أعاد ولي العهد محمد بن سلمان، خلال إعلانه إنشاء مدينة “ذا لاين” تسليط الضوء على وعوداته السابقة منذ سنوات حكمه.
وعودات وهمية، أطلقها بن سلمان، منذ عام 2017، وإعلانه عن مدينة “نيوم” الساحلية، ووعوداته أيضا بالقضاء على الفقر والبطالة.
ورأي نشطاء سعوديون أن “ذا لاين” مدينة مستوحاه من الألعاب الإلكترونية التي يدمن عليها ولي العهد، ولا تصلح للتطبيق الواقعي.
أوهام بن سلمان
وادعى بن سلمان في مقطع فيديو دعائي للمدينة تم بثه على الموقع الإلكتروني لمدينة نيوم، وتداوله الناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي.
أن مدينة “ذا لاين” تحافظ على 95% من الطبيعة في أراضي نيوم.
ويسوق الإعلام السعودي لمشروع “ذا لاين” على أنه خطوة نحو العالمية ويلحق المملكة بأوروبا.
ويوفر أقصى درجات الراحة والرفاهية للمواطن السعودي، بالإضافة إلى توفيره وظائف جديدة ومساهمته في نمو الاقتصاد.
ووفقا لولي العهد فإن مشروع “مدينة ذا لاين” سيوفر 380 ألف فرصة عمل، وسيعمل على تحقيق أهداف رؤية المملكة 2030.
من خلال المساهمة بإضافة 180 مليار ريال (48 مليار دولار) إلى الناتج المحلي الإجمالي بحلول عام 2030.
توريطات جديدة
وعلقت الصحفية السعودية المقيمة في هولندا، ريم سليمان: “نستورد العقول الأجنبية للتخطيط لمشروع ذا لاين وتنفيذه، فيما العقول الوطنية الفذة أسيرة القضبان الحديدية”.
ووجهت الصحفية السعودية رسالة لـ”بن سلمان”، قائلة: “أبعد عنك كل من يجاملك ويبيع لك الوهم، لاسيما الأصدقاء المقرّبين منك”.
وذكرت أمثال ابن زايد، وسعود القحطاني، وتركي آل الشيخ؛ فقد ورّطوا البلاد بما يكفي من الأزمات، بعد شن حرب على اليمن، وحصار قطر، واغتيال خاشقجي، وتعذيب المعتقلات.
وقالت: “الآن، يورطونها بإمكانية قيام مشروع ذا لاين”.
وأعادت “علياء”، شقيقة الناشطة لجين الهذلول، نشر مقطع الفيديو الذي أعلن فيه ابن سلمان عن المشروع.
وعقبت قائلة: إنها أشفقت عليه، وشعرت أنه يغرق ولا يعرف كيف يتصرف، ويبدو فعلا أنه فقد عقله.
وأكدت أن الواقع السعودي شيء وكلامه عن البيئة شيء آخر، مضيفة: “ممكن نسوي أعمال جبارة من أجل البيئة في السعودية، وأهمها وقف بناء مدن من رمال”.
تهميش المواطن
وأكد الأمين العام لحزب “التجمع الوطني” يحيى عسيري، أن الإعلانات المتكررة عن مشاريع دون أن يرى المواطن أي نجاح.
ودون أن يستفيد الشعب والمواطن من أي منها، دليل جديد أن الهدف هو الدعاية للمستبد من ناحية، وتمويل الفساد من ناحية أخرى.
واعتبر عسيري أن “من ينخرط في الدعاية إما مساهم في خداع الشعب، أو ساذج لم يتعلم من الدعايات السابقة التي لم تنجح”.
وسخرت الحقوقية علياء الحويطي، من إعلان “ذا لاين” الصديق للبيئة.
وقالت: “المنشار خايف على البيئة! قتل عبد الرحيم الحويطي وسجن أسرته ويرهب كل من يرفض التنازل عن أرضه، وضرب مثالا حيا للمستبد الجبان، ولا يقتل إلا غيلة وغدرا”.
وأضافت علياء: لقبه المنشار، ويريد أن يبني مدينة تحافظ على البيئة، أنت أكبر ملوث للكوكب وللأرض!!.
في حين قال الناشط السعودي عبد الله الغامدي: “مشروع ذا لاين، انتهت أزمة الفقر والسكن والبطالة والمواصلات والجريمة والبنية التحتية وفشل المؤسسات الحكومية”.
واستدرك ساخرا: الحمد الله دخل المواطن ارتفع والعنوسة قلت وكثرت المشاريع الاقتصادية التي تدار بكوادر وطنية.
وقال: لآن نعيش تحقيق أحلام فتى أفلام الخيال العلمي مبس! “صدق من قال: صفر عقل”.
ألعاب إلكترونية
وعلق المعارض السعودي البارز، سعد الفقيه: “مشروع ذا لاين: طفل يتخيل ويريد أن يحقق خيالاته باستخدام مقدرات البلد”.
ورأي أن “أولويات البلد لا قيمة لها أمام خيالات الطفل الحالم”.
واعتبر “الفقيه” أن ما يثار حول قطارات أنفاق، والحفاظ على البيئة في الصحراء؛ هو نوع من الكوميديا والعبث يتحمل الشعب مسؤوليته.
وقال إن الشعب سمح لطفل أن يتخيل، ويسعى لتحقيق خيالات أفلام الكارتون التي شاهدها.
واستهجنت الأكاديمية السعودية المعارضة، الدكتورة حصة الماضي، ما يحدث في المملكة.
وقالت: “محمد بن سلمان أحمق، وإعلامه لا يخجل من نشر حماقته، وإلا هل هناك عاقل يقول مثل هذا“.
ورأت “الماضي” أن مشروع “ذا لاين” هو حين لا يميز مدمن الألعاب الإلكترونية، محمد بن سلمان، بين الألعاب والواقع!.
وختمت كلامها بقولها: “من يبلغ هذا الأحمق بن سلمان أن البنية التحتية المتهالكة في السعودية أولى من مشروع ذا لاين”.
وتابعت ” نعلم أن هذا المشروع الجديد وهمي وغطاء للسرقة المعتادة من هذه العائلة”.