تصاعدت ضغوط منظمات حقوقية دولية على الحكومة الإنجليزية لمنع ولي العهد محمد بن سلمان من الاستثمار الرياضي فيها في ظل سعيه لغسل انتهاكاته لحقوق الإنسان بالرياضة.
ودعت منظمة مراقبة أخلاقيات ولوائح الاتحاد الدولي لكرة القدم “فيفا ووتش”، حكومة إنكلترا إلى منع الاستثمارات المالية من دول ذات سجل سيئ في مجال حقوق الإنسان، في أندية كرة القدم في البلاد.
وفي رسالة لـ“فيفا ووتش”، وهي منظمة دولية مستقلة مقرها مدينة زيورخ السويسرية، إلى وزير الدولة في إنكلترا للثقافة الرقمية والإعلام والرياضة، قالت إنه يجب التصدي لمحاولات غسل انتهاكات حقوق الإنسان بالرياضة، وأشارت إلى أحدث حالات ذلك المتمثلة في المفاوضات المتقدمة من المملكة العربية السعودية لشراء نادي “نيوكاسل يونايتد”، المنافس في الدرجة الممتازة.
وعبرت المنظمة عن قلها من ما قالت إنه “أهداف خفية لصندوق الثروة السيادية السعودي” خلال محاولاته الاستحواذ على “نيوكاسل” بغرض التغطية على الانتهاكات الكبيرة لحقوق الإنسان في المملكة العربية السعودية.
ونبهت المنظمة بهذا الصدد إلى مقتل الصحافي السعودي الكاتب في صحيفة “واشنطن بوست” الأمريكية جمال خاشقجي، في شهر تشرين الأول/أكتوبر 2018، داخل قنصلية المملكة في مدينة إسطنبول، إضافة إلى الاستخدام المتزايد للتجسس عبر الإنترنت من المملكة ضد معارضيها، واعتقال ناشطي حقوق الإنسان من دون محاكمات عادلة.
وأكدت “فيفا ووتش” الدولية على وجوب فحص سجل المالكين المحتملين للأندية الإنكليزية، وأن محاولات جذب أموال إضافية للاستثمار لا يجب أن تقوم على تضارب واضح في المصالح.
وأوضحت المنظمة الدولية أن “غسل الانتهاكات بالرياضة” يمثل مشكلة متنامية حول العالم، وأن من الضروري أن تعمل الحكومة الإنكليزية مع الهيئات الرياضية لضمان أن المملكة المتحدة لا تسمح باستخدام علاماتها التجارية الرائدة مثل الدوري الممتاز في هذا السلوك.
ونبهت “فيفا ووتش” إلى الحاجة لمراجعة الآليات المعمول بها في مثل تلك الحالات، خصوصا في ظل امتلاك دول ذات سجل سيئ في مجال حقوق الإنسان أندية إنكليزية بالفعل، مثل دولة الإمارات التي تملك نادي “مانشستر سيتي” الذي يلعب في الدرجة الممتازة، فيما يمتلك الأمير السعودي عبد الله بن موسى نصف أسهم نادي “شيفيلد يونايتد”.
وفي السياق، قالت صحيفة “صن” البريطانية إن أماندا ستافيلي، سيدة الأعمال التي ارتبط اسمها سابقا بشراء نادي نيوكاسل، عقدت صفقة بين المالك الحالي للنادي مايك آشلي وصندوق الثروة السيادي السعودي.
وقد وصفت منظمة العفو الدولية سعي بن سلمان إلى شراء النادي الإنكليزي بأنه “محاولة لغسل العار عبر الرياضة”.
وقال رئيس حملات المملكة المتحدة في منظمة العفو الدولية، فيليكس جاكنز، إن الرياض معروفة بمحاولاتها لـ”غسل العار عن طريق الرياضة” وذلك من خلال استغلال مكانة الرياضة كأداة للعلاقات العامة، وبغرض تشتيت الانتباه عن سجل حقوق الإنسان السيئ لدى المملكة.
وتحدث جاكنز قائلا إنه في عهد بن سلمان كانت هناك حملة واسعة تتعارض مع حقوق الإنسان تمثلت في “سجن الكثير من الناشطين السلميين، بمن فيهم لجين الهذلول والمدافعات الشجاعات الأخريات عن حقوق المرأة”.
ولفت إلى التبييض الصارخ لجريمة اغتيال خاشقجي المروعة، مشيرا إلى مخاوف مستمرة بشأن القرصنة السعودية، وإلى السجل الدموي للتحالف العسكري في اليمن خلال شنه هجمات عشوائية على المنازل والمستشفيات.
وأشار إلى أنه “يجب على موظفي النادي (نيوكاسل) وفنييه ولاعبيه أن يدركوا هذا على حقيقته: غسيل عار عن طريق الرياضة، بكل بساطة”.
ووفقا لتقارير إعلامية فقد بلغت صفقة الاستحواذ مراحلها الأخيرة، ومن المتوقع أن تتجاوز قيمتها 370 مليون دولار.