اعتقال داعية معروف بسبب احتجاجه على منع الصلاة
كشفت مصادر حقوقية عن اعتقال سلطات نظام آل سعود الشيخ المحدث الداعية عبدالله السعد على خلفية احتجاجه على منع الصلاة والجماعة بسبب جائحة فيروس كورونا المستجد.
وذكرت المصادر أنه تم اعتقال الشيخ السعد على خلفية كلمة ألقاها في نحو 20 دقيقة قبل أيام، احتجاجاً على منع الجمعة والجماعات لأجل كورونا.
وبحسب المصادر فإن أحد طلبة الشيخ السعد قام بحذف المقطع كاملاً خشية على شيخه من الاعتقال، ولم يتبقَ على وسائل التواصل إلا مقطع صغير مسرب مدته نحو دقيقتين.
وجاء في مقطع مسرب للشيخ السعد إشارته إلى أنه لا يجوز تعطيل المساجد عن الجمعة أو الجماعة بل إقامة الجمعة فرض متعين وحتم لازم وأمر واجب وكذا صلاة الجماعة.
وصعد نظام آل سعود حملات الاعتقالات التعسفية بحق الدعاة والمشايخ خلال العامين الماضيين لكل من يحاول أن ينتقد سياساته أو يعارضها.
وشنت سلطات النظام منذ سبتمبر/أيلول 2017 حملة اعتقالات وملاحقات استهدفت علماء ومفكرين ودعاة بارزين وأكاديميين وغيرهم، بلغ عددهم أكثر من سبعين شخصا، بحسب ما أورد موقع المعارضة السعودية على شبكة الإنترنت “مواطنون بلا حدود”.
وتتم الاعتقالات من دون أمر قضائي أو مذكرة إلقاء القبض، وهي طريقة تشبه عمليات الاختطاف، ويمنع المعتقل من التواصل مع ذويه أو توكيل محام لمتابعة قضيته.
ولا تكشف السلطات عن هوية المعتقلين ولا عن عددهم، ولكن مغردين سعوديين أكدوا في 11 سبتمبر/أيلول 2017 نبأ اعتقال عشرين شخصية معظمهم من الدعاة، منهم بعض الدعاة المشهورين على شبكات التواصل الاجتماعي ولديهم ملايين المتابعين.
ومن أبرز الدعاة المعتقلين الشيخ سلمان العودة وهو يعتبر أحد رموز الوسطية الإسلامية، ومن أكثر علماء الدين السعوديين جرأة، وقد كلفته آراؤه الفقهية السياسية السجن وعرضته لمضايقات، وله إسهامات كبيرة في الدعوة والفتوى والعمل الخيري.
اعتقل في 10 سبتمبر/أيلول 2017 بعد تغريدة له على موقع التواصل الاجتماعي تويتر رحب فيها بأنباء قرب انفراج الأزمة عقب مكالمة هاتفية بين أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني وبين ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، حيث كتب قائلا “ربنا لك الحمد لا نحصي ثناءً عليك أنت كما أثنيت على نفسك.. اللهم ألف بين قلوبهم لما فيه خير شعوبهم”.
كما اعتقل لاحقا خالد العودة شقيق سلمان العودة، ورجحت مصادر إعلامية أن يكون سبب توقيف خالد العودة تأكيده على حسابه في “تويتر” أن شقيقه سلمان قد اعتقل.
كما تم اعتقال الشيخ عوض القرني الذي أصدرت محكمة سعودية في مارس/آذار 2017 قرارا بإغلاق حسابه على موقع التواصل الاجتماعي تويتر وتغريمه مئة ألف ريال بعد إدانته بتدوين تغريدة “مثيرة للرأي العام وتَرابُط المجتمع مع قيادته ومؤثرة على علاقات المملكة مع دول أخرى”.
واعتقلته السلطات في سبتمبر/أيلول 2017 واتهمته بحثّ الشباب على الانضمام للجماعات الإرهابية، بالإضافة للتواصل “مع دولتين مرتبطتين بجماعة الإخوان المسلمين المصنفة جماعة إرهابية داخل البلاد”.
يضاف إليهم الداعية علي العمري رئيس جامعة مكة المكرمة المفتوحة، ولد عام 1976، اعتقل هو أيضا في سبتمبر/أيلول 2017، وأغلقت السلطات قناة “فور شباب” التي يديرها.
كما تم اعتقال الداعية محمد موسى الشريف وهو طيار وأستاذ جامعي وكاتب وباحث في التاريخ الاسلامي، ومتخصص في علوم القرآن والسنة. والداعية علي عمر بادحدح رئيس لجنة تطوير المناهج بجامعة الملك عبد العزيز، وأحمد بن عبدالرحمن الصويان رئيس مجلس إدارة مجلة “البيان” ورئيس رابطة الصحافة الإسلامية.