تواصل سلطات آل سعود حملتها غير المسبوقة بشن اعتقالات واسعة بشكل تعسفي لفلسطينيين يقيمون في المملكة منذ سنوات ومنهم قيادات من حركة المقاومة الإسلامية “حماس”.
وأعلنت مصادر فلسطينية عن اعتقال سلطات آل سعود القيادي في حركة حماس رجل الأعمال المعروف أبو عبيدة الأغا, ووضعه في سجن ذهبان السياسي بجدة.
وبحسب مصادر صحيفة فإن المعتقل، أبو عبيدة هو ابن أبرز المؤسسين لحركة “حماس”، خيري الأغا، الذي توفي بالمملكة في 2014 بشكل طبيعي.
ووفقاً للمصادر فإن الأغا يعد من قيادات حركة “حماس” في المملكة، وهو حاصل على الجنسية السعودية، ولا يوجد تفسير لاستمرار اعتقاله في سجون آل سعود.
ولفتت المصادر إلى أن سلطات آل سعود تعتقل الأغا لما يزيد عن عام ونصف، دون وجود معلومات محددة حول سبب اعتقاله.
يشار إلى أن وزارة الخزانة الأمريكية قالت في أيلول/سبتمبر 2015، إن الأغا يرأس اللجنة المالية لحركة “حماس” في المملكة.
وقالت حماس في بيان صحفي قبل أيام إن جهاز (مباحث أمن الدولة) التابع لآل سعود اعتقل في الرابع من نيسان/أبريل الماضي الدكتور محمد صالح الخضري المقيم في جدّة منذ نحو ثلاثة عقود، في خطوة غريبة ومستهجنة.
وذكرت الحركة أن الحضري “كان مسؤولاً عن إدارة العلاقة مع المملكة على مدى عقدين من الزمان، كما تقلّد مواقع قيادية عليا في الحركة، ولم يشفع له سِنّه الذي بلغ (81) عاماً، ولا وضعه الصحي، حيث يعاني من (مرض عضال)، ولا مكانته العلمية، كونه أحد أبرز الأطباء الاستشاريين في مجال (الأنف والأذن والحنجرة)، ولا مكانته النضالية، التي عرف فيها بخدماته الجليلة التي قدّمها للشعب الفلسطيني وقضيته الوطنية، داخل فلسطين وخارجها”.
وأضافت الحركة “لم يقتصر الأمر على اعتقاله، وإنّما تم اعتقال نجله الأكبر (الدكتور هاني)، بدون أي مبرّر، ضمن حملة طالت العديد من أبناء الشعب الفلسطيني المقيمين في المملكة”.
وأشارت حركة حماس إلى أنها “التزمت الصمت على مدى خمسة شهور ونيّف، لإفساح المجال أمام الاتصالات الدبلوماسية ومساعي الوسطاء، لكنها لم تسفر عن أي نتائج حتى الآن”.
وتابعت “لذا تجد الحركة نفسها مضطرّة للإعلان عن ذلك، مطالبة سلطات آل سعود، بإطلاق سراح الأخ الخضري ونجله، والمعتقلين الفلسطينيين كافة”.
كما رصدت منظمات حقوقية دولية شن سلطات آل سعود حملات اعتقال تعسفية واسعة النطاق ضد الفلسطينيين.
وذكر المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان في بيان له أصدره مؤخرا، أنه لم يستطع تحديد رقم دقيق لعدد المعتقلين الفلسطينيين، غير أنه تم الحصول على أسماء نحو 60 شخصا، فيما تشير تقديرات الجالية الفلسطينية في المملكة إلى أن العدد يفوق ذلك بكثير.
وذكر المرصد أنه تم توثيق شهادات من 11 عائلة فلسطينية تعرض أبناؤها للاعتقال أو الإخفاء قسرا خلال الأشهر الأخيرة أثناء إقامتهم أو زيارتهم إلى المملكة، وبينهم طلاب وأكاديميون ورجال أعمال.
وأوضح المرصد أنه يتم عزلهم عن العالم الخارجي دون لوائح اتهام محددة، أو عرض على النيابة العامة، ولا يسمح لهم بالاتصال بأقاربهم أو التواصل مع محاميهم.
وبين من وثق شهاداتهم عائلة مهندس من الضفة الغربية المحتلة فقدت الاتصال معه مطلع الشهر الماضي خلال مراجعته دائرة الجوازات في الرياض، وعائلة أسير محرر من سجون الاحتلال الإسرائيلي تم إبعاده من الضفة الغربية إلى الأردن، ومن هناك انتقل للعمل في إحدى الشركات السعودية، وعائلة رجل أعمال فلسطيني مسن مقيم في جدة منذ عقود ومختف منذ يوليو/تموز الماضي.
ولنظام آل سعود سجلا أسودا في شن حملات الاعتقال من دون سند قانوني بحق المواطنين والوافدين إلى المملكة بما في ذلك نشطاء حقوق الإنسان والمعارضين والمدونين.