أثار الداعية الموالي لنظام آل سعود “عبد العزيز الريس” موجة غضب واسعة في الشارع السعودي وعبر وسائل التواصل الاجتماعي بعد دعوته لضرورة طاعة ولي الأمر وعدم الخروج عليه وحتى نصحه علناً.
وزعم الريس في حوار تلفزيوني مع الإعلامي الكويتي محمد الملا، عبر برنامج “ديوان الملا” على فضائية كويتية، بوجوب طاعة ولي الأمر في كل الأحوال “حتى لو كان يزني كل يوم بمومس”.
وسبق أن فجر الريس جدلاً واسعاً في خطبة سابقة في مسجد بالمدنية المنورة بقوله انه (لا يجوز الخروج على الحاكم ولو زنى وشرب الخمر),
وقد عاد ليؤكد على كلامه السابق بأنه “لو كان الحاكم يزني كل يوم بمومس في خيمة فعليك اتباعه، حتى لو كان يلوط أيضا”!، مدعيا أن هذا كلام “علمي شرعي، لا ينازع فيه عالم سلفي”.
وقال إن “ابن باز، وابن عثيمين، والألباني، وصالح الفوزان، ولا أي عالم سلفي، لا ينازعون في هذا الكلام البتة”.
وضرب الريس مثلا قاله الشيخ محمد بن عثيمين، بأنه “لو كنت في جهاد، وكان الحاكم يزني كل يوم بمومس في خيمة فعليك اتباعه، حتى لو كان يلوط أيضا”.
وعاد الريس لتصريحه السابق بعدم جواز الخروج على الحاكم حتى لو “زنى وشرب الخمر لمدة نصف ساعة على التلفاز”، وقال إنه أخطأ في طرح هذا المثال، رغم صحته، لأنه استغل من قبل “الأعداء للدين”.
ويعتبر عبد العزيز الريس، من أبرز دعاة ما يعرف بتيار “الجامية” أو “المدخلية” في المملكة. واعتبر أن من أعداء الدين “الجماعات الحزبية، كجماعة الإخوان والتحرير والتبليغ”.
وسبق وأن ضجت وسائل التواصل الاجتماعي بتغريدة للداعية السعودي عادل الكلباني التي آثارت جدلاً واسعاً بين النشطاء بعد حديثه عن اجتماع حب القرآن الكريم والغناء في شخص واحد.
وتسببت التدوينة التي كتبها الكلباني وهو إمام الحرم المكي السابق ومقرب من الديوان الملكي في جدل واسع مع متابعيه على تويتر.
وكان الكلباني كتب في تغريدة له على حسابه في تويتر : ” اقرأ، ورتل، واتل، وتغن بالقرآن تفز يوم يقوم الناس لرب العالمين.. اقرأ تلك الآيات تنير لك حياتك ، وتملؤها سعادة وبشرا . فلا تضل ولا تشقى” .
وفي رد أحد متابعيه على تدوينته كتب قائلا : لا يجتمع حب القرآن وحب الغناء في قلب واحد ” .
ورد الكلباني بالقول : ” قد اجتمع حب الله ورسوله عند شارب الخمر كما في الصحيح ” .
بينما تساءل مغرد آخر : سؤال؟ تناقشت مع أحد الإخوان بقول تغن بالقرآن وقال لا يجوز ربط القرآن بلفظ الغناء وأنا سبق وقرأت في احد المساجد لوحة إعلانية لمسابقة التغني بالقرآن هل هذا اللفظ ” الغناء بالقرآن”، جائز وما أصله باللغة العربية ” .
وقد جاء رد الكلباني عليه : عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ” لَيْسَ مِنَّا مَنْ لَمْ يَتَغَنَّ بِالْقُرْآنِ “. وَزَادَ غَيْرُهُ : يَجْهَرُ بِهِ. بحسب رواية البخاري.
فرد عليه آخر “الخمر شراب .. والحب شعور.. فهما غير متجانسان فلا تتأثر المحبة “الشعور” بالمادة” الشراب”، مضيفًا “القرآن كلام الله، الغناء كلام ساقط ..فكلاهما كلام ينتج “شعور”، فكلام يغرس الإيمان في القلب، وكلام يزرع النفاق في القلب”.
وكان عادل الكلباني، المقرب من الديوان الملكي، أباح الرقص والغناء للرجال والنساء سابقًا بقوله: “الرجل أو المرأة مطالب بأن يفعل ما يتقنه، فإذا أتقنت الرقص فارقص وإذا أتقنت التصفيق صفق وإذا أتقنت الغناء غني، وفقك الله إلى ما يحب ويرضى”.
وكان الكلباني، قال في لقاء مع قناة “SBC” السعودية، إن “النبي محمد (ص) أخبر بأن شر صفوف الرجال (خلال الصلاة) آخرها وشر صفوف النساء أولها، لأنه كان فيه التصاق, لكنه لم يقل ضعوا ساتر أو ستارة”.
وأضاف أنه “في زمن النبي وهم أشد الناس غيرة وأشدهم حمية وخشية من الله تعالى وطاعة له، ومع ذلك كان الرجال يصلون في المقدمة والنساء يصلون في مؤخرة المسجد دون ساتر”.
وقال الكلباني إن هذا الفصل قد يعود لـ”فوبيا (رهاب) المرأة”.
وأوضح أن “النساء معزولات تماما عن الرجال، لا يرونهن ولا يسمعونهن إلا عبر مكبرات الصوت، لو انقطع الصوت لا يعرفن ماذا يحصل”.
كما تطرق إلى مسألة التحفّظ على أسماء النساء رغم أن التاريخ الإسلامي نقل جميع أسماء الصحابيات بالإضافة إلى زوجات النبي محمد، مشيراً أن مناداة النساء بأسمائهن في الحيّز العام كانت أمراً طبيعياً.
يذكر أن هذا النوع من تصريحات بعض المشايخ برز في الآونة الأخيرة بالمملكة، تزامنا مع تغييرات غير مسبوقة تشهدها البلاد، سُمحت خلالها بالحفلات الصاخبة والمناسبات العامة المختلطة على عكس البيئة المحافظة التي تمسكت بها المملكة منذ تأسيسها.