تحقيق يكشف: طبقة التجار الجدد.. الروافد التي يمول فيها محمد بن سلمان “مخباته”
كشفت تحقيق صحفي طبقة التجار الجدد التي يعتمد عليها ولي العهد محمد بن سلمان في تمويل مخباته وفرض سيطرته على اقتصاد المملكة.
وأبرز تحقيق لحساب “الخط البلدة” بالأسماء والتفاصيل طبقة التجار الجدد التي عمل بن سلمان على دعمها وتقويتها في المملكة خدمة لتنمية نفوذه.
في الوقت ذاته أظهر التحقيق مجموعة رجال أعمال بينهم أمراء عمل بن سلمان على إقصائهم من المشهد الاقتصادي وتقويض نفوذهم.
امبراطورية بن سلمان المالية
وجاء في التحقيق: لحظة إعلان تولي الملك سلمان للعرش لم تكن بداية عهد جديد للنظام في المملكة فقط بل كانت ايضاً موعداً للبدء بصناعة الأمبراطورية المالية لبن سلمان ودفن طبقة تاريخية من التجار الذين كان لهم حضور ودور مالي مهم إبان فترة الملكين الراحلين فهد وعبدالله.
ودفعت سياسة بن سلمان بأسماء تجار مرموقين إلى الاختفاء وبروز آخرين بعضهم لم يسمع أحد بهم سابقاً.
وتم كشف هؤلاء بتتبع مجموعة من الوثائق والحقائق من بوابة منتدى دافوس الصحراء حيث تزاحم الدخول إليه جيل من رجال الأعمال بعضهم غير معروف سابقا في الأوساط التجارية والمالية.
وتتضمن التحقيق دراسة أسماء من حضر إلى المؤتمر وتتبعنا تاريخهم ومحطات عملهم والمجالات التي ينشطون بها.
ثم استعراض مجموعة من الوثائق المالية التي تظهر الوضع المالي للشركات التي يديرونها ومقارنتها بما كان عليه الوضع قبل وبعد تولي بن سلمان ولاية العهد.
وكشف ذلك حدة التغيير الذي مر به المشهد الاقتصادي في المملكة حيث تأثرت خارطة التجار المرتبطين بالسلطة بحدثين مفصلين زلزلا عالم الأعمال.
الحدث الاول حملة اعتقالات الريتز الشهيرة التي طالت أمراء ورجال أعمال متنفذين عام 2017.
أما الحدث الثاني هو مبادرة مستقبل الاستثمار بنسخها المتعددة.
طبقة التجار المندثرة
خلال حملة الريتز مر عدد من التجار المتنفذين بأيام عسيرة سحبت أموالهم واندثرت سمعتهم لكن المتفق عليه أن جميع هؤلاء التجار كانوا واجهات وشركاء لكبار الأمراء.
من هؤلاء ناصر الطيار مالك مجموعة الطيار للسفر والسياحة واحد واجهات الملك عبدالله التجارية.
فواز الحكير المالك الرئيسي لمجموعة الحكير وأحد الواجهات الأمير مشعل التجارية.
صالح كامل رجل الأعمال والعقارات والسياحة والاستثمارات الطبية واحد واجهات الأمير نايف وأبنه محمد التجارية.
محمد حسين العمودي المالك لمجموعة شركات العمودي وأحد واجهات الأمير سلطان التجارية.
بكر بن لادن رئيس مجموعة بن لادن وأحد واجهات الملك عبدالله التجارية.
عمرو دباغ مالك مجموعة الدباغ وأحد واجهات الملك عبدالله التجارية.
نافذ الجندي مالك شركة الديار وأحد واجهات الأمير سلطان التجارية.
إضافة الى إضعاف وتصفية آخرين أمثال: عادل فقيه والوليد الإبراهيم والوليد بن طلال وغيرهم كثير.
طبقة التجار الجدد
من جانب أخر بدأت طبقة مختلفة من رجال الأعمال بالنمو منذ عام 2015 وهي ما تعرف باسم التجار الجدد أو تجار بن سلمان.
بعض هؤلاء حقق صعوداً كبيراً وقفزت أرقام أسهم شركائه بشكل مريب، فيما لا يزال البعض الأخر يجري إعداده.
