خلافات بين الملك سلمان وابنه: المصالحة مع قطر أم التطبيع

يشهد الديوان الملكي السعودي، منذ أيام خلافات حادة بين الملك سلمان وولى عهده ابنه محمد، في ظل الضغوطات الأمريكية المتزايدة على المملكة لدفعها نحو توقيع اتفاق تطبيع جديد مع إسرائيل.

وبينما تشهد المنطقة العربية، دورا أمريكيا في دفع دول عربية كالإمارات ثم البحرين للتطبيع مع إسرائيل، تتطلع الإدارة الأمريكية لـ”مفاجئة” من الدولة التي تمثل “العالم الإسلامي”.

وكشف مصدر أمريكي الذي يشغل باحثا في أحد معاهد الدراسات أن صهر الرئيس ترامب جاويد كوشنر، بحث مع ولى العهد محمد بن سلمان، خلال زيارته الأخيرة للملكة، الأسبوع الماضي، التطبيع السعودي مع إسرائيل.

لكن ولى العهد أبلغ الضيف الأمريكي، أن الملك سلمان هو من يتحفظ على ملف التطبيع.

وقال المصدر الأمريكي لـ”ويكليكس السعودية” إن الملك سلمان يحاول السير على درب أسلافه من ملوك آل سعود بتمسكه بمبادرة “السلام العربية” بشأن الصراع الفلسطيني – الإسرائيلي.

وأضاف أن هذا الأمر دفع ولى العهد “الابن الطائش” للمشاداة الكلامية والحادة مع الأب الملك نحو إتمام اتفاق على غرار الإمارات.

واستدرك إن بن سلمان يرى باتفاق التطبيع المرتقب مع إسرائيل، تعزيزا للنشاطات الاقتصادية والاستخباراتية ضد إيران عدا عن “رسم صورة لحاكم جديد في السعودية”.

وكشف الباحث الأمريكي أن كوشنر الذى خرج من الرياض “دون جواب سعودي رسمي” دفع الرئيس دونالد ترامب للاتصال بعد أيام هاتفيا مع الملك سلمان لحثه نحو اتفاق التطبيع مع إسرائيل.

واستطرد أن الملك سلمان أبلغ ترامب تمسكه بمبادرة “السلام العربية”، وهو أمر أثار غضب ترامب الذي لجأ لمضايقة الملك السعودي بـ”الأزمة الخليجية”.

وخلص المصدر الأمريكي أن الخلافات تشهد أوجها في القصر الملكي فـ”الأب يدفع نحو المصالحة مع قطر هروبا من التطبيع، وأما الابن يفضل خيار التطبيع على المصالحة مع قطر”.

وكانت وسائل إعلام كشفت أن وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو، وصهر الرئيس الأميركي جاريد كوشنر، يجريان سلسلة من الاتصالات مع قادة الدول الخمس، قطر والإمارات والسعودية والبحرين ومصر، من أجل التوصل لحل للأزمة المستمرة منذ نحو 3 أعوام.

وأكدت أن إدارة ترامب، تسعى لتحقيق مكسب جديد لها، وتحقيق مزيد من الحصار على إيران، عبر إتمام المصالحة الخليجية.

ومن وجهة نظر الباحث الأمريكي فإن “ترامب يحاول ترتيب البيت الخليجي في مسعى لدفع السعودية نحو التطبيع مع إسرائيل”، مؤكدا أن الإدارة الأمريكية هدفها حاليا “المملكة”.

وكان خبير الشرق الأوسط بالمجلس الأوروبي للعلاقات الخارجية “هوغ لوفات” قال إن السعودية مترددة في اتباع المثال الإماراتي بسرعة فيما يتعلق بالتطبيع مع إسرائيل، بسبب استمرار تأثير الملك سلمان بن عبدالعزيز في سياستها الخارجية.

وقال “لوفات” إن سياسة السعودية الحالية يمكن أن تتغير “إذا فُقد الملك سلمان”، لصالح خلفه المفترض، في إشارة إلى نجله ولي عهد المملكة محمد بن سلمان.

وأوضح خبير الشرق الأوسط أن الرجل الجديد والقوي في السعودية (بن سلمان) “له موقف انتقادي أكثر تجاه القيادة الفلسطينية”، ومهتم بإقامة علاقات جيدة مع إسرائيل لسببين، أحدهما اقتصادي، عبر شراكات مع مستثمرين إسرائيليين، والآخر سياسي يتعلق بمواجهة الخصم الإقليمي المشترك لكل من السعودية وإسرائيل وهو إيران.

وأضاف: “بما أن (محمد بن سلمان) هو الذي سيصبح حاكم المملكة المستقبلي، فإن العلاقات بين العربية السعودية وإسرائيل ستتغير في المستقبل”.

وأشار خبير المجلس الأوروبي إلى أن تردد عدد من الدول العربية في المضي قدما في التطبيع مع إسرائيل يعود بالأساس إلى الحذر السعودي تجاه هذه الخطوة، وضرب المثل بالسودان.

حيث ادعت الحكومة الانتقالية هناك منذ أغسطس/آب الماضي أنها لا تملك التفويض الضروري لاتخاذ القرار حول تطبيع العلاقات مع إسرائيل، وعندما أعلن متحدث حكومي سوداني عن سروره بإقامة علاقات مستقبلية مع دولة الاحتلال قوبل بانتقاد قوي، وتم تسريحه.

وكان مراقبون قد اعتبروا إعلان البحرين موافقتها على تكرار اتفاق التطبيع الإماراتي الإسرائيلي، مؤشرا على أن إقامة علاقات رسمية بين الرياض وتل أبيب مسألة وقت، باعتبار أن الرياض صاحبة النفوذ والتأثير الأكبر في صناعة القرار بالمنامة.