في فضيحة جديدة من العيار الثقيل، انتهج النظام السعودي منذ أشهر ولا يزال مهمة التسويق لمنصات الموساد الإسرائيلي في التحريض ضد المقاومة الفلسطينية وبث الفتنة في الرأي العام المحلي الفلسطيني.
ورصد “سعودي ليكس” في متابعته لعشرات المقاطع التي يروج لها الإعلام السعودي لا سيما قناة “العربية” الممولة بالكامل من الحكومة السعودية، نشر مقاطع فيديو مصدرها منصات إعلامية تابعة للموساد الإسرائيلي.
من بين تلك المنصات “منصة يافا” التابعة للموساد الإسرائيلي والتي تروج لمقاطع مجتزئة لبعض سكان غزة وتختلق مقاطع أخرى بغرض التحريض العلني على المقاومة الفلسطينية وهجوم السابع من تشرين أول/أكتوبر الماضي.
ومنذ بدء حرب الإبادة على غزة، أطلق الديوان الملكي السعودي حملة تحريض ممنهجة ضد المقاومة الفلسطينية تضمنت حربٌ بلا هوادة وخصومةٌ بلا شرف بحيث ابتدأت بالتشهير وانتهت بالتكفير.
وأبرز مراقبون أنه مع بداية معركة طوفان الأقصى في السابع من أكتوبر الماضي اختار الديوان الملكي الوقوف ضد غزة ومقاومتها، فأوعز لذبابه شنّ هجمات إعلامية مكثّفة على المقاومـة في محاولة لشيطنتها وتشويه سمعتها.
وذكر المراقبون أن هذه الهجمات المسعورة لم تضر المقاومـة أو تطل هامتها التي شهد لها كل أحرار أمتنا ومن خلفهم أحرار العالم بل أساءت للمملكة أولًا وشوّهت صورتها أمام العالم الإسلامي بوقوفها ضد المقاومة واستعدائها.
وقد ازدادت حدة الهجمات وخبثها مع توالي نجاحات المقاومة وتزايد التأييد العالمي لها.
ومن أبرز الوسائل التي اتبعها ذباب الديوان والوطنجية في حربهم القذرة ضد غزة ومقاومتها: اتهام المقاومـة بالإرهاب وأن هجماتها يوم 7 أكتوبر لتحرير مستوطناتهم التي اغتـصبها الاحتلال كانت همجية واعتداءً.
كما اتّهم الذباب المقاومـة بقتل سائحة ألمانية والتمثيل بها بعد اغتصابها في رواية كانت كاذبة من الأساس وروّجت لها المواقع الإسرائيلية بداية الأحداث، فالشابة تحمل الجواز الإسرائيلي ولم تُقتل أصلًا أو يُتعرّض لها بسوء، وإنّما كان الهدف تشويه صورة المقاومـة أمام الرأي العالمي.
وشنّ الذباب حملة جديدة اتّهموا فيها المقاومة بأنها تختبئ بين المدنيين وتبنّوا رواية الاحتلال في ذلك، لتدحض كل مقاطع اقتحام المستشفيات هذه الروايات لاحقًا وتؤكد خلو المباني المدنية من أي تواجد للمقاومـة وأسلحتها.
ومع توالي نجاحات المقاومـة العسكرية بدءً من 7 أكتوبر وحتى المعارك البرية في تخوم غزة، لجأ الذباب لتبنّي روايات الاحتلال من أجل تقزيم وتهميش انتصارات المقاومة، ونفي انتصاراتها العسكرية أو إثخانها في جيش الاحتلال.
ومع التفاف أهالي غزة حول المقاومـة ورجالها، لجأ الذباب مرة أخرى للكذب والتزوير، فتناقلوا مقطعًا كاذبًا عن تعامل رجال المقاومة الفظ مع سكان غزة وضربهم لهم.
بينما أظهرت التحقيقات أن المقطع يعود لتعامل رجال السلطة الفلسطينية مع أهالي الضفة الغربية.
