حذر مجلس جنيف للحقوق والحريات من تدهور خطير طرأ على صحة صحفي سعودي معتقل منذ عدة سنوات بشكل تعسفي في المملكة في ظل ما يتلقاه من إهمال وسوء معاملة.
وقال مجلس جنيف في بيان له إنه تلقى إفادات موثقة بتدهور صحة الكاتب الصحفي نذير الماجد الذي يقضي حكماً جائراً بالسجن مدة 7 سنوات ومنعه من السفر إلى الخارج 7 سنوات بسبب تعبيره عن الرأي.
وصدر الحُكم بحق الماجد في كانون أول/يناير عام 2017 بعد توجيه تُهم فضفاضة له منها “الخروج على ولي الأمر” و”الإخلال بأمن البلد”، علما أن الماجد كاتب صحفي في عدة صحف سعودية وعربية.
وقد اعتقل الماجد لأول مرة من السلطات السعودية عام 2011 على خلفية مقال بعنوان (انا احتج ، اذاً انا ادمي) يدعم فيها حق التظاهر السلمي في المملكة ويدعو إلى إطلاق الحريات العامة.
وذكر مجلس جنيف للحقوق والحريات أن الماجد يعاني من تدهور صحي مستمر ومعزول في زنزانة انفرادية حيث يتعرض إلى تعذيب نفسي وجسدي مستمر كحال مئات من معتقلي الرأي في السجون السعودية.
ودعا المجلس الحقوقي الدولي إلى تحرك دولي عاجل لضمان الإفراج عن الماجد ووقف اعتقاله التعسفي والضغط على السلطات السعودية لوقف انتهاكاتها الجسيمة للحريات العامة واستهداف المعارضين لسياساتها والمطالبين بالإصلاح في المملكة.
ونبه إلى أن السلطات السعودية تفرض الموت البطيء لمعتقلي الرأي في سجونها ضمن سعيها لإسكات من لا يلتزمون بالخط الرسمي أو يجرؤون على إبداء رأي مستقل في السياسة أو الدين أو حقوق الإنسان.
وشدد المجلس الحقوقي الدولي على أن ملف معتقلي الرأي في السعودية بما يتضمنه من قمع وإهمال طبي متعمد والمضايقة والترهيب وحملات التشهير وحظر السفر يجب أن يتحول إلى عنوان لتحرك فاعل من الأمم المتحدة والمجتمع الدولي من أجل وقف الانتهاكات السعودية الحاصلة.
ونذير الماجد كاتب سعودي شيعي من محافظة القطيف بالمملكة ينتمي للتيار الليبرالي. مارس الكتابة عن الشئون الدينية الشيعية والسلفية وانتقد التصعيد الطائفي بين الطرفين.
يمارس الكتابة في المواقع الالكترونية الشهيرة وهي متنفسه الوحيد للكتابة. لاقت بعض مقالاته عاصفة من التذمر في الأوساط الدينية الشيعية خاصة عندما وصف ما يمارسه السيستاني بالكهنوتية.
يكتب نذير الماجد في العديد من المواقع ومنها: شبكة راصد الإخبارية, الحوار المتمدن, آرام, دروب وغيرها من المواقع الثقافية والفكرية.
في العام 2008 كان الماجد أحد المثقفين الشيعة الموقعين على بيان الـ 11 مثقف شيعي والذي دعوا فيه إلى تغيير بعض المفاهيم الشيعية وانتقدوا فيه بعض العقائد مثل ولاية الفقيه وطالبوا بعدم الاساءة للخلفاء الراشدين. شاركه في البيان عدد من المثقفين الشيعة مثل: رائد قاسم و طالب المولي و أحمد الكاتب و أحمد المهري و علي جابر السلامة و محمود العلي وجعفر البحراني وآخرون.
اعتقل الماجد في أبريل 2011 م من مقر عمله في مدرسة في مدينة الخبر وذلك على خلفية كتابته مقال يدعم فيه حق التظاهر بعنوان ( انا احتج …اذن انا ادمي ) وتم تفتيش منزله في الوقت نفسه من قبل رجال الأمن. لاقى خبر اعتقاله صدى واسعا في الأوساط الثقافية والدينية والحقوقية.