنعها من الانضمام للتطبيع مع إسرائيل”.