وقد اتّهم الذباب المقاومـة بالارتماء في حضن إيران وأذرعها، بينما المقاومة استفادت من إيران وتقنياتها العسكرية حين خذلها العرب.
وقد تناسوا بذلك أن سيّدهم ولي العهد تصالح مع إيران نفسها ورضخ لذراعها الحوثي ودفع رواتب أفراد ميليشياته وأعاد تدوير الأسد ذراع إيران في سوريا بالتطبيع معه.
وبعد فشل الذباب في الانتقاص من المقاومـة، ومع تكرار ظهور أبو عبيدة وتأثيره الواسع في الإعلام والجيل الجديد، لجؤوا لحملة تشويه مكثّفة ضده شخصيًا فحاولو نزع صفة الرجولة والشجاعة عنه ووصفوه بـ “المنقبة” بعد أن أصبح أيقونة عربية إسلامية.
وامتدت حرب الذباب الأخرى إلى “شماغ” أبو عبيدة نفسه، فشنّوا حملة عليه بأنه يحاول انتحال الشماغ العربي الأصيل ليستقطب الناس حوله ما يؤكد أن غباء الذباب وضحالة تفكيره أضرّ بالديوان أكثر مما أفاده.
وفي السياق كشفت أوساط المعارضة السعودية عن حملة تحريض سعودية هي الأخطر على المقاومة الفلسطينية في ظل حرب إسرائيل الوحشية على قطاع غزة.
وقالت أوساط المعارضة إنه بتنسيق مع إسرائيل كُلّف عدد من الذباب التابع لما يسمى “مركز اعتدال” الحكومي بإنشاء حسابات في وسائل التواصل يتقمصون فيها شخصيات من غزة.
وأوضحت أن الهدف من الحملة مهاجمة المقاومة الفلسطينية وتحميلها مسؤولية القصف والدمار والقتل الذي ترتكبه إسرائيل، إضافة لقائمة طويلة من التهم الموجهة لحركات المقاومة أو لأشخاصها.
وقبل ذلك فضح تحقيق تحريض حسابات سعودية ضد المقاومة الفلسطينية وتنتقد العملية العسكرية التي قامت بها كتائب القسام ضد إسرائيل في إطار عملية “طوفان الأقصى”.
وأفادت منصة “إيكاد” الاستخباراتية، بأنه تزامنًا مع بداية عملية “طوفان الأقصى”، ظهرت حسابات سعودية تهاجم المقاومة الفلسطينية.
وبحسب التحقيق ظهرت هذه الحسابات بروايات وسردية متطابقة تمامًا، مُرددة الجمل والعبارات ذاتها بكثافة بعد ساعات فقط من بدء عملية “طوفان الأقصى”.
وقد ركزت الحسابات على ترويج مزاعم حول استهداف المقاومة للمدنيين الإسرائيليين ومعاملتهم بوحشية وأسرهم، مُرفقين تغريداتهم بصور لنساء وروايات مضللة حولهن.
الحسابات ذاتها زعمت أن ما يحصل مجرد مسرحية بين المقاومة وإسرائيل، وأن هدفها الرئيسي جمع المال والدعم لا أكثر، مُرددة كذلك أن الشرع يحرم الحرب التي تقوم بها المقاومة لأنها تسبب مفسدة للبلاد والعباد.
والحسابات السعودية روّجت لوجود دور إيراني في عملية المقاومة لمنع إتمام صفقة السلام، وأن إيران نفَّذت الحرب لمنع إتمام اتفاقية دفاعية مع أمريكا، التي كانت ستُبرم حال نجاح مساعي التطبيع بين السعودية وإيران.
ومن خلال تحليل الحسابات التي رددت العبارات ذاتها وروّجت لسردية معادية للمقاومة، لاحظنا أنها لجان إلكترونية ممنهجة ومترابطة ومتفاعلة مع بعضها بشكل واضح، تتفاعل وتغرد مع الحسابات المركزية السعودية وتردد العبارات نفسها.
