انسحب قوات نظام آل سعود المكلفة بتأمين مداخل حديبو، عاصمة محافظة أرخبيل سقطرى اليمنية، بشكل مفاجئ، وذلك في ساعة متأخرة من الليلة الماضية، وتزامنا مع حشد المتمردين المدعومين إماراتيا.
وقال شهود عيان إن قوات الواجب السعودية التي تكفلت بتأمين مداخل مدينة حديبو والطريق المؤدي إلى المطار، بناء على اتفاق تهدئة بين الشرعية والانفصاليين، انسحبت إلى معسكر القوات الخاصة في عاصمة الأرخبيل.
وأضافوا أن الانسحاب المفاجئ جاء بعد يوم من وصول نحو 300 مسلح للانتقالي إلى سقطرى قادمين من محافظات عدن والضالع، في مسعى منهم لتفجير الأوضاع داخل الأرخبيل.
وحذر مسؤولون يمنيون، الأيام الماضية، من حشودات عسكرية للمجلس الانتقالي المدعوم إماراتيا، وقيامه بتهريب أسلحة عبر البحر للالتفاف على مركز سقطرى، وسط صمت قوات آل سعود.
وندد مشايخ ووجهاء سقطرى باستقدام المجلس الانتقالي الجنوبي عشرات المسلحين من خارج المحافظة، بهدف تأجيج الصراع وجر الأرخبيل إلى مربع العنف.
ودعا المشايخ، في بيان مشترك، قوات آل سعود المرابطة بالأرخبيل لإعادة العناصر التي تم استقدامها إلى محافظاتهم، كما دعوا المجلس الانتقالي الجنوبي لتحكيم العقل والالتزام بالاتفاقات المبرمة.
وكان حلفاء الإمارات قاموا، مساء الثلاثاء، بتنفيذ هجوم مسلح على مقر السلطة المحلية بسقطرى قبل أن تقوم القوات الحكومية باستعادته بعد وقت قصير.
ويأتي التصعيد في سقطرى (تقع في إطار ما يعرف المحافظات الجنوبية)، عقب إعلان “الانتقالي الجنوبي” في 26 أبريل /نيسان الماضي، حالة الطوارئ العامة، وتدشين ما سماها “الإدارة الذاتية للجنوب”.
وكان قال أحمد الميسري نائب رئيس الوزراء اليمني وزير الداخلية إن بيانات الرئاسة والحكومة اليمنيتين تجاه إجراءات المجلس الانتقالي الجنوبي لا تكفي، معتبرا أن سكوت الرياض عما يحدث في سقطرى وعدن “تواطؤ”.
وأضاف الميسري أن الجهة الضامنة لاتفاق الرياض هي السعودية، وهي مسؤولة عن تحديد الجهة المعطلة.
وأشار إلى أن سكوت الرياض على المجلس الانتقالي المدعوم إماراتيا في سقطرى وعدن تواطؤ، وعليها تعديل موقفها.
ولفت إلى أن السعودية طلبت قبل رمضان من الرئيس عبد ربه منصور هادي تأجيل دخول الجيش إلى عدن من شقرة في محافظة أبين.
وقال الميسري إن الرئيس هادي لم يكن موفقا عندما وافق على تأخير دخول الجيش إلى عدن استجابة لرغبة السعودية، كما أشار إلى أن مشروع الإدارة الذاتية هو مشروع إماراتي بامتياز صمم وأعلن ويدار من أبو ظبي.
وقال إن الإماراتيين شقوا النسيج الاجتماعي في سقطرى وأوصلوه إلى حالة الاقتتال، معتبرا أن التحالف اشترى مجموعة من الضباط في سقطرى بأموال الإمارات واستولوا على لوائها العسكري.
كما أشار إلى أن الجنوب وقع في دائرة أطماع الكثيرين -والتحالف أولهم- للفوز بموضع قدم في الجغرافيا المهمة.