السعودية: استثمارات مالية دون جدوى اقتصادية ومشاريع متخبطة
تتوالى التقارير من كبرى وسائل الإعلام الدولية في انتقاد الاستثمارات المالية الخارجية من دون جدوى اقتصادية لصندوق الثروة السيادي السعودي برئاسة محمد بن سلمان في وقت تتخبط فيه المشاريع الضخمة التي يتم الترويج لها في المملكة.
وفي غياب رقابة برلمانية أو شعبية وفي استفراد كامل من محمد بن سلمان، يتم اللجوء إلى استثمارات مالية خارجية دون خطط منظمة فيما يتم إرهاق كاهل المواطنين بالضرائب الحكومية المتزايدة ويتم تجاهل تنمية الخدمات العامة.
وأوردت صحيفة وول ستري جورنال البريطانية، بأنه في الوقت الذي تبدأ فيه السعودية بجني مكاسب ارتفاع أسعار النفط، يقوم صندوق الثروة السيادي بتوظيف هذه الأموال لشراء أسهم في شركات أمريكية بقيمة 7.5 مليار دولار، مثل أمازون ومايكروسوفت وجي بي مورغان.
وبحسب الصحيفة استحوذ صندوق الثروة السيادي على حصص في 17 شركة؛ شملت شركة Google الأم Alphabet Inc، و BlackRock و Microsoft Corp، وتُظهر إيداعات الأوراق المالية الأمريكية؛ أن كل استثمار كان بقيمة 400 مليون دولار إلى 500 مليون دولار.
وأشارت الصحيفة إلى أنه على مدار العامين الماضيين فقد صندوق الثروة السعودي حيازاته من الأوراق المالية الأمريكية المدرجة بأكثر من 38% من قيمة شرائها.
وأوضحت أن العديد من الأسهم الجديدة التي اشتراها صندوق الثروة السعودي انخفضت بنسبة 20% في الأشهر الستة الأولى من هذا العام، بسبب مخاوف من ارتفاع التضخم والركود.
ونبهت الصحيفة إلى أنه على الرغم من عمليات الشراء التي قامت بها السعودية مؤخراً، فإن إجمالي حيازات الأوراق المالية السعودية في امريكا انخفضت بقيمة 3 مليار دولار، بسبب انخفاض أسعار الأسهم هذا العام.
كما أكدت الصحيفة أن استثمارات صندوق الثروة السعودي في أسهم الشركات الأمريكية؛ تعتبر رهانات مالية إلى حد كبير، وغير مرتبطة بتطوير صناعات جديدة داخل المملكة.
في هذه الأثناء كشفت وكالة Bloomberg الدولية، بأن الحكومة السعودية تتعثر في تعيين رئيس تنفيذي لشركة طيران وطنية ثانية.
وذكرت الوكالة أنه تم الاتصال برؤساء حاليين وسابقين لشركات طيران أمريكية وأوروبية، لكنهم رفضوا لأنهم قلقون من عدم وضوح رؤية الشركة الجديدة، وارتباك استراتيجيتها.
وقبل نحو عام أعلن محمد بن سلمان أنّ المملكة تعتزم إطلاق شركة طيران وطنية ثانية في إطار خطّتها الرامية “لترسيخ مكانتها مركزاً لوجستياً عالمياً”.
وقال بن سلمان في حينه خلال إطلاقه “الاستراتيجية الوطنية للنقل والخدمات اللوجستية” إنّ “الاستراتيجية تستهدف النهوض بالمملكة لتصبح في المرتبة الخامسة عالمياً في الحركة العابرة للنقل الجوي، وزيادة الوجهات لأكثر من 250 وجهة دولية، إلى جانب إطلاق ناقل وطني جديد”.
وأضاف أنّ هذه الاستراتيجية ترمي أيضاً إلى “رفع قدرات قطاع الشحن الجوي من خلال مضاعفة طاقته الاستيعابية لتصل إلى أكثر من 4.5 ملايين طن”.
ولم يحدّد وليّ العهد متى ستبصر الشركة الجديدة النور في ظل تعثر مستمر لكل ما يروج له من مشاريع تبدو دعائية أكثر منه واقعية.
و”الخطوط الجوية العربية السعودية”، الناقل الوطني السعودي، تتكبّد منذ سنوات خسائر وتواجه منافسة متزايدة من شركات طيران إقليمية مثل “طيران الإمارات” و”الخطوط الجوية القطرية” اللتين تمتلكان شبكة خطوط أكبر.
وتخطط المملكة لبناء مطار جديد في العاصمة الرياض – حيث ستتمركز شركة الطيران الجديدة – لاستيعاب السياح الدوليين ورجال الأعمال، وفقاً لوكالة Bloomberg.