وصفت منظمة حقوقية جهاز أمن الدولة السعودي بأنه ذراع القمع لولي العهد محمد بن سلمان في ظل محاولاته لتوطيد سلطته وترويع خصومه الحقيقيين أو المتوقعين منذ توليه منصبه عام 2017.
وأبرزت منظمة منا لحقوق الإنسان، أن القمع في عهد محمد بن سلمان يوصف بأنه غير مسبوق، ومع ذلك، لم يطلق ولي العهد العنان لهذه الحملة من تلقاء نفسه، إذ تميز صعوده إلى السلطة بتحول كامل في جهاز أمن الدولة السعودي.
وبحسب المنظمة أصبحت رئاسة أمن الدولة المنشأة حديثًا، بقيادة عبد العزيز الهويريني – الذي كان يرأس الشرطة السرية السعودية السيئة السمعة المعروفة باسم المباحث العامة لمدة عقد – الذراع التنفيذية لقمع محمد بن سلمان.
وأكدت المنظمة أنه لا ينبغي الاستهانة بدور أمن الدولة: فجميع انتهاكات حقوق الإنسان التي ارتكبت على مدى السنوات الماضية في المملكة، بدءاً من الاختفاء القسري والتعذيب والاحتجاز التعسفي، يمكن إرجاعها إلى هذا الجهاز.
كما لعبت النيابة العامة والمحكمة الجزائية المتخصصة دورًا بارزًا في اعتقال سجناء الرأي من خلال مقاضاتهم والحكم عليهم بالسجن لمدد طويلة.
وتناولت المنظمة الحقوقية دور رئاسة أمن الدولة في ارتكاب نمط واسع النطاق ومنهجي من انتهاكات حقوق الإنسان في جميع أنحاء المملكة.
وفي حين أن رئاسة أمن الدولة ليست سوى مؤسسة واحدة تعمل كجزء من جهاز أمن الدولة الأكبر، فقد مُنحت رئاسة أمن الدولة سلطات ومسؤوليات أكبر، مما سمح لها بالعمل دون أي إشراف قضائي وبإفلات كامل من العقاب.
واستعرضت المنظمة الطرق التي استعملتها كل من رئاسة أمن الدولة ومكتب النيابة العامة، وكلاهما ليسا محايدين وغير مستقلين عن السلطة التنفيذية، لاتهام وإدانة واحتجاز الأفراد بشكلٍ منهجي على أساس ممارستهم لحقوقهم وحرياتهم الأساسية.
كما لفتت إلى نمط انتهاكات حقوق الإنسان المرتكبة، غالبًا استجابةً لممارسة الأفراد لحرياتهم الأساسية، بما يشمل الاستخدام المنهجي للاختفاء القسري والتعذيب والاحتجاز التعسفي ضد النقاد السلميين والمدافعين عن حقوق الإنسان وسجناء الرأي بشكل عام.
ويعد جهاز المباحث العامة، واحداً من أكثر أجهزة الأمن السعودية أهمية بسبب المهام الكثيرة الموكلة إليه.
وتعرض الفريق الهويريني لمحاولتي اغتيال، خلال فترة عمله في المباحث العامة، الأولى في مطلع العام 2003
عندما تعرضت سيارة كان يستقلها برفقة شقيقه لإطلاق نار كثيف انتهى بمقتل شقيقه ونجاته.
والمحاولة الثانية في نهاية العام ذاته، عندما تم تفجير عبوة ناسفة في سيارته الشخصية ونجا أيضاً حيث لم يكن بداخل السيارة عند انفجارها.
ويعد جهاز أمن الدولة ذراع بن سلمان لارتكاب الجرائم خاصة ممارسة التعذيب بحق معتقلي الرأي.
ويتولى الجهاز المذكور ملف معتقلي الرأي في المملكة، حيث يمارس التضليل الاعلامي في الملف في ظل انتهاك حقوق الانسان والتعذيب الواقع عليهم.
من أبرز الأجهزة التي تتبع لجهاز أمن الدولة المديرية العامة للمباحث، وهي جهاز أمني يختص بالقضايا التي تستهدف الدولة ومجتمعها وأمنها بمفهومها الشامل، والقضايا التي تهدف إلى تقويض كيان الدولة وتدمير المجتمع والقضايا الادارية والمالية المشبوهة والناتجة من سوء استغلال السلطة.
وتنقسم المديرية العامة للمباحث إلى جهازين؛ الأول جهاز المباحث العامة، والثاني جهاز المباحث الإدارية.
وتتعامل المديرية العامة للمباحث مع قضايا الأمن الداخلي ومكافحة التجسس، وتحقيق وترسيخ الأمن في المملكة، بالتنسيق مع القطاعات كافة في الدولة.
وأصبحت المهمة الأساسية لجهاز أمن الدولة قمع المعارضين وكل من يخالف الرأي, حيث يتعرض معتقلي الرأي للتنكيل والتعذيب والصعق بالكهرباء وسجنهم بزنزانة منفردة والكثير من الوسائل الاخرى.