مطالب حقوقية بتنظيم زيارات ميدانية لسجون السعودية
دعت منظمة حقوقية دولية الأطراف الدولية إلى ضرورة زيارات ميدانية لمراكز التوقيف والسجون السعودية ومراقبة الأوضاع الإنسانية والحقوقية فيها.
وحثت منظمة سكاي لاين الدولية لحقوق الإنسان المجتمع الدولي على ضرورة التحرك الجدّي والضغط على السلطات السعودية لوقف اعتقالاتها المتكررة وغير القانونية، بحق نشطاء مواقع التواصل الاجتماعي وأكاديميين ودعاة، على خلفية تعبيرهم عن آرائهم.
وشددت على أن استمرار الدور السلبي للهيئات الدولية أعطى تلك السلطات غطاءًا ضمنيًا للاستمرار بانتهاكاتها.
وقالت المنظمة إنها تنظر بقلق بالغ إزاء تدهور الأوضاع الحقوقية في المملكة، وما يتعرض له الأشخاص المعتقلين داخل السجون من ممارسات تعذيب وتعمد للإهانة واجبارهم على الاعتراف بتهم لم يقترفوها، على خلفية نشرهم لآرائهم عبر مواقع التواصل الاجتماعي ومواقفهم المعارضة لسياسة الحكومة السعودية.
ولفتت “سكاي لاين” إلى أن عمليات الاعتقال التي تستهدف النشطاء والأكاديميين باتت شبه يومية، والتي كان آخرها اعتقال الدكتور ” محمد بن علي الحازمي” يوم الأربعاء الماضي، من داخل منزله في مدينة أبها الجنوبية.
وبحسب التغريدات، التي تداولها مغردون فقد قامت السلطات الأمنية بتفتيش منزل الحازمي واعتقاله، كما غرد حساب “معتقلي الرأي” بأنه “تأكد لنا أن قوة أمنية كبيرة مكونة من 24 عنصًرا داهموا منزل الدكتور محمد بن علي الحازمي في أبها، وقاموا بتفتيشه وبعثرة محتوياته وقلبه رأسًا على عقب، ثم اقتادوا الشيخ إلى مكان مجهول.”
وأبرزت المنظمة من جانبها إلى أن عملية الاعتقال الأخيرة جاءت بعد حملة واسعة أطلقتها السلطات السعودية في شهر مايو/أيار، والتي أدت إلى اخفاء السلطات لعشرات الأشخاص دون التوصل إلى أي معلومة عنهم أو أسباب الاعتقال، لكن منظمات حقوقية محلية نشرت مؤخرًا قائمة بأسماء من تم اعتقالهم مؤخرًا والتي تضمنت أسماء فتيات تم اعتقالهن.
حيث كشف حساب “معتقلي الرأي” ومنظمة “قسط” الحقوقية، عن بعض تلك الأسماء، ومن بين المعتقلين الجدد الفتاة “رينا عبد العزيز” 19 عام، والتي تم اعتقالها من مدينة الرس في منطقة القصيم بالثالث عشر من أيار/ مايو الماضي. وبعد أربعة أيام قامت قوة أمنية باعتقال الفتاة “ياسمين الغفيلي” 26 عام من مدينة الرس أيضًا، فيما تم اعتقال الداعية عبدالله الشهري، والناشط “عبدالرحمن الشيخي” 26 عاما.
وذكرت “سكاي لاين” أن من بين المعتقلين أيضًا، الطبيبة “لينا الشريف” 33 عام، والتي تم اعتقالها ضمن الحملة الأمنية التي شنها في شهر مايو/أيار دون أن يُعرف مكانها حتى الآن أو التهم الموجهة لها، حيث تم اخفائها بشكل قسري وتم منعها التواصل مع ذويها إلى هذه اللحظة.
وشددت المنظمة أنه بالرغم من قيام السلطات السعودية إطلاق عدة معتقلين مؤخرًا إلا أن تلك السلطات تواصل قمعها من خلال شن حملات اعتقال تطال في معظمها مغردين لا يُعرف لهم أي نشاط سياسي علني.
وأكدت المنظمة الدولية على أن عمليات الاعتقال المتكررة التي تقوم بها السلطات السعودية تتناقض مع القوانين المعمول بها في المملكة لا سيما نص المادة الثانية من لائحة النشر الإلكتروني، التي أصدرتها وزارة الإعلام السعودية، والتي أكدت على ” دعم ثقافة الحوار والتنوع، وتكريس ثقافة حقوق الإنسان؛ المتمثلة في حرية التعبير المكفولة للجميع وفق أحكام النظام”.
إضافة لمخالفة تلك الممارسات لمجموعة من الاتفاقيات الدولية ومنها الإعلان العالمي لحقوق الإنسان والعهد الدولي الخاص بالحقوق المدنية والسياسية والاتفاقية الدولية لحماية جميع الأشخاص من الاختفاء القسري.
ونبهت إلى نص المادة 19 من الإعلان العالمي الذي أكد على ” لكل شخص الحق في حرية الرأي والتعبير، ويشمل هذا الحق حرية اعتناق الآراء دون أي تدخل، واستقاء الأنباء والأفكار وتلقيها وإذاعتها بأية وسيلة كانت دون تقيد بالحدود الجغرافية”.
واختتمت سكاي لاين بيانها بدعوة الأطراف الدولية من منظمات أممية ودول، لتحمل مسئولياتها القانونية والأخلاقية وممارسة الضغط الكافي على السلطات السعودية لوقف انتهاكاتها وممارساتها غير القانونية تجاه حرية الرأي والتعبير في البلاد، والعمل على إطلاق سراح كافة معتقلي الرأي من نشطاء ودعاة وأكاديميين.