تواطؤ محمد بن سلمان في التغلغل الإسرائيلي لبلاد الحرمين.. خيبر نموذجا
تمثل مدينة خيبر نموذجا صريحا لتواطؤ ولي العهد محمد بن سلمان وفريقه الحاكم في زيادة التغلغل الإسرائيلي لبلاد الحرمين وهو ما ينذر بخطر شديد على حاضر ومستقبل المملكة.
وأعاد تقرير نشرته وكالة الأنباء الفرنسية حول إعادة تأهيل آثار خيبر وبناء منتجع سياحي يضم خبيرًا في “علاج الطاقة” يُدعى “شموئيل chamuel”، الأطماع اليهودية في خيبر إلى الواجهة.
وما لفت النظر في التقرير المذكور هو تسليط الضوء على تاريخ غزوها من قبل الملك نابونيدوس في العصر البابلي مع تجاهل ذكر الحقبة الإسلامية.
وتُعد خيبر أهم المدن وأقربها للمدينة المنورة، حيث تقع على بعد 168 كم وتتبعها إداريًا، ولا تزال العديد من أبنيتها ماثلة، بخاصة قلعة مرحب الشهيرة والتي كانت مقر أحد قادتهم المشهورين.
هذه الأسباب وغيرها جعل لها أطماعًا خاصة لدى الصـهاينة بدأ الإعلان عنها منذ سبعينات القرن الماضي.
ومنذ عقد السبعينيات الماضي أنشأت وزارة العدل “الإسرائيلية” قسمًا خاصًا لمتابعة وحصر الممتلكات اليـهودية في الدول العربية التي هاجروا منها.
وشهدت نفس الفترة تهجير حكومة المملكة لعدد من قبائل خيبر التي تحتل اهتمامًا بارزًا لدى مراكز الأبحاث الإسرائيلية مثل ديان و جافي وشلواح.
ورغم حرص قادة الصهاينة على عدم التصريح علانية عن أطماعهم في خيبر، إلا أن فلتات ألسنتهم كشفت نياتهم.
ففي يوم احتلال القدس في حزيران 1967، صرّح وزير دفاع إسرائيل موشي ديان علانية بقوله:” لقد وصلنا أورشليم، هذا هو يوم خيبر.. ونحن في الطريق إليها”.
أمّا رئيسة الوزراء الإسرائيلية السابقة جولدا مائير فوقفت على خليج العقبة (بعد توقيع اتفاقية كامب ديفد عام 1978) وتطلّعت شرقًا نحو المملكة وقالت بكل صلافة: “إنني من هذا المكان أشتم نسيم خيبر ويثرب ..إنني أشتم رائحة أجدادي في خيبر”.
فيما موقع Aish المتخصّص في الشؤون التاريخية لليـهـود أكد أحقّيتهم بمدينتي خيبر ويثرب ودعا لتوحيد الصفوف والتهيّؤ لاسترداد “تاريخ الأجداد” في شبه جزيرة العرب.
والأطماع اليهودية في خيبر زادت مع تأسيس مشروع “ديارنا” في 2008، والذي يهدف للحفاظ على المواقع اليهودية التاريخية في المنطقة العربية.
ومشروع “ديارنا” أسّسه الصـهيوني الأمريكي جيسون غوبرمان، ورغم توثيق المشروع لعشرات المواقع التاريخية في عدة دول، إلا أن غوبرمان أعلن صراحة أن الحديث عن السعودية “تتّسع له حدقات العيون” لما تضمه من المواقع التراثية وفي مقدمتها خيبر، والتي توليها “ديارنا” أولوية خاصة في البحث والتوثيق.
ومعروف أن أطماع الصـهانية لم تكتفِ بالمطالبات بل بالتعويضات، إذ نقلت صحيفة Economist في 2014 أن إدارة نتنياهو فتحت خطًا ساخنًا للمطالبين بتسجيل ممتلكاتهم المفقودة في العالم العربي والإسلامي، ومطالبة الدول بتعويضهم ماليًا جراء ترك منازلهم وممتلكاتهم، وأن السعودية مطالبة بدفع 100مليار$.