وهذه الحسابات تبيّن أنها لجنة واحدة بسبب تاريخ إنشاء حسابات عديدة منها (أُنشئ معظمها في أكتوبر وسبتمبر وأغسطس الماضي)، وأنها تتفاعل مع الحسابات ذاتها، وتروّج كذلك للسرديات نفسها.
هذه اللجان تضخم التفاعل على محتوى حسابات إسرائيلية معروفة، مثل حساب إسرائيل الرسمي، أو حساب “نيلي كوهين” الذي يعمل ضمن لجان إسرائيل في المغرب.
اللجان نفسها تروّج لمعاداة الإسلام وتصوره بأنه دين عنف، رابطين ذلك بدوافع المقاومة، والغريب أنها تتفاعل مع المحتوى الإباحي بكثرة على تويتر.
تحليل هذه الحسابات بيّن أنها تتفاعل مع عدة حسابات مركزية، كحساب “سام يوسف” و”كريم جاهين” (اللذَين كشفنا ارتباطهما بلجان إسرائيلية في تحقيق سابق)، أو حسابات مركزية أخرى مريبة، كسحاب “الكعام” و”توماس”:
حساب “الكعام” حساب وهمي، يروّج للعنصرية العرقية ومهاجمة جميع الدول العربية الأخرى، ويصف شعوبها بأنها ليست عربية، وهو أحد أهم الحسابات المركزية هنا.
تحليل “الكعام” أوصلنا لحسابه على تيك توك الذي يحمل هوية فتاة، تُعيد نشر ردود تُكتب باللغة العبرية، التي تنشرها حسابات تدعي أنها سعودية، لكن هذا ليس الأكثر غرابة في الحساب.
الغريب أن التحليل بيّن ارتباطه بعدة حسابات وهمية، كل واحدة منها مختلفة تمامًا عن الأخرى، فحساب “الكعام” مرتبط بحساب آخر على تيك توك يحمل هوية يمنية، ولكنه الآن يحمل الهوية السعودية.
كما ارتبط بحساب آخر على اليوتيوب يحمل هوية مغربية ويهاجم العرب ويدّعي أنه أمازيغي، رواية الحساب على يوتيوب تحمل النمط نفسه المُتبع من “الكعام” على تويتر.
هذه النتائج تؤكد أن “الكعام”، وهو أحد الحسابات المركزية في هذه اللجنة السعودية الصهيونية، حساب وهمي، يروّج للعنصرية ويدعم الرواية الصهيونية. أما الحساب المركزي الآخر الذي لا يقل غرابة عن “الكعام” هو حساب “توماس”.
تحليل حساب “توماس” غريب بعض الشيء، فالحساب كان يغرد من أمريكا في أبريل ومايو الماضيين، ثم قام بتغير موقعه الجغرافي إلى الكويت، ليقوم بالتدخل في الشأن الكويتي الداخلي وإثارة الفتنة، وحاليًا يغرّد حول الشأن السعودي كأنه مواطن سعودي.
حساب “توماس” مرتبط بشكل واضح بلجان إسرائيلية، فهو ينشر بتكرار المحتوى ذاته الذي ينشره كل من “سام يوسف” و”كريم جاهين” وحتى حساب “كعام”، وهو ما يشير إلى نسخ الكلام ونشره ضمن تلك اللجنة.
وخلص التحقيق أن هذه الحسابات التي تهاجم المقاومة الفلسطينية وتروّج لروايات معادية للعملية العسكرية، هي في الحقيقة لجان سعودية إسرائيلية ممنهجة، تضخم التفاعل على عدة تغريدات.
ويجمع المراقبون على أن النظم السعودي سقط منذ بدأ طوفان الأقصى سقوطًا مدويًا على كافة الأصعدة إعلاميًا وشعبيًا وسياسيًا وأخلاقيًا وقد اختار حربًا بلا هوداة على غزة وانحيازًا مشينًا للاحتلال.