قال الرئيس التنفيذي لشركة “سوفت بنك” ماسايوشي سون، إنه “أحمق” لاستثمار شركته التي تقدر بمليارات الدولارات في شركة “وي وورك”، التي تراجعت قيمتها إلى 2.9 مليار دولار من 47 مليار دولار العام الماضي.
“وسوفت بنك” شركة اتصالات يابانية، استثمر فيها ولي العهد محمد بن سلمان 45 مليار دولار، حسب اعتراف “سون”.
وكشف “سون” عن تفاصيل صفقة أقنع فيها بن سلمان، عندما كان وليا لولي العهد، باستثمار 45 مليار دولار.
وفي لقاء تلفزيوني على قناة “بلومبيرغ” الأمريكي، سأل المذيع عن كيفية تمكُّن “سون” من إقناع بن سلمان باستثمار 45 مليار دولار في ساعة واحدة، فقاطعه الأخير قائلاً: “قولك ساعة واحدة أمر غير صحيح، استغرق الأمر مني فقط 45 دقيقة، فأقنعته بـ45 مليار دولار”.
وبلغت خسائر ولى العهد عمليا 16.5 مليار دولار من 45 مليار دولار، التي استثمرها، كما أعلنت “سوفت بنك” خلال إبريل/ نيسان الماضي.
وتساءلت صحيفة “الغارديان” البريطانية، مؤخرا، استثمار السعودية حينها عبر “سوفت بنك” في شركة “وي ورك” المتعثرة، والتي أسسها الإسرائيلي على بول نيومان، المدمن على الحشيش وشرب خمرة التكيلا ويدرس الكابالا، والذي طرده المستثمرون منها لاحقا.
وجاء تعليق سون بـ”أنه أحمق” في عرض للأرباح حيث أعطى سوفت بنك “وي وورك” تقييما بقيمة 2.9 مليار دولار في 31 مارس/ آذار بناء على طريقة التدفق النقدي المخصوم، بانخفاض من 7.3 مليار دولار في 31 ديسمبر/ كانون الأول، بعد فشل الاكتتاب العام الأولي.
وبحسب ما ورد، استثمر سوفت بنك 18.5 مليار دولار في الشركة، وفقا لتعليقات تسربت في أكتوبر/ تشرين الأول من رئيس “وي وورك”. كان تقييم الأخيرة الخاص مرتفعا عند 47 مليار دولار قبل الاكتتاب العام الفاشل، العام الماضي.
ولطالما عُرفت “سوفت بنك” باستثماراتها الذكية. وقد بنت الشركة اسمها على رهان ناجح للغاية على شركة التكنولوجيا الصينية العملاقة علي بابا.
لكن سمعتها بدأت في تلقي الضربات العام الماضي عندما كشفت اثنتان من شركات صندوق الرؤية “فيجن فند” التابع لها (وي وورك وأوبر)، عن خسائر فادحة في ملفاتها للاكتتاب العام.
ويمكن أن تتكبد أعمال ”وي وورك “خسائر أكبر الآن بعد أن جعلت جائحة الفيروس التاجي العمل الجماعي نشاطا خطيرا. مع تكيف العديد من العمال مع مكاتبهم المنزلية، إذ تعيد بعض الشركات النظر في احتياجاتها للمساحات المكتبية.
وسجل فيجن فند التابع لـ”سوفت بنك” خسائر بقيمة 18 مليار دولار مقارنة بـ 13 مليار دولار في إجمالي الخسائر السنوية لمجموعة “سوفت بنك” بشكل عام إذ تم إنشاء صندوق بقيمة 100 مليار دولار للرهان الكبير على الشركات وإغرائها نقداـ و من بين 88 شركة استثمر فيها فيجن فند، توقع سون، أن تنجح 15 شركة وأن تفلس 15 شركة وسط الوباء.
وفشل ولي العهد في تقديم صورة أقوى اقتصاديا للمملكة وأدت سياساته إلى تكبدها خسائر تزيد عن تريليون ريال.
واعترف نظام آل سعود على لسان وزير المالية فيه محمد الجدعان بتبخر مئات المليارات من الأصول الاحتياطية بالمملكة منذ تولي العاهل سلمان بن عبد العزيز ونجله محمد الحكم.
وهبطت الأصول الاحتياطية للمملكة بواقع 873 مليار ريال منذ وصول سلمان إلى الحكم وحتى نهاية العام الماضي 2019، وذلك بالاستناد إلى عدد من التقارير الرسمية الصادرة عن مؤسسة النقد العربي السعودي (ساما).
وبهذه الوتيرة من عمليات التراجع في الاحتياطي السعودي؛ فإنه إذا أضيف الربع الأول من العام 2020، يكون أكثر من تريليون ريال (أي ألف مليار ريال) قد نفد من خزائن الاحتياطي، أي ما يعادل 266 مليار دولار أمريكي، وهو مبلغ فلكي يعادل الموازنة الكاملة لبلد مثل لبنان أو الأردن أو تونس لمدة تزيد عن 20 عامًا متواصلة.
وقال صحيفة “نيويورك تايمز” الأمريكية في تقرير لها، إن جائحة كورونا وانهيار أسعار النفط تأثيرات سلبية على الطموحات والأحلام الكبيرة التي كان يخطط لها بن سلمان.
واعتبر التقرير الذي نشرته الصحيفة تحت عنوان “رفاهية السعودية وأحلامها الكبيرة تصطدم بالحائط”، أن جائحة كورونا ليست وحدها التي تعيد تشكيل نمط حياة السعوديين، بل إن انخفاض أسعار النفط يسرق من المملكة الثروة الهائلة التي اكتسبتها.
ووصف التقرير الأزمتين بأنهما “ضربتان موجعتان تهددان بإغراق الأجندة الاجتماعية والاقتصادية لمحمد بن سلمان”، في ظل غياب السياحة أيضا التي ظهرت كحركة جديدة لتنويع مصادر الدخل في المملكة.
ولفت التقرير إلى أن ما يحدث في المملكة من قرارات لكبح جماح إنفاق الحكومة، ما هو إلا دليل على تأثير هذه الأزمات على خفض مستوى الرفاهية الذي طالما عاش فيه المواطن السعودي.
وأكد مايكل ستيفنز، محلل شؤون الشرق الأوسط في المعهد الملكي للخدمات المتحدة في العاصمة البريطانية لندن، أن “رؤية بن سلمان 2030 انتهت إلى حد ما”.