وجه فيلم المنشق الوثائق عن جريمة قتل الصحفي البارز جمال خاشقجي ضربة قاصمة لمساعي ولي العهد محمد بن سلمان المستمرة لتلميع صورته.
وقالت صحيفة “ديلي بيست” الأمريكية إن فيلم “المنشق” جعل محاولات بن سلمان تلميع صورته شبه مستحيلة.
وذكرت الصحيفة “يريد ابن سلمان من عالم الأعمال أن يرى السعودية كمكان جيد للقيام بأعمال تجارية”.
وأضافت “لكن حتى الإعفاءات الضريبية لمدة 50 عامًا لا يمكن أن تخفي الحمض النووي القاتل والقمع في البلاد”.
ولفتت الصحيفة إلى العروض التي يقدمها ابن سلمان المعروف عالميا باسم MBS، للشركات متعددة الجنسيات.
وأوضحت أنه العروض تشمل إعفاء ضريبيًا لمدة 50 عامًا للانتقال إلى العاصمة الرياض.
وقالت إنه يسعى إلى إعادة تأهيل نفسه كمحدث مؤيد للأعمال التجارية بعد الأضرار الكارثية التي تلحق بسمعته لقتل خاشقجي.
وأكدت “ديلي بيست” أن حملته لملء بعض من الـ59 ناطحة سحاب بمجمع الملك عبد الله للأعمال بالرياض لم تنجح لحد كبير.
ولفتت إلى رفض شركات كبرى مثل “غوغل” و”سيمنز” للعروض التي قدمها ابن سلمان لها للانتقال من دبي إلى الرياض.
وعلى حد وصف الصحيفة “فإن ابن سلمان كلف المسؤولين السعوديين المؤثرين بالمهمة الصعبة لتلبية رغباته”.
وذلك بجذب الشركات من المناطق المجاورة مثل دبي وأبو ظبي إلى السعودية.
ولفتت إلى محاولته تغيير سمعته لدى الغرب كقاتل بالمشروع الجديد الذي أعلنه مؤخرا وهو مشروع نيوم.
ونقلت عن جاستن شيك المؤلف المشارك لكتاب “الدم والنفط” إن “التحدي الأكبر الذي يواجهه ابن سلمان إعادة تشكيل الاقتصاد السعودي”.
وأوضح شيك أن هذا التحدي يتمثل في دفع الشركات الأجنبية إلى الاستثمار في المملكة العربية السعودية.
الأكثر أهمية-بحسب شيك- أنه حتى قبل خاشقجي كانت الطريقة التي أراد بها رجال الأعمال الأجانب التعامل معه مختلفة عن الطريقة التي يريدها هو.
وأكد أنه رغم الإغراءات الكثيرة التي قدمها ابن سلمان إلا أنهم رفضوا الانتقال إلى المملكة.
ونبه إلى أن قضية خاشقجي جعلت جذب الشركات الكبرى أصعب مما كان متوقعا.
وبحسب “ديلي بيست” ” فلم يقدم ولي العهد السعودي إشارات رمزية للشفافية بشأن القتل”.
وأوضحت أنه لم يتحمل المسؤولية عن الأمر بالقتل، على الرغم من أن وكالة المخابرات المركزية الأمريكية وتحقيقات الأمم المتحدة خلصتا إلى أنه مذنب.
وأضافت “كما لم تقل السلطات السعودية ما حدث لبقايا خاشقجي بعد أن قُطعت جثته بمنشار عظم في السفارة التركية للبلاد”.
وأكدت “ديلي بيست” أن فيلم “المنشق” الذي حصد جائزة الأوسكار، سيجعل من الصعب على السعودية الاستمرار في التبييض.
ويكشف “المنشق” تفاصيل مثيرة عن تفاصيل دفن “فرقة النمر” لتابعة لابن سلمان جثة خاشقجي في 2 أكتوبر 2018.
وتضمن الفيلم أصوات الضحك بينما كان القتلة يخططون لكيفية تقطيع أوصال الجسد.
كما يتضمن كلاما لمنفذي عملية القتل “فيما إذا كان الوركين مناسبين للكيس”.
وكشف أن القتلة طلبوا 70 كيلو من اللحوم من أحد المطاعم لإخفاء رائحة الجثة المحترقة.
ويتضمن “المنشق” شهادات محققين من الأمم المتحدة وجهود الاختراق من جانب السعودية.
ورجحت مصادر أمنية تركية وغربية أن تكون رأس خاشقجي وصلت العاصمة الرياض دون جسده.
وكان فريق التحقيق التركي بحث فرضية تقطيع جثة خاشقجي، وهو ما أكده موقع “ميدل إيست آي” البريطاني.
وحسب الفريق، فقد جاء التوقع بنقل أحد حراس بن سلمان جزء أو أجزاء من خاشقجي للمملكة.
وأكد “المنشق” أن أجزاء من جثة خاشقجي قد تكون نقلت إلى الرياض عبر ضابط الاستخبارات السعودي ماهر المطرب.
ورجح أن يكون المطرب -أحد أعضاء الفريق الأمني الـ15- نقله بحقيبة كبيرة على متن طائرة خاصة.
وذكر الفيلم أن ماهر غادر تركيا عقب مقتل خاشقجي على متن طائرة خاصة.
وأشار إلى أنه لم يجر تفتيش حقائبه في مطار أتاتورك إذ مر عبر صالة كبار الشخصيات، كونه يحمل جوازًا دبلوماسيًا.
فيما أفادت مديرية أمن إسطنبول بالعثور على بئرين بمنزل القنصل العام تشعلان عن طريق الغاز والحطب.
وتوقعت إمكانية القضاء على الحمض النووي في الفرن الذي تتراوح درجة الحرارة فيه إلى ألف درجة.
ووفق التحقيقات التركية، فإن مسؤولي الأمن يرجحون احتمالية حرق جثة خاشقجي بعد تقطيعها.
ويزيح “المنشق” الستار عن كيفية قتل الفرقة للصحفي داخل سفارة بلاده بإسطنبول، مما تسبب بضجة واسعة.
ويوثق الفيلم تفاصيل تتعلق بضحك القتلة أثناء التخطيط لكيفية تقطيع أوصال جثة خاشقجي.
ويرصد حديثهم: “فيما إذا كان الوركين مناسبين للكيس ثم يطلبون 70 كيلو لحم من مطعم لإخفاء رائحة الجثة المحترقة”.