إدانة دولية جديدة لجرائم آل سعود في اليمن
يواصل نظام آل سعود ارتكاب جرائم حرب في اليمن بغاراته المستمرة التي تقتل وتصيب آلاف المدنيين فيما الأطفال أبرز الضحايا وسط مسلسل طويل من الإدانات الدولية.
وشجبت منظمة أطباء بلا حدود الدولية, الهجمات التي تشنها قوات آل سعود وتستهدف المدنيين في اليمن, داعية إلى اتخاذ تدابير عاجلة لضمان حمايتهم.
وقالت في تغريدات نشرتها عبر حساب مكتبها في اليمن على “تويتر” إن مستشفى عبس الريفي بمحافظة حجة (شمال غرب) الذي تدعمه المنظمة، استقبل 17 جريحا مدنياً، نتيجة غارة جوية أصابت منزلهم، الأحد الماضي.
وأضافت أن بين الجرحى 6 نساء و5 أطفال، مشيرةً إلى أن أكثر من 10 مدنيين أيضاً قتلوا نتيجة للغارة ذاتها.
وأدانت المنظمة بشدة هذه الهجمات على السكان المدنيين، داعية إلى اتخاذ تدابير عاجلة لضمان حماية المدنيين والمرافق الطبية في سياق النزاع المستمر.
وكان قد استقبل مستشفى عبس الريفي الذي تدعمه منظمة أطباء بلا حدود 17 جريحاً مدنياً، بينهم 6 نساء و 5 أطفال نتيجة غارة جوية أصابت منزلهم، يوم الأحد 11 أغسطس.
ووفقاً للمرضى الذين عولجوا من قبل المنظمة، فقد مات أكثر من 10 مدنيين أيضًا نتيجة لهذه الغارة.
وكانت جماعة الحوثيين قد قالت، إن 11 شخصاً قتلوا في الهجوم بينهم 3 نساء و4 أطفال، من جراء استهداف التحالف لمنزل في منطقة صوملة بمديرية مستبأ في محافظة حجة.
وأضافت أن الطيران شن 3 غارات على المنزل الذي تسكن فيه أسرة نازحة من جراء الحرب.
وكانت قيادة القوات المشتركة للتحالف الذي يقوده آل سعود، قالت إنها أحالت إحدى نتائج عمليات الاستهداف بمنطقة العمليات في محافظة حجة إلى الفريق المشترك لتقييم الحوادث، للنظر في احتمالية وجود حادث عرضي.
وتخضع معظم محافظة حجة، المحاذية لحدود المملكة، لسيطرة الحوثيين، منذ نهاية عام 2014، في حين تسيطر القوات الحكومية على بعض المناطق فيها.
ويشهد اليمن نزاعاً دامياً منذ يوليو 2014، وزادت حدته عقب تدخل التحالف السعودي الإماراتي، في مارس 2015، لدعم القوات الموالية للحكومة المعترف بها دولياً، ضد مليشيا الحوثي التي تسيطر على العاصمة صنعاء ومناطق أخرى.
وقد أعلنت منظمة حقوقية يمنية، ، توثيق مقتل 375 مدنياً على الأقل، في 150 غارة جوية شنها طيران التحالف العربي في اليمن عام 2018.
جاء ذلك في تقرير سنوي أصدرته منظمة “مواطنة” لحقوق الإنسان (يمنية غير حكومية مقرها صنعاء)، تحت عنوان “حياة تذوي: حالة حقوق الإنسان في اليمن للعام 2018”.
وأفاد التقرير بأن “أطراف النزاع تسببت في تفاقم الأزمة الإنسانية بشكل خطير، في حين أدّت الغارات الجوية والقصف إلى مقتل المدنيين وجرحهم، وضرب المدارس، والمستشفيات، ومرافق الرعاية الصحية، والعاملين في المجال الطبي”.
ولم تقتصر غارات آل سعود على المدنيين، وفق ما بين التقرير، “حيث وثقت المنظمة نحو 150 غارة جوية أطلقها التحالف في 11 محافظة يمنية في عام 2018”.
وتابع التقرير: إن “الغارات أسفرت عن مقتل 375 مدنياً على الأقل، بينهم 165 طفلاً، وجرح 427 مدنياً آخر، بينهم 172 طفلاً”.
وأشار إلى أن “الهجمات تسببت بأضرار بالممتلكات الخاصة والبنية التحتية الحيوية، وضربت الأحياء السكنية والقرى والطرق والأسواق والمرافق التجارية والقوارب والمركبات المدنية”.
ووفق التقرير فإن “جماعة الحوثيين المسلحة، والقوات الموالية للتحالف، والحكومة اليمنية، استمروا في شن هجمات برية عشوائية وتجنيد الأطفال”.
وقال: إن “جماعة الحوثيين تتحمل المسؤولية في معظم حالات تجنيد الأطفال، البالغ عددها 1117 حالة، التي وثقتها المنظمة في عام 2018”.
وأردف: إن “قوات التحالف الذي تقوده آل سعود، والقوات الموالية للرئيس (اليمني عبد ربه منصور) هادي، استخدمت الأطفال أيضاً، وقد تورطت قوات التحالف المقاتلة بالوكالة في مجموعة انتهاكات تتراوح بين التعذيب والعنف الجنسي ضد الأطفال”.
وذكر أن “الحوثيين وقوات الإمارات المقاتلة بالوكالة، والقوات الحكومية اليمنية، مارست الاختفاء القسري والتعذيب والاحتجاز التعسفي ضد عشرات الأشخاص”.
كما “احتجزت الرياض صيادين يمنيين” وأساءت معاملتهم داخل أراضيها، وزرعت جماعة الحوثيين المسلحة الألغام المضادة للأفراد”، حسب التقرير.
ونقل التقرير عن رئيسة المنظمة، رضية المتوكل، قولها: “كلما طال انتظار المجتمع الدولي من أجل محاسبة مجرمي الحرب السعوديين، والإماراتيين، واليمنيين -من الطرفين: الحوثيين وهادي- زادت صعوبة إعادة بناء اليمن”.
كما حذّرت المتوكل من أن عدم محاسبة الأطراف المتحاربة يشجّع على الاستمرار في ارتكاب انتهاكات فظيعة، وتدمير اليمن.
وتابعت: إن “المدنيين يغرقون في المعاناة، بينما يتردد المجتمع الدولي في اتخاذ الإجراءات العاجلة؛ مثل وضع حد للدعم العسكري للأطراف المتحاربة، ودعم المساءلة.. يستحق اليمنيون فرصة العيش بسلام كأي شخص آخر”.
ومنذ العام 2015، يقاتل التحالف العربي بقيادة آل سعود وبمشاركة الإمارات بالحرب اليمنية لدعم الحكومة الشرعية ضد مليشيات الحوثي المتهمة بتلقي الدعم من إيران، ما أسقط العديد من المدنيين.