تصاعدت خسائر بورصة المملكة مع تسجيل الأسهم المالية تراجعا حادا حيث دفعت البنوك مؤشر البورصة للانخفاض.
إذ فقد مؤشر الأسهم 1.2% منخفضا لليوم الثالث على التوالي، في وقت هبط فيه سهم مصرف الراجحي 1% وبنك الرياض 1.4%.
ويعتقد مراقبون أن الاكتتاب العام في أسهم عملاق النفط السعودي “أرامكو” يمارس ضغطا على المستثمرين في سوق الأسهم المحلية.
وأفادت معلومات بأن أرامكو ستطرح أسهمها للاكتتاب العام في الرابع من ديسمبر/كانون الأول المقبل، وأن الشركة تستهدف الإعلان عن بدء طرحها العام الأولي في الثالث من نوفمبر/تشرين الثاني المقبل بعد إرجاء العملية في وقت سابق من الشهر الجاري لإتاحة وقت للمستشارين لتأمين مستثمرين رئيسيين.
وقال مراقبون إن سوق الأسهم السعودية ستظل في تراجع وضغط حتى الانتهاء من اكتتاب أرامكو، وأضافوا أن هناك بيعا وسحبا للسيولة في بعض الشركات للدخول في الاكتتاب.
وكان تأجّل طرح خمسة بالمئة من أسهم الشركة العملاقة للاكتتاب العام أكثر من مرة.
ويعتبر كثيرون أن الفشل في الوصول إلى 2 تريليون دولار في تقدير قيمة أرامكو، كان السبب الرئيسي في تأجيل عملية طرح الأسهم التي كانت مقررة في 2018. ويقدر خبراء قيمة الشركة بـ1,5 تريليون دولار.
ويشكّل الاكتتاب العام حجر أساس برنامج الإصلاحات الذي وضعه محمد بن سلمان لتنويع اقتصاد المملكة والتخفيف من اعتماده على النفط.
وسئل رئيس مجلس إدارة ارامكو ياسر الرميان عن عملية الطرح في اليوم الأول لمؤتمر “مبادرة مستقبل الاستثمار”المنعقد في الرياض، فقال “سيكون لدينا مساهمون كثر قريبا”، متفاديا تحديد تاريخ لبدء الاكتتاب.
وكانت أرامكو فتحت دفاتر حساباتها للمرة الأولى منذ تأميمها قبل 40 عاما، لوكالتي “فيتش” و”موديز” الدوليتين للتصنيف الائتماني في نيسان/ابريل الماضي، في إطار استعداداتها لجمع الأموال من المستثمرين.
وفي آب/أغسطس، أعلنت أرامكو عن إيراداتها النصفية لأول مرة في تاريخها، مشيرة إلى تراجعها في النصف الأول من عام 2019 إلى 46,9 مليار دولار، مقابل 53,0 مليار دولار للفترة ذاتها من العام الماضي.
وتقدّر أرامكو احتياطات النفط المثبتة بـ227 مليار برميل، واحتياطاتها من الهيدروكربون بـ257 مليار برميل من المكافىء النفطي، ما يكفي لأكثر من نصف قرن، وهو مستوى عال ومريح، بحسب وكالة “فيتش”.
وسبق وأن أجلت شركة “أرامكو” إطلاق طرحها العام الأولي، بحثا تحديث نتائجها المالية للربع الثالت.
وقالت مصادر “هم يريدون عمل كل ما في وسعهم للوصول إلى القيمة المستهدفة (…) ونتائج قوية بعد الهجوم ستجعلهم في وضع أقوي”، في إشارة إلى الهجوم على منشأتين نفطيتين في السعودية في 14 سبتمبر/أيلول الماضي.
الأمر نفسه، نقلته صحيفة “فايننشال تايمز” عن مصادر مطلعة، حين قالت إن “أرامكو” تريد الانتظار حتى تتمكن من تقديم معلومات وافية للمستثمرين عن أحدث أرباحها الفصلية.
وبحسب “فايننشال تايمز”، فإن الرياض تسعى لبيع ما يصل إلى 3% من شركة “أرامكو” في البورصة المحلية بحلول نوفمبر/تشرين الثاني المقبل.
وترى الرياض أن الأولوية الآن للإدراج المحلي، ويتبع ذلك الإدراج في البورصات العالمية.