كشفت مصادر موثوقة ل”ويكليكس السعودية” عن توجيه ولي العهد محمد بن سلمان رسالة تهديد إلى شركات أجنبية.
يأتي ذلك في ظل تصاعد حدة المنافسة بين بن سلمان والنظام الإماراتي في استقطاب الشركات الأجنبية والتكنولوجية خاصة.
وقال رجال أعمال إن ولي العهد صعد من خطواته، ووجه رسالة تهديد اقتصادي للشركات الأجنبية في حال رفضت طلبه الأخير.
وأضاف هؤلاء في أحاديث لـ”ويكليكس السعودية” إن بن سلمان راسل هذه الشركات الكبرى من أجل نقل مقراتها من دبي إلى الرياض أو فتح مقرات جديدة في الأخيرة.
وأفاد رجال الأعمال بأن الشركات التكنولوجية رفضت طلب بن سلمان، لكن الأخير عاد وأرسل إليها تهديدا بسحب الاستثمارات السعودية في حال لم تنفذ الطلب.
وقالوا إن الشركات الأجنبية تتخوف من السجل الحقوقي للنظام السعودي، وجرائمه بحق المعارضين وفي اليمن.
ضغوطات متزايدة
وكشفت صحيفة بريطانية، أن بن سلمان استقطبت 24 شركة متعددة الجنسيات لتأسيس مقر إقليمي في الرياض.
واعتبرت الخطوة في إطار سعى بن سلمان لتحويل العاصمة الرياض إلى مركز أعمال ينافس هيمنة إمارة دبي.
ونقلت “فاينانشال تايمز” عن رئيس الهيئة الملكية لمدينة الرياض فهد الرشيد، هذه المعلومات.
وقال الرشيد: إن المجموعة الهندسية الأمريكية “بكتل” وشركة الفنادق الهندية “أويو”، من بين الشركات التي ستنشئ مقاراً إقليمية في العاصمة السعودية.
وجاء إعلان الشركات متعددة الجنسيات تأسيس مقرات لها بالرياض خلال مؤتمر مبادرة مستقبل الاستثمار الذي عقد في العاصمة السعودية الأسبوع الماضي.
وجاء المؤتمر كخطوة جديدة بخارطة الإصلاحات الاقتصادية الطموحة لولي العهد والتي تعرضت للاضطراب بعد جريمة مقتل الصحفي السعودي جمال خاشقجي.
وأوضحت الصحيفة البريطانية أن وزارة الاستثمار السعودية والهيئة الملكية وجهتا طلبات في الأسابيع الأخيرة إلى الشركات متعددة الجنسيات.
وذلك بهدف الحصول على تعهد بفتح مقرات إقليمية لها في الرياض، وتحويل مسار تلك الشركات التي تميل إلى تأسيس عملياتها الإقليمية في دبي.
منافسة شديدة
وأشارت “فايناناشال تايمز” إلى أن شركات كبرى، مثل جوجل وأمازون وعلي بابا، تأخذ الطبيعة الضخمة للاقتصاد السعودي في الحسبان على نحو متزايد.
ونقلت عن الرئيس السابق للعلاقات الحكومية الخليجية في جوجل “سام بلاتيس” قوله: “تخيل الاقتصاد الرقمي في الشرق الأوسط بعد 10 سنوات في المستقبل: أيًا كان المسار الذي تعتقد أن الاقتصاد السعودي سيتخذه، ستظل البلاد تتمتع بأكبر اقتصاد عربي”.
وأشارت إلى الرؤساء التنفيذيون والاستشاريون بالشركات الكبرى سافروا إلى السعودية كثيرا خلال السنوات الماضية لتقديم المشورة بشأن انفتاح الاقتصاد.
ومع ذلك فإن القليل منهم يحرص على الانتقال إلى هناك، في ظل انخفاض مستوى المعيشة في الرياض مقارنة بدبي.
لكن بعضا من الشركات التي أعلنت الانتقال إلى الرياض بررت ذلك بالإمكانات الاقتصادية المتاحة، ومنها “بكتل”، التي فازت مؤخرًا بتفويض إدارة مشروع “ذا لاين”، وهو قطاع من مدينة “نيوم”.
كما سينتقل العديد من كبار المسؤولين التنفيذيين في “أويو” إلى مقرها الإقليمي الجديد في حي الملك عبد الله المالي، وهو مجمع أعمال ضخم يضم 59 برجًا في شمال الرياض ويكافح لجذب المستأجرين.
وقال مدير منطقة الشرق الأوسط بالشركة “مانو ميدها”، الذي يعمل حاليًا بين الرياض ودبي، إن السعودية، التي تخطط لتعزيز خطط السياحة في السنوات المقبلة، أصبحت سوقًا مهمًا لـ “أويو”.
وأكدت شركة “سيمنز موبيليتي” أنها ستنشئ مقرًا رئيسيًا في السعودية “للانخراط في مشاريع النقل المحتملة” ومع ذلك أعلنت شركة سمينز الأم، أنها ستحتفظ بمقرها الإقليمي في الإمارات.
يشار إلى أن “بن سلمان” أعلن، خلال مؤتمر مستقبل الاستثمار، أنه يخطط لتحويل الرياض إلى مستضيف لواحد من أكبر 10 اقتصادات في العالم.