وأشارت بعض التسريبات أن هذه التعويضات كانت من البنود السرية لاتفاقيات التطبيع الأخيرة، والتي ضمّت ملحقًا خاصًا بعنوان (R-Kh)، ويعني العودة إلى خيبر Return to Khyber، حيث سيمنح اليـهود أرضًا في خيبر، يستغلونها لمدة 99 عامًا في مشاريع زراعية وأخرى، مع 100 مليار تعويضات سعودية.
وبينما لا تعد أطماع الصهاينة أمرا جديدا، فإن الجديد والخطير موقف نظام محمد بن سلمان وتواطؤه في تمكين الصـهاينة من التغلغل في المملكة.
ففي لقائه مع مجلة The Atlantic في 2018 قال محمد بن سلمان “إن للشعب اليهودي الحق في تكوين دولة قومية فوق جزء من أرض أجداده على الأقل”.
والأمر لم يتوقّف عند تصريحات بن سلمان الخطيرة، بل تعدّاها للترويج والدعم، حيث أشار مؤسس مشروع “ديارنا” إلى أن السلطات السعودية تبذل جهودًا في الخفاء للحفاظ على مواقع يـهودية منذ العصر الجاهلي، باعتبار أن المملكة تضم عددًا أكبر من تلك المواقع اليهودية.
الجهد الأكبر حمل لواءه المتصـهين محمد العيسى، الذي كان ضيفًا على مشروع “ديارنا” في نيويورك، وامتدح منسق المشروع، كما سلّطت مجلة رابطة العالم الإسلامي بالإنجليزية الضوء على المشروع في عددها 54.
وذكرت إدارة المشروع أن العيسى منح تسهيلات لعمل الطواقم التطوعية في السعودية.
كما قام نظام بن سلمان بالترويج المباشر لمشروع “ديارنا”، حيث استضافت قناة MBC مؤسسها الصـهيوني الأمريكي جيسون غوبرمان، عبر برنامج “في الآفاق” وفسحت له المجال ليروّج لمشروعه ويتحدّث عن التسهيلات التي تقدمها حكومة المملكة لهم.
والملاحَظ أن أصوات الصـهاينة وإعلامهم تعالَت في السنوات الأخيرة، فبعد أن ذكرت Times of Israel في 2015 أن الأمر ممنوع حتى الآن.. ولكن قد يتمكن السواح قريباً من زيارة المواقع الأثرية اليـهودية في السعودية، والتي من أهمها خيبر وحصونها وقلعة مرحب وصخرة النصلة وبئر هداج في تيماء.
واليوم أصوات الصـهاينة أصبحت أكثر جرأة ووقاحة، إذ صرح د.مئير المصري، أن جدته لا تزال تحتفظ بمفتاح منزلهم في خيبر وأنهم لا يزالون يطالبون بحق العودة. ويعلنها في تغريدة أخرى: القدس مقابل خيبر!
أما إيدي كوهين فيؤكد أن خيبر هي أرض أجداده وأجداد أجداده. كما يُعلن عن طلب أراضي في خيبر للبيع، لشركات أمريكية بأسعار عالية جدًا.
وللمعلومية: بإمكان الأجانب التملك في مكة والمدينة بعد التعديل الأخير الذي أجراه نظام محمد بن سلمان، وبذا سيتمكن الصـهاينة من التملك تحت عباءات أخرى.
في ضوء ما يجري في خيبر.. سيسعى الصـهاينة كخطوة أولى لإعمارها تدريجيًا وإعادة تأهيلها لتصبح أماكن سياحية تجذب السياح من كل أنحاء العالم.
وفي حال تملّكهم سيسعون للتغلغل وتثبيت موطئ قدم لهم، مع التسهيلات الكبيرة التي يقدّمها نظام ابن سلمان لهم (تحت عباءة حاملي الجنسيات الأخرى)!.
وعليه فإن خيبر هي المحطة الأولى والأبرز للصهاينة ولكن أطماعهم ستكبر بوجود بن سلمان. فنيوم تُبنى لهم وباقي المواقع تحت أنظارهم وصحفيّوهم تسللوا للمملكة وطائراتهم تحلّق فوق الحرمين ووفودهم تزور المملكة وآخرها بعثة زعماء الجالية اليـهودية الأمريكية مؤخرًا التي استقبلها الجبير والعيسى.