يمنح هؤلاء التجار كبرى مشاريع البلد مثل مشاريع رؤية 2030 أو المشاريع التي يطلقها ويتبناها صندوق الاستثمارات.
ويدير دفة هذه الأعمال ثلاث شخصيات رئيسية وهم ياسر الرميان وخالد الفالح وأحمد الخطيب.
إذ أصبح هؤلاء يمثلون الأعمدة التي يستند عليها بن سلمان في إدارة امبراطوريته المالية وطبقته من التجار.
وتتركز مسؤوليات هؤلاء على إدارة وتوزيع المشاريع بالإضافة إلى نهب الأموال من التجار والشركات.
أما أبرز التجار الذين تمت صناعتهم في العهد الجديد أو أنهم يمثلونه فهم:
صالح التركي رجل الأعمال مؤسس شركة نسما القابضة والتي تعد اليوم أحد أبرز الواجهات التجارية التي تعمل لصالح بن سلمان وتستحوذ على كبرى الفرص المتوفرة عبر صندوق الاستثمارات.
مشعل الكثيري المالك لمجموعة الكثيري القابضة والتي قفزت للواجهة عام 2018 على إثر ارتفاع سهمها بصورة لافتة.
إذ ارتفع سهم الشركة في غضون ستة أشهر من 10 ريال إلى 20 ريال ثم تكررت قفازاته ليصل قيمة السهم نحو 100 ريال في 2020 مسجلة في ذلك قيمة سوقية بلغت 788 مليون ريال.
محمد بن عبدالله أبو نيان أحد الملاك الرئيسين لشركة اكوا باور لإنتاج الطاقة وتحلية المياه والتي تمتلك 41 مشروعا في المملكة.
وبرز اسم الشركة في مشروعات تعد ركيزة لمشروع المملكة في إنتاج الطاقة المتجددة ضمن رؤية 2030 واحتلت المركز 26 ضمن قائمة الشركات ال 100 الأكبر في السعودية خلال عام 2019.
عبدالمحسن العثمان رأس هرم شركة تكوين المتطورة للصناعات الشركة التي سجلت خسائر متتالية لعدد السنوات إلا أنها ولأسباب غير معلنة رفعت حجم رأس مالها من 100 مليون ريال عام 2010 إلى 950 مليون ريال حالياً.
عامر عبدالله الزينل رئيس مجموعة زينل أكبر المساهمين في الشركة السعودية للخدمات الصناعية شيسكو وقد حققت الشركة منذ مطلع عام 2016 نمو سريعا في سعر السهم ليصبح 30 ريال بعد أن كان لا يتجاوز 11 ريال.
عبدالمحسن الراشد صاحب الحصة الأكبر في شركة الاسمنت الأبيض السعودي إلى جانب الأميرين سلطان بن سلمان بن عبدالعزيز ومحمد بن فهد بن عبدالعزيز.
وكسبت شركة الاسمنت الابيض السعودية خلال الفترة الأخيرة مشاريع ضخمة في مدينة نيوم والقدية وواصلت قيمتها السوقية عام 2019 إلى نحو 3.3 مليار ريال بعد حصولها على عقود ترتبط برؤية 2030.
إبراهيم الحديثي أحد ملاك الشركة السعودية لخدمات السيارات والمعدات ساسكو التي أرتفعت اسهمها من 10 ريالات الى 36 ريال في عام 2016 وفازت عام 2020 بعقد توريد حصري مع الأمن العام.
عبدالمجيد العساكر مؤسس شركة العساكر للأجهزة الطبية وهو شقيق مدير المكتب الخاص لبن سلمان بدر العساكر.
من خلال هذا الاستعراض لخارطة التجار المندثرة والجديدة يتضح أن بن سلمان يحاول تقليد سلوك اعتادت السلطات الفاسدة اتبعاه عبر وضع المال العام والخاص تحت سيطرته.
ويشرف بن سلمان على تأسيس طبقة جديدة من التجار موالية له تمسك بمفاتيح السوق وتدير دفته وفقاً لتعليمات ولي العهد في تناقض للرؤية التي يروج لها في دعم القطاع الخاص وحركات التجارة الخاصة وغيرها من المفاهيم السائدة في الدول المتقدمة.