ضرائب آل سعود تزيد غضب السعوديين
شهدت المنصات الرقمية السعودية موجة غضب جديدة بسبب الأوضاع الاقتصادية للسعودية، وانتفض النشطاء هذه المرة ضد قرار حكومي برفع سعر الوقود.
وتصدر هاشتاغ #البنزين قائمة التداول في السعودية ووصل إلى الترند العالمي. كما انتقد المغردون المبررات التي قدمتها شركة أرامكو لرفع الأسعار.
وانتقد المغرد محمد الدوسري صرف الدولة مبالغ مالية هامة على مجال الترفيه وقال: “للأسف نحتاج إلى إعادة صياغة مصروفات الدولة بدل الترفيه الفاشل الي يسوّد الوجه ودعم انديه ما قدمت أي مستوى مشرف في الخمس سنوات الماضية (…) ما نبي ترفيه نبي نعيش بس”.
واستنكر الناشط نايف الحربي زيادة الأسعار في ظل الترفيه الذي تشهده السعودية وقال: “إلغاء الترفيه وتخفيض رواتب الوزراء والوكلاء ومن هم في طبقتهم كفيل بالإصلاح الاقتصادي، هذا إذا اعتبرنا (أننا) عندنا مشكلة اقتصادية، بس اللي أشوفه من الترفيه يقول الوضع الاقتصادي كويس وكأننا ما عندنا مشكلة اقتصادية!!”.
وعبرت المدونة منى الزهراني عن غضبها من القرار، خاصة أن المستوى الاقتصادي لبعض الطبقات الاجتماعية لا يسمح لها بمجاراة هذه الزيادة وغردت قائلة: “اللي يقولون دبر فلوس وتعلم كيف تصرفها الاسطوانة هذي أكل عليها الدهر وشرب، مع كل ارتفاع في الأسعار تعيدون وتزيدون فيها لحد ما صار أغلب الشعب من الطبقة السحيقة يا دوب لاقي ياكل ويشرب.. شلون يدبرها!! إذا انت وهو قادرين في ناس دخلهم بسيط ومحدود فكرو فيهم وبطلو أنانية”.
أما المدون خالد العضياني فقد غرد قائلا: “الأمر جدا بسيط وهذا طبيعي في أي بلد يرتفع وينخفض وخصوصا في الأوضاع الحالية نزف على حرب الحوثيين وخطط إصلاحية شيء طبيعي، نحن في نعمة ولله الحمد والخير قادم والزيادة جدا لا تذكر”.
وقال الكاتب نزار الشهراني: “المشكلة أن السعودية الدولة المصدرة للنفط والأكثر إنتاجا بالعالم ومع ذلك ترفع السعر خلال ثلاث سنوات فقط، ارتفاع اللتر والواحد بدال ما كان بنص ريال الحين بريال ونص تقريبا، وكل هذا مع الضرائب وغلاء الأسعار وزيادة في الأسعار، وكل هذا من جيب المواطن”.
وفي أحدث تطور على صعيد إثقال كاهل السعوديين بالضرائب، أعلنت شركة أرامكو السعودية زيادة أسعار البنزين موضحة أن الاسعار قابلة للتغيير وفقا لتغيرات أسعار التصدير من المملكة إلى الأسواق العالمية.
وقالت أرامكو إن أسعار البنزين المحدثة ستنطلق ابتداء من 14 يوليو 2019 ليصبح سعر “بنزين 91 أوكتان” 1.53 ريال ارتفاعاً من 1.44 ريال، و”بنزين 95 أوكتان” 2.18 ريال ارتفاعاً من 2.10 ريال.
وقابلت هذه الزيادة استياء وغضب السعوديين في ظل ارتفاع الأسعار وزيادة الضرائب وهدر الأموال في نشاطات الترفيه.
ومن جهتها ذكرت أرامكو في بيانها, إن ذلك التعديل على أسعار البنزين يأتي وفقا لإجراءات الحكومة لإصلاح وتعديل أسعار الطاقة والمياه, وسوف تكون قابلة للتغيير وفقا لارتفاع او انخفاض في أسعار التصدير إلى الاسواق العالمية, حيث انه ارتفعت أسعار النفط عالميا فوق مستوى 70 دولارا للبرميل.
ولاقي هذا الإعلان تفاعلاً واسعاً بين النشطاء السعوديين على مواقع التواصل الاجتماعي.
وانتقد المغردون هدر تلك الأموال في نشاطات لا تمس الشعب السعودي, وأبرزها الحفلات الصاخبة والبعيدة كل البعد عن ثقافة المجتمع المحافظ.
وقال حساب احد النشطاء محمد الحربي: “الشعب لو يتأكد أن الزيادة لصلح الدولة ما قال شيء بالعكس دو (لو) تأخذون نصف الرواتب فدا بس كلنا نعرف أن الميزانيات دي تروح لشلة نيجي والحفلات ورواتب لاعبين بأرقام فلكية”.
ومنذ تولي محمد بن سلمان ولاية العهد, قد انتهجت المملكة سياسة تقوم على رفع الضرائب والاسعار منها المنتجات المدعومة من الدولة, في وقت يعاني فيه اقتصاد المملكة من جراء حملة اعتقال رجال الأعمال والمستثمرين والتضييق عليهم, وحرب السعودية في اليمن المستمرة منذ سنوات, وتخصيص أموال طائلة لهيئة الترفيه التي تواجه انتقادات كبيرة.
وكانت الحكومة السعودية قد رفعت أسعار الوقود، في مطلع عام 2018، إلى مستويات قياسية وبنسبة فاقت 120%، كما طاولت القفزة في الأسعار فواتير الكهرباء والمياه وكثيراً من السلع الضرورية، التي بدأ تطبيق ضريبة القيمة المضافة عليها بنسبة 5%، فضلاً عن الضريبة الانتقائية التي تم تطبيقها خلال عام 2017.