الديوان الملكي يمنع داعيتين من الظهور الإعلامي
في إجراء تعسفي جديد، أكدت تقارير حقوقية أن سلطات نظام آل سعود أوقف كل من الشيخين سعد العتيق وبدر المشاري من الظهور الإعلامي.
وبحسب المصادر فإن القرار الذي صدر عن الديوان الملكي لم تعرف أسبابه على الفور فيما يشكل حلقة جديدة من فرض أجندة ولي العهد محمد بن سلمان المشبوهة على المملكة والخطاب الديني فيها.
وعقب مغردون بأن من سكتوا عن الحق من مشايخ بدأوا يتساقطون واحد تلو الآخر والديوان الملكي يأمر بإيقاف المشاري والعتيق من الظهور الإعلامي وهذه مجرد البداية.
وقال آخرون إن بن سلمان قرر إسكات كل الاصوات التي يمكن أن يجتمع عليها الناس فلسان حاله “لا أريكم إلا ما أرى”.
والشهر الماضي أطاحت سلطات آل سعود بالشيخ صالح المغامسي المحسوب على بن سلمان، من منصبه كإمام وخطيب لمسجد قباء بالمدينة المنورة ومنعه من الظهور الإعلامي، بعد تغريدة له دعا فيها للإفراج عن معتقلي الرأي.
ولم يشفع للمغامسي حذفه للتغريدة واعتذاره عنها وتوضيحه أنه يدين بالولاء الكامل لابن سلمان، وأن قصد في تغريدته السجناء الجنائيين وليس السياسيين.
وقبل أيام اشتعلت مواقع التواصل الاجتماعي في المملكة بمقطع فيديو وثق الظهور الأول للداعية البارز الدكتور سلمان العودة، منذ اعتقاله في سبتمبر 2017.
ونشر حساب “معتقلي الرأي” الحقوقي مقطعا مصورا وثق مكالمة بالصوت بين “العودة” ووالدته وابنته غادة.
ويظهر من صوت العودة مدى تأثره وحزنه ووضعه الصعب داخل المعتقل، إلا أنه لم يصرح بذلك حتى لا يفجع والدته المسنة بل طمأنها على وضعه وقال إنه بخير، متسائلا في الوقت ذاته عن أحوال أسرته.
وفي المجمل حمّل ابن سلمان تيار الصحوة مسؤولية التطرف، رغم أن العديد من رموز هذا التيار انسحبوا من الأطر الحزبية إلى الفضاء العام، وأصبح عملهم يدور في فلك بناء الإنسان المسلم بعيدًا عن المعارك السياسية والقضايا الفكرية الشائكة.
على إثر هذا التهديد، تم الزجّ بدعاة الصحوة في السجون، ومن أبرزهم الدكتور سلمان العودة، الذي اعتقل على خلفية تغريدة تمنّى فيها التئام الشمل ووحدة الكلمة، وذلك إبان الحصار الذي فرضته السعودية والإمارات والبحرين ومصر على دولة قطر.
كما تم اعتقال العديد من الدعاة البارزين من دون أمر قضائي في ما يشبه الاختطاف، منهم: سفر الحوالي، وعوض القرني، وعلي العمري، ومحمد موسى الشريف، وأحمد الصويان، وغيرهم العشرات.
ويعمل بن سلمان على إقصاء كل من يحمل ولو بذورًا للأفكار الثورية الرافضة لتقديس ولي الأمر والتماهي المطلق معه، وملاحقة وتطويق كل صاحب فكر يؤدي إلى تداول السلطة وإعادتها إلى مبدأ الشورى.
وإضافة إلى ذلك فإن بن سلمان يأخذ بالبلاد إلى أحضان العولمة، بالسير تحت المظلة الأمريكية، التي لها مخاوفها من التيارات الأصولية، ويظهر ذلك في تقارير المراكز البحثية التي تخدم صانع القرار الأمريكي، مثل مؤسسة راند ونيكسون وكارنيجي وغيرها.