محمد بن سلمان ورجاله تحت طائلة المحاكم الدولية
يجد ولي العهد محمد بن سلمان ورجاله المقربين منه والمنفذين لسياساته أنفسهم تحت طائلة المحاكم الدولية في ظل ما يجمعهم من قضايا فساد وانتهاكات لحقوق الإنسان ومراقبة وتجسس.
وقد عُرف عن بن سلمان علاقاته المحدودة جدًا وعدم ثقته إلا بأشخاص لا يتجاوزون أصابع اليد الواحدة وذلك بسبب شخصيته المضطربة وخوفه الشديد.
هؤلاء “المقرّبون” من ولي العهد يلعبون دورًا رئيسيًا في تنفيذ أجندته الشخصية ومتابعتها بأنفسهم، لكنّهم وقعوا كحال سيدهم ولي العهد تحت طائلة المحاكم الدولية.
إذ تشير كل الأخبار الواردة من الديوان الملكي أن دائرة المقربين من بن سلمان محدودة جدًا يتصدّرها 3 أشخاص، ترتيبهم حسب القرب: سعود القحطاني، وتركي آل الشيخ، وبدر العساكر.
وأشارت صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية إلى أن هؤلاء يملكون “مؤهلات محدودة” وأن بن سلمان يعتمد على الثقة والموالاة بدل الكفاءة.
ويشكّل هؤلاء الثلاثة الخط الأول لمستشاري ابن سلمان وتتجاوز صلاحياتهم صلاحيات الوزراء والأمراء، وينفّذون سياسات بن سلمان وأجندته ورسم المسار العام لتوجّهات الحكومة.
ولأنّ اختيارهم تم على أساس الثقة بدل المؤهلات فقد وقعوا في شر أعمالهم وأصبحوا هم ومحمد بن سلمان متهمين قانونيًا.
إذ يواجه ولي العهد ثلاث قضايا في المحاكم الأمريكية: تشكل قضية محاولة اغتيال المسئول الاستخباري السابق سعد الجبري، وقضية اغتيال الصحفي جمال خاشقجي، وقضية تجسس رفعتها الإعلامية غادة عويس ضده.
كما تمّ إدراج اسم ولي العهد في قضية رابعة تتعلّق بمصفاة نفط في البحر الكاريبي، مرفوعة ضد ولي العهد السابق محمد ابن نايف، وذلك بسبب اعتقاله له.
وتم استدعاء ابن سلمان 3 مرات للاستجواب في المحاكم الأمريكية:
الأولى: من محكمة واشنطن في أغسطس 2020، مع 13 شخصًا آخرين ضمن قضية سعد الجبري.
الثانية: من محكمة واشنطن في سبتمبر 2020، عبر “واتساب” باللغتين العربية والإنجليزية.
الثالثة: على خلفية قضية مصفاة الكاريبي ضد ابن نايف.
ولا يزال ملف القضية الأبرز (خاشقجي) لم يُغلَق قانونيًا، حيث تدرس المحكمة الاتحادية في واشنطن طلب ابن سلمان إسقاط القضية المرفوعة ضده.
وتبقى المعضلة الأكبر لابن سلمان هو بحثه عن الحصانة القانونية التي تمكّنه من دخول الولايات المتحدة الأمرييةا، والتي لم يستطع دخولها منذ مقتل خاشقجي خوف الاعتقال.
ويعد سعود القحطاني الرجل الأقرب لابن سلمان وقد تورّط بجرائم كثيرة قضت على حياته من الظهور اعلاميًا، وتركته يعمل في الظلام، حيث يواجه تهمًا واستدعاءات قضائية عديدة.
والقحطاني هو المتهم الأول في جريمة خاشقجي، وورد اسمه على رأس قائمة المتهمين في المحاكم التركية كما تم استدعاؤه من قبل محكمة واشنطن.
من جهته تركي آل الشيخ فإن دوره لم يقتصر على نشر الفساد والمجون في المملكة، بل تؤكد التسريبات أن له دورًا مباشرًا في التحرّش بالمعتقلات وتعذيبهن في سجون النظام السعودي.
ويواجه آل الشيخ دعوى قضائية تزمع منظمة “سند” الحقوقية رفعها ضده في المحاكم البريطانية والتي قد تلقي ظلالها على تحركاته وسفره.
من ناحيته بدر العساكر يعد الرجل الثالث المقرّب من بن سلمان ومدير مكتبه، وقد برز اسمه بقوة في فضيحة التجسس الأخيرة لـ “تويتر”، بعد إلقاء القبض على المدعو أحمد أبو عمو (الموظف السابق في تويتر) بتهمة التجسس على حسابات تويتر وكشف حسابات معارضين وناشطين سعوديين، بأوامر من مسؤولين سعوديين.
ورصدت الأجهزة الامنية الأمريكية مكالمات بين أبو عمو وبدر العساكر، وأن (أبو عمو) تلقى ما لا يقل عن 300 ألف دولار وساعة فاخرة بسعر 20 ألف دولار من بدر العساكر.
وورد اسم العساكر 53 مرة في مرافعات الادّعاء الأمريكية التي اتهمته بأنه “العقل المدبر” لعمليات التجسس وأطلقت عليه لقب “المسؤول رقم 1”.
فضيحة أخرى للعساكر كشف الـ FBI حول تبعية حساب “إنفوجرافيك السعودية” له، إذ أن الحساب هدد كندا في 2018 بهجوم بطائرات مشابهة لهجمات 2001، إثر انتقاد سفيرها حقوق الإنسان.
كما تم استدعاء العساكر (رفقة القحطاني) وآخرين لمحكمة واشنطن في قضية استخدام مؤسسة مسك الخيرية كغطاء للتجسس والقتل.
وما ذُكر هو فقط للقضايا التي تلوّثت بها حاشية بن سلمان المقرّبة، أما رجاله الباقون فهناك العديد من القضايا والاتهامات تجاههم في المحاكم الدولية.
ولو كان هناك قضاء مستقل في المملكة، لكان بن سلمان ورجاله أول المدانون بتهم كثيرة أقلّها السرقة والاختلاس وأعلاها القتل والاغتيال.
كما أثبتت الأيام أن ابن سلمان فاسد ومجرم، أثبتت كذلك أن حاشيته المقربة فاسدة مثله تحاصرهم قضايا قانونية عديدة متعلقة بجرائمهم.
لتؤكد كل هذه الوقائع أن بن سلمان ورجاله، لا يستحقون أن يكونوا على رأس سدة الحكم في المملكة، بل مكانهم الطبيعي ترأس عصابات المافيا والإجرام.