تحدث رئيس الاستخبارات السعودية الأسبق، الأمير تركي الفيصل، عن التحالف السعودي السوري الإيراني، للإطاحة بالرئيس العراقي الأسبق صدام حسين، من الحكم، وذلك بعد غزوه الكويت.
وقال الفيصل، في مقابلة مع صحيفة “القبس” الكويتية، “كانت تجرى لقاءات بين ممثلي الاستخبارات العامة السعودية ونظيرتها الإيرانية والسورية، لدعم المعارضة العراقية في ذلك الحين، وكان ذلك خلال فترة الاحتلال العراقي للكويت وحتى ما بعد التحرير”.
وأضاف “كان يتم عقدها في دمشق، نظرا للعلاقة التي كان يتمتع بها حافظ الأسد مع إيران، إضافة إلى وجود الكثير من المعارضين العراقيين في سوريا، وقد قاموا بتنظيم أول مؤتمر لهم في دمشق بعد غزو العراق للكويت”.
وتابع: “تمت دعوة كافة الفصائل العراقية التي كانت في الواجهة، سواء المتواجدة في سوريا أو إيران أو أوروبا، وذلك بالتنسيق مع السلطات السورية، وبعضهم كانوا لاجئين في المملكة، وآخرون في مصر، وتجمعوا كلهم في دمشق بغرض إعلان اتفاق للظهور كمعارضة شرعية لنظام صدام حسين”.
وأكد أن الاتفاق حصل وذهبوا إلى بيروت وتم الإعلان عن الاتحاد بينهم، وكان يوجد مندوب للاستخبارات الإيرانية في هذه الاجتماعات، التي شارك بها معارضون من كافة الأطياف، سنة وشيعة وأكرادا وغيرهم.
وأضاف “بعد ذلك أصبحت المعارضة العراقية تأتي إلى المملكة ويتم التواصل معها، وكنا نتعامل مع كافة الأطياف العراقية في ذلك الحين، وكان يتم ترتيب لقاءات لهم مع القيادة الكويتية، كما كان لأجهزة الاستخبارات الكويتية نشاط في التواصل مع المعارضة العراقية.
واجتاح العراق برئاسة الراحل صدام حسين دولة الكويت واحتلالها لمدة 7 أشهر بدءا من أغسطس/آب 1990، قبل أن تخرج القوات العراقية تحت وطأة حملة عسكرية دولية.
وأعدم الرئيس العراقي الأسبق صدام حسين في 30 ديسمبر/كانون الأول 2006، وكان موافقا لأول أيام عيد الأضحى، مما أثار غضبا واسعا، لاسيما بسبب توقيت الإعدام.
ولاحقا دعمت السعودية، الغزو الأمريكي للعراق في عام 2003، وإسقاط نظام الرئيس العراقي الراحل صدام حسين، تاركة البلد يسير نحو المجهول، ولاسيما المحافظات التي تُمثّل امتدادها السني العربي.
ولعل ما أعاد فتح صفحات التاريخ هذه، هي منشورات وتغريدات رواد مواقع التواصل الاجتماعي، الذين أكدوا أن دول الخليج وبمقدمتهم السعودية، دعمت احتلال البلد، ومن ثم تركته يذهب إلى إيران.
وفي اللحظة الأولى التي أُعلن فيها إسقاط نظام صدام، لم يكن لدى السعودية أيّ رؤية إستراتيجية للتعامل مع مستقبل البلد، وما يدل على ذلك، تصريحات وزير الدفاع السعودي حينها، سلطان بن عبد العزيز.
وقال الوزير السعودي، خلال مؤتمر صحفي مع نظيره الأمريكي، دونالد رامسفيلد، بالرياض، في 29 أبريل/ نيسان 2003: “لا أتصور أنّ إیران تھدد العراق”، معربا عن اعتقاده بأنّ “العراق لا يميل إلى أن يندمج في أي دولة أخرى”.
ونقلت صحيفة “الشرق الأوسط” عن الأمير سلطان، في المؤتمر الصحفي ذاته، قوله إنّ “بقاء القوات الأمريكية التي شاركت في مراقبة منطقة حظر الطيران على جنوب العراق، أصبح لا لزوم له”.
وأضاف: “هذا لا يعني أننا طلبنا مغادرتها، ولكن اتفقنا، ما دام أن مهمتها قد انتهت، فبقاؤها الآن لا لزوم له، وهذا لا يعني عدم وجود صداقة بين البلدين”.