نظام آل سعود يستغل رابطة ومنظمة إسلاميتان لترسيخ التطبيع

شن الأكاديمي السعودي سعيد الغامدي، هجوما شديدا على رابطة العالم الإسلامي ومنظمة التعاون الإسلامي، مؤكدا أنهما أداة بيد النظام السعودي لتحقيق مآربهم الخاصة في المنطقة وفي مقدمة ذلك التطبيع العلني مع إسرائيل.

وطالب الغامدي، في مقطع فيديو عبر تويتر، تابعه “ويكليكس السعودية”، العالم الإسلامي، بضرورة الضغط من أجل نقل الرابطة والمنظمة من المملكة إلى بلد آخر يهتم بالقضية الفلسطينية والمسجد الأقصى المبارك.

وقال الغامدي إن رئيس رابطة العالم الإسلامي محمد العيسي “هذا الهولكستي الذي ذهب يتباكى عند الهولوكست وينسج علاقته سرا وعلانا مع اليهود ويتفاخر بذلك”.

وكشف النقاب عن قيام النظام السعودي، مؤخرا، بمصادرة مئات الملايين من “العيسي” لصالح خزينة الدولة، فيما أبقى له الفتات من أجل تنفيذ المشاريع المشبوهة ورعايتها.

وشدد المعارض السعودي على ضرورة قيام الدول الإسلامية بخطوات عملية من أجل نقل رابطة العالم الإسلامي ومنظمة التعاون الإسلامي إلى بلد يعتني بالقدس ويهتم بفلسطين ولا يبيعها.

وأكد على ضرورة نزع الشرعية الإسلامية من النظام السعودي الذي يحاول ترسيخ التطبيع كحقيقة ثابتة مع حلفائه في المنطقة ودول “الثورات المضادة” وذلك في إشارة لدولة الإمارات العربية.

واستدرك الغامدي: “للأسف الشديد أضحت الرابطة والمنظمة أدوات مساعدة للتهويد والتطبيع في فلسطين”.

ورأي أن “بقاء الرابطة والمنظمة في المملكة هدفه خدمة نظام آل سعود وليس لخدمة قضايا فلسطين أبدا، بل يسعى آل سعود للخط المعاكس الذى لا يفيد المسلمين، ويسعى أيضا إلى بيع فلسطين وشيطنة الأخوة الفلسطينيين”.

وعدّ الغامدي هجوم الذباب الإلكتروني السعودي على القضية الفلسطينية، نهجا مقصودا وموجها من نظام آل سعود الذي أسكت العلماء الذين يدافعون عن الأقصى، وأقصاهم واعتقلهم في سجونه السرية داخل المملكة.

ويعتقل نظام آل سعود، مئات العلماء والمشايخ في سجون منذ الحملة الشرسة التي استهدفتهم في سبتمبر/ أيلول 2017م.

https://twitter.com/saudibus222/status/1272161115724607488

وقبل أيام، روج رئيس رابطة العالم الإسلامي محمد العيسى للحوار مع اليهود وتعزيز التطبيع مع إسرائيل.

وقال العيسى خلال مؤتمر نظمته منظمة اللجنة اليهودية الأمريكية (AJC)، حول قضايا اليهودية ومكافحة اللاسامية: إننا (آل سعود) ملزمون حاليا بإعادة جسور الحوار والبناء مع المجتمع اليهودي.

وتخلل المؤتمر المذكور تقديم اللجنة جائزة للعيسى بزعم تقدير دوره في مكافحته اللاسامية.

وادعى العيسى أنه “بينما عاش اليهود والعرب جنبا إلى جنب على مدى قرون، من المحزن أننا ابتعدنا في العقود الأخيرة عن بعضنا البعض .. هناك من يحاولون تزييف التاريخ، من يدعي أن المحرقة وهي الجريمة الأكثر فظاعة في تاريخنا البشر، انها نسج الخيال”.

وتابع: “إننا نقف ضد هؤلاء الكذابين، وقفت دائما إلى جانب اخوتي اليهود وقلت أن: هذا لن يحدث مرة أخرى مطلقا بإذن الله تعالى لا لليهود ولا للمسلمين ولا للمسيحيين”.

وتحدث العيسي بمشاركة شخصيات يهودية عن أبرز القضايا التي تواجه الشعب اليهودي وسعى إسرائيل في نشر السلام والأمن الدولي، وقضية معاداة السامية وأشكال الكراهية الأخرى.

واللافت في الأمر أن عدة وسائل إعلام يهودية تناقلت أقوال العيسى من باب الاحتفاء بالتغيير الكبير الحاصل في موقف المملكة.

وكان العيسي، زار في أبريل/ نيسان 2018م متحف تخليد ذكرى المحرقة اليهودية (الهولوكوست)، برفقة قادة مسلمين من أكثر من 24 بلدا. وقال الرئيس التنفيذي للجنة اليهودية الأمريكية، ديفيد هاريس، إن الرحلة تمثل “أرفع وفد على الإطلاق لزعماء دينيين مسلمين يقومون بزيارة أوشفيتس”.

