مأساة صحفي يمني في سجون آل سعود في اليمن
عانى الصحفي اليمني يحي السواري مأساة حقيقة خلال اعتقاله قبل أشهر في سجون نظام آل سعود في محافظة شبوة في اليمن.
وجاء نشر هذه الشهادة المرعبة بالتزامن مع مرور سنة على اغتيال وتقطيع أوصال الصحفي السعودي جمال خاشقجي، وموجة الإدانة التي أعقبت تلك الجريمة النكراء.
ونشرت صحيفة “لوتون” السويسرية تحقيقا يتناول مأساة الصحفي اليمني. وجاء في مقدمة التقرير “كان من المنتظر أن تدفع موجة الإدانة والاحتجاجات على مقتل خاشقجي الرياض إلى أن تراجع طريقة تعاملها مع الصحفيين، لكن القصة التي وردت تفاصيلها في هذا المقال تثبت العكس تماما”.
تعود الأحداث التي يرويها التقرير إلى بداية 2019، حيث استغرب الصحفي السواري حضور قوات سعودية في محافظة المهرة، منطقة لا يوجد فيها عدد كبير من السكان تقع اقصى شرق اليمن. فأراد أن يكشف سبب هذا الحضور، خاصة وأن التحالف العربي يدعي أن حضوره في اليمن هو من أجل محاربة التمرّد الحوثي.
لكن الصحفي توصّل إلى أن الوجود السعودي في تلك المنطقة هو لأغراض استراتيجية مختلفة تماما: “من أجل بناء أنابيب لنقل نفط المملكة من دون حاجة إلى مضيق هرمز الذي بات الامن فيه مهددا بعد التوترات الأخيرة بين إيران وجيرانها الخليجيين والقوى الدولية”.
ولم ينجح الصحفي اليمني، بحسب التقرير، في إكمال تحقيقه “فقد ألقي عليه القبض في عاصمة المحافظة ثم سلم إلى العسكريين السعوديين والتهمة “التعرّض إلى مصالح المملكة العربية السعودية”.
وبالنسبة للسلطات السعودية: “الصحفي هو مجرم، وهو شخصية خطيرة، لابد من إيقافه عند حدّه”. ويستند التقرير إلى شهادة “مراسلين بلا حدود” التي تؤكّد أن الصحفيين عرضة للإضطهاد من جميع الأطراف المتنازعة في المنطقة وخاصة إذا ما مسّ هؤلاء بالمصالح السعودية”.
سجن سرّي في المطار.. هكذا بدأت أيام الجمر التي امتدت 56 يوما بالنسبة للصحفي السواري: “أعين معصبّة، وتحقيقيات طويلة واتهام بالتجسس لصالح المتمردين الحوثيين ولحزب الله ولقطر، وللمخابرات العمانية، لكن الصحفي اليمني رفض كل هذه الاتهامات”.
تذكّر الصحيفة التي تؤكد مصادرها وجود سلسلة من السجون السرية في اليمن والعديد من القواعد العسكرية السعودية خاصة في شرق اليمن”.
لكن الصحيفة تورد الرد السعودي على اتهامات الصحفي اليمني، إذ بحسب مصدر عسكري سعودي “السواري كان معتقلا لدى الامن اليمني، وليس هناك شيئا يسمى سجون سرية تابعة للملكة في اليمن”.
ووفقا لنفس التقرير يبدو ان الجهات السعودية قد خشيت من تبعات اعتقال هذا الصحفي فقررت تسليمه إلى ميليشيا محلية للتعامل مع الصحفي بعيدا عن الأضواء.
وبالفعل تقول الصحيفة “تعرّض الصحفي السواري إلى أعمال تعذيب شنيعة، وإلى صدمات بالكهرباء ..”. وهذه الممارسات بحسب الصحفي اليمني “كان يشرف عليها ضباط سعوديون بشكل مباشر”. ولو لا ان “تمكن هذا الصحفي من الفرار، لربما واجه مصيرا يشبه مصير خاشقجي”، على حد رأي الصحيفة السويسرية.