قوبل ترويج نظام آل سعود لخطة السلام الأمريكية الهادفة لتصفية القضية الفلسطينية المعروفة باسم “صفقة القرن” بتنديد فلسطيني وسط اعتبار موقف الرياض بأنه يخالف الإجماع العربي.
وصرح الناطق باسم حركة المقاومة الإسلامية “حماس حازم قاسم، أن حديث وزير الدولة السعودي للشؤون الخارجية عادل الجبير عن وجود جوانب إيجابية في “صفقة القرن” مخالف للإجماع العربي الرافض للصفقة الذي عبر عنه وزراء الخارجية العرب في اجتماعهم الأخير في القاهرة.
واعتبر قاسم أن مثل هذه التصريحات تساعد الاحتلال الإسرائيلي والإدارة الأمريكية على الترويج “لصفقة القرن” التصفوية، واستمرار إنكار حقوق الشعب الفلسطيني العادلة.
وكان صرح وزير الدولة للشؤون الخارجية في نظام آل سعود عادل الجبير من العاصمة الرومانية بوخارست، بأن هناك عناصر إيجابية في خطة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب للسلام.
وادعى الجبير أن خطة ترامب “يمكن أن تكون أساسا للتفاوض” بين الفلسطينيين وإسرائيل متجاهلا في ذلك إهدارها بشكل كامل الحقوق الفلسطينية وفي مقدمة ذلك التنازل عن القدس.
وأضاف أن الفلسطينيين يرون أن هذه الخطة لا ترقى إلى مستوى تطلعاتهم، مشيرا إلى أن بلاده لا تستطيع التفاوض باسم الفلسطينيين، لكن مهمتها تقديم الدعم لهم.
يأتي ذلك فيما أفادت صحيفة “معاريف” العبرية بأن وزير الخارجية في نظام آل سعود فيصل بن فرحان، أدلى بتصريحات لمراسلها غدعون كوتس، مشيراً إلى أن إقامة علاقات مع إسرائيل “ستكون فقط بعد توقيع اتفاق سلام وفق شروط الفلسطينيين”.
وبحسب الصحيفة العبرية، فقد جاءت هذه التصريحات خلال رد الوزير السعودي على سؤال لمراسل “معاريف”، خلال مؤتمر الأمن في ميونخ، أمس السبت.
وسأل مراسل الصحيفة الوزير السعودي “هل يتوقع رفع مستوى العلاقات بين السعودية وإسرائيل بما يشمل علاقات رسمية وعلنية، أو على الأقل اتفاق عدم اعتداء مع دول الخليج؟”، ليرد الوزير السعودي: “سيكون ذلك فقط بعد توقيع اتفاق سلام مع الفلسطينيين وفق شروطهم”.
وأشار مراسل “معاريف” إلى أن وزير الخارجية الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، ألغى مشاركته في المؤتمر في اللحظة الأخيرة بعد أن كان من المفترض أن يشارك فيها، وأن يلتقي ربما وزراء خارجية عربا.
وتكشف حقائق وتقارير متطابقة عن دور خفي مشين لولي العهد محمد بن سلمان في تمرير صفقة القرن الأمريكية والضغط على الفلسطينيين للقبول بها.
وظهر الموقف المشبوه الذي تبناه نظام آل سعود بشأن صفقة القرن تفضيله العلاقات مع الرئيس الأمريكية دونالد ترامب على حساب بيع القضية الفلسطينية والسماح بتصفيتها.
وبدا رد فعل نظام آل سعود فور إعلان صفقة القرن أنه يعطي أولوية للعلاقات الوثيقة مع ترامب لخدمة مؤامراته وحشده الدعم ضد أعدائه على حساب الدعم التقليدي الثابت للفلسطينيين.
وقالت وكالة رويترز العالمية للأنباء إن رد فعل آل سعود ضرب مثالا للتوازن الدقيق المطلوب من دول عربية خليجية ومصر والأردن التي تعتمد على الجيش الأمريكي أو على الدعم المالي للولايات المتحدة وتجد نفسها متعاونة مع واشنطن وإسرائيل في مواجهة إيران.
وتتعارض الخطة مع السياسة السابقة للولايات المتحدة والمبادرة العربية التي طرحتها المملكة عام 2002 والتي عرضت إقامة علاقات طبيعية مع إسرائيل في مقابل إقامة دولة فلسطينية مستقلة وانسحاب إسرائيلي كامل من الأراضي التي احتلتها إسرائيل في حرب 1967.
ورغم اعتراض الفلسطينيين على الخطة ومقاطعة ترامب بسبب ما يرونه تحيزا لإسرائيل حضرت ثلاث دول عربية خليجية هي عمان والبحرين والإمارات مراسم إعلان الخطة في البيت الأبيض في دلالة على تغير الزمن.
ويقول المسؤولون الفلسطينيون إن بن سلمان الحاكم الفعلي للمملكة ضغط على الرئيس الفلسطيني في السابق لدعم خطة ترامب رغم المخاوف الخطيرة.
وتحدث الإعلام الإسرائيلي مرارا عن دعم خفي من بن سلمان لصفقة القرن واستعداده لتقديم الدعم المالي اللازم لتطبيقها من أجل تعزيز تحالفه المشين مع ترامب على حساب الفلسطينيين.