وتحاول سلطات آل سعود تعزيز التطبيع العربي والإسلامي مع اليهود وإسرائيل خاصة التي تحتل أرض فلسطين وتسيطر على المسجد الأقصى المبارك (أولى القبلتين وثالث الحرميين الشريفيين).

ومنذ تولي محمد بن سلمان ولاية العهد في المملكة، أصبح التطبيع مع إسرائيل يستند إلى خطط سياسية وإعلامية مدروسة، وقطعت آل سعود شوطاً كبيراً في تهيئة الأجواء العربية للتعايش مع مرحلة جديدة عنوانها الأبرز التطبيع الكامل مع إسرائيل.

وتحت ذريعة مواجهة إيران في المنطقة، عزز ولى العهد تقارب بلاده مع إسرائيل، وهو ما أظهرته الدلائل الواضحة خلال العامين الماضيين، التي تشير إلى التقارب السعودي الإسرائيلي، وأصبحت جلية للعلن.

ولعل بداية مؤشرات التطبيع انطلقت في يونيو 2017، عندما أُطلق وسم “سعوديون مع التطبيع”، بعد أيام من زيارة قام بها الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، للرياض في 21 مايو من نفس العام.

وقبل وصول ترامب إلى الرياض جرى الحديث عن بعد في الزيارة يتعلق بمفاوضات السلام بين إسرائيل والسلطة الفلسطينية، لا سيما أن محطته الثانية كانت فلسطين المحتلة، من أجل لقاء رئيس السلطة محمود عباس ورئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو، وذهبت بعض الأصوات السعودية للمناداة بضرورة أن تبادر البلدان العربية بخطوات تطبيعية تجاه إسرائيل من أجل كسب ود الإدارة الأمريكية.

ونشرت صحيفة “وول ستريت جورنال” الأميركية، قبل الزيارة بعدة أيام، تقريراً أشار إلى أن السعودية أوصلت لإدارة ترامب استعدادها لإقامة علاقات دبلوماسية طبيعية مع إسرائيل من دون شروط، وأنها بذلك تسحب من التداول المبادرة التي تقدمت بها للقمّة العربية عام 2002، التي تقوم على إقامة دولة فلسطينية على أراضي 1967، وعودة اللاجئين، والانسحاب من الجولان، مقابل الاعتراف بإسرائيل والتطبيع معها.

ولعل آخر مؤشرات التطبيع تمت إعلاميا في 26 يناير 2020، مع إعلان إسرائيل السماح لمواطنيها بزيارة السعودية، لأول مرة في التاريخ.

ولم تنفِ المملكة أو تصدر تصريحات على تلك التقارير، وعلى الرغم من أنه رسمياً لا توجد علاقات دبلوماسية بين السعودية وإسرائيل فإن السنوات الأخيرة شهدت تقارباً كبيراً بينهما، وزادت العلاقات بشكل أكبر.

وفي 25 يناير 2020، عرضت القناة الـ”12 الإسرائيلية” تقريراً من إعداد المراسل هنريكه تسيمرمن حول “التحديث والانفتاح” الذي يجري في المملكة برعاية ولي العهد محمد بن سلمان.

وذكرت القناة أن تسيمرمن هو من “الإسرائيليين المعدودين الذين استطاعوا زيارة السعودية”، وذلك للاطلاع على “المملكة المغلقة التي ربما نستطيع زيارتها لاحقاً”، وفق تعبيرهم.

وأشارت القناة إلى أن المراسل تمكن من مقابلة الجنرال السعودي محمد الشريف، الذي أكد أن “السائحين مدعوون لزيارة السعودية، فنحن نريدهم أن يأتوا ليروا دولتنا ويتعرفوا عليها قدر الإمكان”.

وفي 5 ديسمبر الماضي 2019، نشرت صفحة إسرائيل بالعربية التابعة لوزارة الخارجية الإسرائيلية، على “تويتر”، صوراً تظهر زيارة يهودي إلى المملكة العربية السعودية، مؤكدة أن ذلك يأتي “نتيجة كسر حواجز الشك المبنية على مدى عقود”.

وتناقلت وسائل إعلام إسرائيلية، من بينها هيئة الإذاعة الرسمية، مقاطع الفيديو، لافتة إلى أن الزيارة قام بها يهوديان لم تسمهما، في حين تظهر الصور التي نشرتها إسرائيل بالعربية قيامهما بجولة التقطا فيها صورة قرب برج المملكة، أحد أهم معالم العاصمة السعودية الرياض.

وكان موقع “أفريكا إنتلغنس”، المختص بنشر الأخبار الخاصة، أفاد بأن “بن سلمان” طلب من رئيس موريتانيا محمد ولد الغزواني التواصل مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو.

وذكر الموقع أن ولى العهد السعودي خلال لقائه بالرئيس المورتاني، في الرياض، شباط/ فبراير الماضي، حاول إقناعه بضرورة تفعيل العلاقات مع “تل أبيب”.

وتفاجأ الضيف الموريتاني – حسب الموقع – بالعرض السعودي، لكنه رد ببديهة سريعة قائلا: “إن الأمر يتطلب سياسة عربية موحدة تجاه إسرائيل”