أفادت صحيفة “إنتلجنس أونلاين” الفرنسية، أن ضباطا سعوديين ومستشارين عسكريين من الرياض وصلوا إلى شمال شرقي سوريا، قبل أيام؛ لإجراء محادثات مع المكونات العربية لقوات سوريا الديمقراطية “قسد”.
وقوات “سوريا الديمقراطية” هي مليشيا ذات أغلبية كردية وأقلية عربية، تنفذ عمليات عسكرية ضد تنظيم “الدولة الإسلامية” وتتلقى تدريبا وتمويلا لوجيستيا من الولايات المتحدة، ومؤخرا أشارت تقارير إلى دخول السعودية على خط تمويلها ماليا.
وتتهم تركيا تلك القوات بدعم عمليات عسكرية يشنها حزب العمال الكردستاني داخل الأراضي التركية، وترى أنقرة أن تلك المليشيات خطر على أمنها القومي.
وأشارت الصحيفة الفرنسية، نقلا عن مصادر، قولها: إن فرقا من ضباط سعوديين انضمت إلى القواعد الأمريكية في الشدادي والحسكة، مستفيدة من حماية قيادة العمليات الخاصة الأمريكية هناك”.
ولفتت إلى أن تلك التطورات تأتي بينما يواصل نظام “بشار الأسد”، برعاية إيرانية، البحث عن طرق لكسب دعم القبائل العربية في شمال شرق سوريا، بينما تأمل الرياض في لعب دور أكبر هناك لمتابعة سياسة الاحتواء ضد إيران، والضغط على تركيا.
وفي مايو/أيار الماضي، كشفت صحف تركية عن اتفاق بين الولايات المتحدة والسعودية لدعم وتمويل قوات “سوريا الديمقراطية” وتشكيلات مسلحة كردية أخرى في شمالي سوريا.
ووفقا لما نقلته صحيفة “خبر ترك” التركية، فإن مخطط إعادة بناء القوات الكردية هو مخطط أمريكي بالأساس؛ يهدف لإضفاء الغطاء الدولي على الوحدات الكردية المسلحة.
وأشارت إلى أن مسؤولين أمريكيين اجتمعوا مع ممثلين عن هياكل سياسية كردية خارجة لدمجهم تحت كيان جديد، وعلى رأس هذه الهياكل المجلس الوطني الكردي، العضو في ائتلاف المعارضة السورية وحركة المجتمع الديمقراطي الكردية، الخاضعة لسيطرة حزب العمال الكردستاني، المصنف إرهابيا لدى تركيا.
ويهدف المقترح الجديد، إلى تشكيل جيش يجمع المجلس والحزب، وفق ما أبلغت به الولايات المتحدة الطرفين.
ووفقا للمصادر، فإن السعودية هي التي ستتولى “تمويل” المشروع، حيث سيتطلب تشكيل الهيكل العسكري الجديد تخصيص 520 مليون دولار له على مدار 3 سنوات، إضافة إلى 200 مليون دولار للنفقات التشغيلية.
وفي السياق، تسعى الرياض لإرضاء السفارة الأمريكية في دمشق عبر استرضاء قبيلة “العكيدات”، وعقد مصالحة مع “قسد”، من خلال تقديم مشاريع خدمية لدير الزور، منها ترميم المخابز، وتوزيع الأسمدة، وتجديد محطات المياه.
وهناك غضب قبلي بعد اغتيال عدد من شيوخ العشائر ووجهائها في المنطقة، خلال الشهور القليلة الماضية.
ويعزز دور الوساطة السعودية، وجود قوة عسكرية سعودية في قاعدة حقول الجبسة في مدينة الشدادي جنوبي الحسكة، بقيادة العقيد “سعود الجغيفي”.
وستقوم القوة السعودية بالعمل على تهدئة الأمور المتوترة في ريف دير الزور، وترميم العلاقة بين العشائر و”قسد” والتحالف، على أن يكون للقبيلة دور في إدارة المنطقة.