تتصاعد خسائر كبرى شركات المملكة في ظل أزمة اقتصادية متفاقمة في وقت تهاوي فيه سهم شركة أرامكو النفطية الحكومية الذي لم يعد جذابا للمستثمرين.
وسجلت الشركة السعودية لأنابيب الصلب (الأنابيب السعودية) خسائر 26.8 مليون ريال خلال العام 2019م مقابل خسائر 168.7مليون ريال خلال العام قبل السابق بتراجع 84%.
وبلغت الخسارة التشغيلية 35 مليون خلال العام الماضي وخسائر 51 مليون ريال خلال العام قبل الماضي بانخفاض 31.5%.
بينما بلغ إجمالي الربح 13.2 مليون خلال العام السابق مقابل خسائر 2 مليون ريال خلال العام قبل السابق.
وبلغت خسارة السهم بالريال 0.53 ريال خلال العام الماضي، مقابل خسائر بـ 3.34 ريال خلال العام قبل السابق.
في هذه الاثناء فقد سهم مجموعة أرامكو النفطية معظم المكاسب التي حققتها منذ إدراجها في سوق المال المحليّة في شهر ديسمبر/ كانون الأول الماضي في اكتتاب بارز، مع انخفاض أسعار النفط، وسط تصاعد القلق من فيروس كورونا الجديد.
وتراجع الطلب على الطاقة في الصين، حيث منعت السلطات ملايين الأشخاص من الخروج من منازلهم لمنع انتشار الوباء، مع ظهور تداعيات كبيرة على الاقتصاد العالمي المعتمد على اقتصاد البلد الآسيوي العملاق.
ويهدد هذا التراجع الذي قلص عقود النفط الرئيسية بنسبة تصل إلى 20 بالمئة منذ بدء الذعر الناتج من انتشار الفيروس، بتقويض اقتصادات الخليج التي تجاهد بالفعل لمواجهة انخفاض الأسعار وانخفاض الطلب على صادرات الطاقة.
ومن أبرز المتضررين حالياً، شركة أرامكو السعودية، أكبر شركة نفطية في العالم، التي أُدرِجَت في البورصة السعودية وسط صخب كبير في 11 ديسمبر في اكتتاب عام أول قياسي.
وجمعت الشركة النفطية 25.6 مليار دولار إثر بيع 1.5 بالمئة من أسهمها في اكتتاب محلي، مع بيع ثلث الأسهم لنحو خمسة ملايين مواطن سعودي وعدوا بحوافز قدرها 10 بالمئة إذا لم يبيعوا أسهمهم لستة أشهر.
وجرت زيادة قيمة الاكتتاب العام إلى 29.4 مليار دولار في مطلع يناير/ كانون الثاني عندما باعت الشركة نحو 450 مليون سهم إضافي للمستثمرين.
وبعد أيام قليلة من التداول، ارتفع سعر السهم بنسبة 19 بالمئة تقريباً، ما رفع تقييم الشركة إلى ما يتجاوز تريليونَي دولار، وهو الرقم الذي سعى إليه ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان حين طرح فكرة الاكتتاب العام قبل أربعة أعوام.
وخلال الأسابيع الماضية، شهد سعر السهم انخفاضات تدريجية، لكن مستمرة، حيث اقترب من سعر الاكتتاب العام البالغ 32 ريالاً (8.50 دولارات) للسهم.
وأغلق سعر السهم الأحد الماضي، عند 32.80 ريالاً، وهو أدنى سعر منذ الإدراج في البورصة، ما أدى إلى تراجع قيمة الشركة إلى 1.75 تريليون دولار.
وذكرت وكالة التصنيف العالمية “ستاندرد آند بورز” الاثنين أنّ فيروس كورونا قد يزيد من انخفاض أسعار النفط، خصوصاً إذا لم يُحتوَ المرض الذي أودى بحياة أكثر من 1800 شخص، بحلول مارس/ آذار، كما يأمل كثيرون.
وقالت الوكالة في تقرير: “بالنسبة إلى دول الخليج قد يؤدي ذلك إلى انخفاض في أسعار النفط والنمو الاقتصادي وأسعار العقارات إلى جانب تغيير في الإنفاق الحكومي، ما قد يضغط على المصدّرين الذين نقيّمهم في المنطقة”، والصين أكبر مستورد للنفط السعودي.
وانخفض سعر سهم أرامكو نحو 13.4 بالمئة منذ تحقيقها رقماً قياسياً بلغ 38 ريالاً في 16 ديسمبر، وفقدت نحو سبعة بالمئة منذ بداية العام، معظمها بعد تفشي فيروس كورونا.
وقال محمد زيدان، خبير الأسواق في “ثينك ماركت” في دبي، إنّ “جزءاً من الانخفاض الأولي جاء بعد أن ارتفع السعر إلى مستويات جعلت السهم غير جذّاب للمستثمرين، وبعد أن باع المتداولون لتحقيق ربح سريع”.
وتواجه الشركة اختباراً رئيسياً في مطلع إبريل/ نيسان حين يكون بوسع المساهمين السعوديين بيع أسهمهم بعد تحصيل الحوافز البالغة 10 بالمئة.
وضمنت أرامكو للمساهمين أنها ستوزع أرباحاً لا تقل عن 75 مليار دولار كل عام حتى عام 2024 كوسيلة لجذب المستثمرين.
وياتي الانخفاض في سعر السهم، فيما تستعد الشركة لإعلان أرباحها لعام 2019 في 16 مارس.
وحققت الشركة في عام 2018 أرباحاً صافية بلغت 111 مليار دولار، ما يجعلها الشركة الأكثر ربحية في العالم. ورغم ذلك، انخفضت أرباحها في تسعة أشهر لعام 2019 بنسبة 17.9 بالمئة، ويرجع ذلك أساساً إلى انخفاض أسعار النفط.