دعا أكثر من 50 كاتبا ألمانيا، سلطات آل سعود، إلى إطلاق سراح المدون السعودي المسجون رائف بدوي.
جاء ذلك في رسالة إلى الرئيس الألماني فرانك فالتر شتاينماير ووزير الخارجية هيكو ماس.
ووصفت الرسالة حالة بدوي الصحية “المقلقة للغاية” وحثت السلطات الألمانية على التدخل. وقال الكتاب إن برلين يجب أن تسعى لإطلاق سراحه فورا “من أجل إنقاذ حياة زميلنا”.
وتم إرسال الالتماس من قبل الفرع الألماني لـ PEN، وهي منظمة دولية مكرسة لمعارضة “أي شكل من أشكال قمع حرية التعبير”.
وكان من بين الموقعين على الاتفاقية الروائية الألمانية هيرتا مولر والمؤلفة اليهودية باربرا هونيجمان وآخرين.
وأشادت زوجة بدوي، إنصاف حيدر، بالمبادرة، قائلة إنها ممتنة لهذا الجهد.
وحازت إنصاف على العديد من الجوائز نيابة عن بدوي، بما في ذلك جائزة DW الافتتاحية لحرية التعبير.
وقالت زوجة بدوي: “أنا ممتنة لهؤلاء الكتاب الألمان البارزين … على رسالتهم”. حان الوقت لتحرير رائف بدوي وضمه إلينا في كندا.
وقبل أيام، علق المعتقل رائف بدوي إضرابه المفتوح عن الطعام في سجون آل سعود، بعد تلقيه وعودا بمتابعة مطالبه وأبرزها وقف الإهمال الطبي وانتهاك حقوقه.
وكان بدوي شرع بإضراب مفتوح عن الطعام، مؤخرا، احتجاجا على محاولة قتله على يد أحد السجناء.
وقال حساب “معتقلي الرأي” عبر “تويتر” إن أحد أعضاء هيئة حقوق الإنسان ووعده بمتابعة الأمر وعلى إثر ذلك علّق إضرابه.
وفي 29 أغسطس الماضي كشفت الناشطة السعودية “إنصاف حيدر” النقاب عن أن زوجها المدون المعتقل منذ 8 سنوات “رائف بدوي”، تعرض لمحاولة اغتيال داخل معتقله في السعودية.
وقالت إنصاف في تغريدة لها على “تويتر”: “لقد تعرض زوجي رائف بدوي لمحاولة اغتيال داخل السجن من قبل سجين إرهابي قضيته الانتماء لجماعة إرهابية، وتمت إحالة القضية إلى النيابة العامة”.
وأكدت أن زوجها شرع في إضراب مفتوح عن الطعام احتجاجا على الاستهتار بحياته.
في وقت سابق، أحالت سلطات آل سعود، المدون المعتقل منذ 8 سنوات “رائف بدوي”، إلى المحاكمة.
واعتقل “بدوي”، في يونيو/حزيران 2012، ووجهت له تهم من بينها جرائم إلكترونية وعقوق والده، وهو أمر يجرمه القانون في السعودية، وطالب الادعاء بمحاكمته بتهمة الردة التي يعاقب عليها القانون السعودي بالإعدام، لكن القاضي رفض تلك التهمة.
وفي 2014، صدر حكم بحق “بدوي” بالسجن 10 سنوات، ودفع غرامة قدرها مليون ريـال (267 ألف دولار) وألف جلدة، بعد أن طعن الادعاء على حكم أخف بالسجن 7 سنوات و600 جلدة، إذ اعتبره حكما مخففا.
وتسبب تنفيذ حكم الجلد عليه علنا في 2015 في إثارة انتقادات دولية.
وسبق أن خاض رائف بدوي الإضراب المفتوح عن الطعام داخل سجون آل سعود احتجاجا على التعامل السيء المستمر من قبل إدارة السجن وعلى عدم السماح له بالاتصال مع عائلته.
وذكر حساب معتقلي الرأي المختص بمتابعة قضايا المعتقلين في المملكة أن بدوي مُصاب بمرض الكلى وهم معتقل منذ 2012.
وكان المدوّن رائف بدوي، الذي يبلغ من العمر 35 عاما، مؤسّسا مشاركا للشبكة اللبرالية في المملكة وهو منتدى يدعو إلى مناقشة الأفكار بكلّ حرية والدفاع عن حقوق النساء والأقليات.
وتعيش زوجة المعتقل وأطفاله الثلاثة في كندا منذ أن منحتهم السلطات الكندية حق اللجوء في العام 2013، أي بعد عام على اعتقاله.
وفي العام 2015 منح البرلمان الأوروبي جائزة ساخاروف العريقة لحرية الفكر، لرائف بدوي، تقديراً لمواقفه في مجال حرية التعبير وحقوق الإنسان.
وفي 13 كانون ثاني/يناير 2020 قامت منظمة العفو الدولية بعملية محاكاة “حبس” عدد من نواب البرلمان وشخصيات أخرى من المجتمع المدني البلجيكي في أقفاص أمام سفارة المملكة في بروكسل كجزء من حركة احتجاجية للتنديد باستمرار اعتقال بدوي.
وتزامنت المبادرة في حينه مع الذكرى الخامسة للجلسة الأولى التي تعرض خلالها رائف بدوي لأول دفعة من أحكام الجلد التي أصدرها بحقه القضاء في المملكة.
وقالت منظمة العفو الدولية إن الجلسات التالية لم تعقد بعد “أولا لأسباب طبية ولأسباب لم يتم بعد الكشف عنها”.
ويواجه نظام آل سعود انتقادات لاذعة بسبب سجله الأسود في انتهاك حقوق الإنسان، بما في ذلك اعتقال منتقدين وفرض قيود على النساء، ومقتل الكاتب الصحافي جمال خاشقجي بوحشية داخل قنصلية المملكة في إسطنبول مطلع تشرين أول/أكتوبر 2018.