أكدت مصادر سعودية مطلعة تبني محمد بن سلمان بشكل سري مشروع “ديارنا” الإسرائيلي وإصداره أوامر بتوفير كافة التسهيلات من أجل المزيد من تغلغل المشروع في بلاد الحرمين.
ويهدف مشروع ديارنا الإسرائيلي إلى المحافظة على ما يصفه المواقع اليهودية التاريخية في المنطقة العربية وتوريث ذاكرتها للأجيال القادمة.
ويواصل المشروع منذ نحو عقد ونصف العمل بصمت على تغلغل الوجود اليهودي في مجتمعات الشرق الأوسط والمجتمعات العربية خصوصًا لإضفاء صبغة شرعية لإسرائيل واحتلالها.
وعمد مدير المشروع الذي تأسس عام 2008 “جيسون غوبرمان” إلى اختيار الاسم المثير للجدل (ديارنا) للإيحاء بأحقية اليهود في “استعادة” تراثهم المزعوم في مواقع متناثرة في الدول العربية وحتى إيران.
المشروع يدعي وجود مواقع تراثية يهودية في الدول العربية وإيران وتُطالب بترميمها. وبدأت طواقم المشروع بالاستعانة بخرائط تطبيق “غوغل إيرث” وجهازي حاسوب، وبعد سنة من العمل المتواصل وشبكة واسعة من “الأصدقاء” أطلق المشروع نفسه بشكل رسمي صيف 2008.
من الأماكن التي يسعى الى توثيقها مشروع ديارنا في السعودية هي: جزيرة تيران، وقصر الابلق في مدينة تيماء بمنطقة تبوك، ومدائن صالح في العلا، ومدينة الحافظ التي تضم أقدم المواقع الاثرية في تاريخ شبه الجزيرة.
وكذلك جبل ووادي اليهود في خيبر، وحصن كعب بن الاشرف في المدينة، ومقبرة البقيع في المدينة، ومنطقة السيح في المدينة، ومدينة أبو عريش الواقعة في منطقة جازان إلى جانب مدينة نجران في الجنوب.
ويزعم مؤسسو المشروع التوسعي أنهم يهدفون في ظاهره إلى المحافظة على التراث اليهودي في الدول العربية، لكن بالتبحّر بين أسطر الموقع الرسمي للمشروع عبر الإنترنت، فإنه يستند إلى خطة ثلاثية أقرب ما تكون إلى وضع اليد والاحتلال بزعم الملكية.
وبحسب ما ذكره الموقع؛ فإن فرقًا متعددة من إدارة المشروع اليهودي تنظم زيارات “ودية” إلى دول عربية، حيث تدّعي تواجد مواقع تراثية يهودية وتُطالب بترميمها سواء بجهود ذات الدولة أو بدعم من المشروع.
وفور وصول جهود الترميم إلى خطوات متقدمة، تعمل “ديارنا” جاهدةً للمطالبة باستعادة وتملّك تلك المواقع لتكون ضمن التراث اليهودي، وأخيرًا التجرؤ وطلب التعويض لليهود الذين عاشوا في تلك الدول بزعم أنها “أملاك وإرث يهودي”.
ومع خطورة هذا المشروع التوسعي على المملكة فإن المسئول الرفيع في النظام السعودي رئيس ما يسمى رابطة علماء المسلمين محمد العيسى كان ضيفاً للمشروع في مدينة نيويورك.
وقد مدح العيسى علنا منسق المشروع “جايسون جوبرمان” وما وصفه دور الأخير في “مكافحة معاداة السامية”.
إضافة إلى أن مجلة رابطة العالم الإسلامي في العدد 54 النسخة الإنجليزية سلطت الضوء على مشروع ديارنا الإسرائيلي والترحيب السعودي الرسمي بالمشروع.
أما قناة MBC الممولة سعوديا فقد استضافت جايسون جوبرمان ببرنامج في الأفاق وروجت إلى تقديم تسهيلات حكومية سعودية له.
ويؤكد نشطاء سعوديون أن التطبيع العلني الذي يمارسه محمد بن سلمان مع إسرائيل يمثل خيانة للوطن وللمجتمع وللمقدسات وللأمة الإسلامية وللإنسانية.