يشهد الوضع الصحي للملك سلمان تدهورا مستمرا ما دفه نجله محمد إلى إبعاده عن الأضواء عبر إرساله إلى نيوم ليقلل من نشاطاته الرسمية.
وأمر محمد بتقليل مقابلات والده كونها أصبحت ترهقه بشكل فيه خطر عليه. جاء ذلك بناء على نصيحة الأطباء الذين أخبروا مبس أن صحته ستزداد تدهورا لكن بشكل بطيء.
وتناولت تسريبات من الديوان الملكي برنامج الملك سلمان اليومي والأسبوعي, والأدوية التي يتناولها، بالإضافة للمجموعة المحيطة به ومهام كل منهم، هذا عدا عن طريقة إدارة الشؤون الصحية في قصر الحكم السعودي.
وذكرت التسريبات أن محمد بن سلمان تمكن من إشغال والده بالبلوت وحفلات الرقص حتى لا يسأل عن والدته السجينة، وقد شخص الأطباء حالة والده بالزهايمر منذ ٢٠١٢، ومن غباء بقية آل سعود أنهم لا يدركون تمكن الزهايمر منه ويعاملونه كما لو كانت ذاكرته سليمة.
وعن أهم الشخصيات المحيطة بالملك سلمان، فإن أهم أربع أشخاص في دائرة الملك الخاصة هم نايف الزهراني المعروف بأنه مهرج الأطفال (أحفاد الملك) وشخص من نجران اسمه شديّد يضحك الملك بتقليد جميع الأصوات وعبد الرحمن الزهراني (خال فهدة أم محمد بن سلمان) ووظيفته مكمل للبلوت، وفهد الحثلين أخ فهدة المسؤول عن إبل الملك.
وأوضح أن هؤلاء الأربعة يلعبون البلوت لساعات متواصلة مع الملك في ليالي وسط الأسبوع وربما معهم أحفاد الملك سعود، أما ليلتي الجمعة والسبت فيلعب مع الأخوياء من البادية، فيما الملك لا يؤدي أي دور آخر غير هذا ولا يعرف شيئا عن أحوال المملكة.
كما كشفت التسريبات أن من الذين يحضرون بانتظام كذلك الطبيب الشخصي للملك والممرض الخاص وعدد من أبناء وأحفاد الملك سعود، كما يسمح بالدخول لزوجة مبس وزوجة أخيه خالد وأبناء مبس وأخيه خالد هذا إضافة للحارس الشخصي الفغم وبعض المسؤولين في العيادة الملكية والخدم الخاصين والاخوياء المقربين.
ويمنع محمد بن سلمان دخول غير هؤلاء على الملك حتى لو كان من كبار آل سعود، وهذا يشمل أعمامه وإخوانه غير الأشقاء مثل سلطان وفيصل وعبد العزيز وجميع هؤلاء يتحايلون في المناسبات العامة أو يستغلون بعض الثغرات لمقابلة الملك، وقد شوهد إخوانه في خصام معه بصوت مرتفع عدة مرات.
وعن الوضع الصحي للملك سلمان فإنه إضافة للزهايمر الذي وصل لمرحلة متقدمة، سبق أن أجري للملك عملية في الظهر في ٢٠٠٩, كما أصيب بانسداد شرايين القلب وأجريت له عملية قسطرة ودعامة لأحد الشرايين، وأصيب بالرجفان الأذني Atrial Fibrillation الذي يؤدي لاضطراب في نبض القلب وركب له بسبب ذلك منظم ضربات القلب pacemaker .
كما أن الملك يعاني من أرق شديد ولا ينام إلا باستخدام zolpidem ، وتنتابه حالات غضب وتوتر إذا بدأ يستعيد بعض الذاكرة مما يضطرهم لإسكاته باستخدام Xanax، إضافة لمجموعة من المسكنات من آلام الظهر والركبة في مقدمتها Codeine، ثم مسيل الدم Warfarin الذي يحتاجه لمنع للمزيد من الجلطات.
والملك يعاني كذلك من ألم شديد في الركبتين بسبب تهتك المفاصل، وكان يفترض أن تجري له عملية تبديل الركبة لكن الأطباء نصحوا بعدم إجراء أي عملية لأن حالة قلبه ودماغه لا تتحمل”، فيما أن محمد بن سلان متضايق أنه لا يتحمل العملية ولم يفطس حتى الآن من أجل أن يعتلي العرش.
وبعد التقارير الصحفية التي كشفت مؤخرا عن تدهور كبير في الحالة الصحية لملك سلمان، وتأكيدها لمعاناته من حالة شرود ذهني، جاءت صحيفة الإندبندنت البريطانية لتكشف أنه اصبح عاجزا عن ممارسة مهامه وأن نجله محمد هو الحاكم الفعلي للمملكة.
وقالت الصحيفة في تقرير لها، إن “حمد بن سلمان هو الحاكم الفعلي للمملكة حيث أن والده الملك يبلغ من العمر 81 عاما وبسبب حالته الصحية لا يستطيع ممارسة مهامه.
وأضافت أن “بن سلمان اظهر مرارا وتكرارا انعدام الحنكة السياسية والتهور خلال العامين والنصف اللذين مارس خلالهما السلطة”، مشيرة إلى “مسؤوليته في تصعيد العنف في الملف السوري ما ساعد الروس على تعميق وجودهم العسكري هناك علاوة على الحرب في اليمن”.
وتشكل أزمة اليمن معضلة كبيرة لآل لسعود، فالمملكة لم تحقق أهدافها هناك، ويعتبر محمد بن سلمان المتولي الفعلي لإدارة الحرب، وهي التي ستحدد مستقبله وموقعه في حكم المملكة مستقبلاً، وليس هو فقط بل مستقبل المملكة بأكملها.
من جهته اعتبر الكاتب البريطاني ديفيد هرست أن أي أمير في المملكة يحتاج إلى رضى ثلاثة مصادر للقوة حتى يصبح ملكًا؛ وهي الولايات المتحدة في المقام الأول، والعائلة الحاكمة وأخير وبدرجة أقل جدا الشعب السعودي.
وبالتالي ولكي يصبح ملكًا على ولي العهد أن يحظى بثقة أمريكا أولا والاعتماد عليه في حماية مصالحها وعدم الإضرار بها، إلى جانب الحصول على ثقة وتأييد العائلة الملكية واحتواء أي خلاف قد ينشب، كما حدث من قبل حينما أصدر والده أوامر تغير ولاية العهد والتي اعترض عليها بعض الأمراء مثل الأمير طلال بن عبد العزيز، لكنه نجح في احتواء هذا الغضب. أما رأي الشعب في المملكة فإن يبقي هامشيا بالنسبة لآل سعود.