قال مستشار ملك البحرين الحاخام “مارك شناير”، إن نائب وزير الدفاع السعودي شقيق ولي العهد خالد بن سلمان أكد له أن تطبيع المملكة لعلاقاتها مع إسرائيل ليس سوى “مسألة وقت”.
ونقلت “أسوشيتدبرس” عن “شناير” إنه “ليس سرا أن هناك صراعا بين الأجيال” بالسعودية، في إشارة إلى تأييد جيل ولي العهد محمد بن سلمان للتطبيع ومعارضة جيل الملك سلمان بن عبدالعزيز له دون التوصل إلى اتفاق تسوية نهائي للصراع الإسرائيلي الفلسطيني.
وأضاف الحاخام الإسرائيلي أن خالد بن سلمان أخبره بأن الأولوية القصوى لشقيقه ولي العهد هي “إصلاح الاقتصاد السعودي”، مضيفا: “لقد قال هذه الكلمات بالضبط: لن ننجح بدون إسرائيل”.
ويقيم “شناير” في نيويورك، وسبق أن أجرى محادثات في السعودية ودول الخليج الأخرى لتعزيز علاقات أقوى مع اليهود وإسرائيل.
وكان الأمير السعودي “تركي الفيصل”، الذي شغل لسنوات منصب رئيس للمخابرات وسفير بلاده في الولايات المتحدة لفترة وجيزة، شدد مؤخرا على أن “أي حديث عن خلاف بين الملك وولي العهد بشأن التطبيع مجرد تكهنات”، مضيفا: “لم نشهد شيئا من ذلك”.
ويلفت محللون ومراقبون إلى أنه من غير المرجح أن تضفي السعودية الطابع الرسمي على العلاقات مع إسرائيل طالما أن الملك سلمان في السلطة.
وتزامنا مع إعلان الإمارات والبحرين تطبيعا رسميا للعلاقات مع إسرائيل، خلال الأسابيع الأخيرة، وافقت السعودية على استخدام مجالها الجوي للرحلات الجوية الإسرائيلية إلى الإمارات، وهو قرار أُعلن بعد يوم من لقاء “جاريد كوشنر”، صهر الرئيس الأمريكي “دونالد ترامب” وكبير مستشاريه، بولي العهد السعودي في الرياض.
ونُقلت صحيفة “ذي أتلانتيك” عن محمد بن سلمان خلال زيارته الأخيرة للولايات المتحدة في أبريل/نيسان 2018، قوله: “ثمة الكثير من المصالح التي نتشاركها مع إسرائيل”.
وفُسرت تعليقات بن سلمان، آنذاك، على أنها دعم لإقامة علاقات كاملة في نهاية المطاف بين السعودية وإسرائيل؛ الأمر الذي من شأنه أن يقضي على ما تبقى من الإجماع العربي على أن الاعتراف بإسرائيل لا يمكن أن يأتي إلا بعد قيام دولة فلسطينية.
وفي مكالمة هاتفية مع الرئيس “دونالد ترامب” في 6 سبتمبر/أيلول، كرر الملك سلمان التزامه بمبادرة السلام العربية، وهي المبادرة التي تقدم لدولة الاحتلال علاقات طبيعية مع الدول العربية مقابل إقامة دولة فلسطينية على الأراضي التي احتلتها عام 1967.
لكن هذه الصفقة تتعارض بشكل صارخ مع الخطة الأمريكية لتصفية القضية الفلسطينية المعروفة بـ”صفقة القرن”.
ورغم أن الملك سلم السيطرة على الشؤون السعودية لنجله محمد بن سلمان، إلا أنه يتدخل في بعض الأحيان.
وأفادت مصادر مطلعة، بأن الرئيس الأمريكي مستاء من ولي العهد السعودي على خلفية عدم استجابة الأخير حتى الآن للانضمام إلى اتفاق التطبيع مع إسرائيل كما فعلت الإمارات والبحرين.
وأوضحت المصادر أن “بن سلمان” يقول إنه لن يقدم تنازلات لـ”ترامب” دون موافقة والده.
وأشارت إلى أن العاهل السعودي بات المسؤول عن التعامل مع مطالب ترامب في هذه المرحلة، التي تتعلق، إضافة إلى تطبيع العلاقات مع إسرائيل، بالتحضير لقمة مجموعة العشرين المقبلة 2020، وفقا لما نقله موقع “تاكتيكال ريبورت” المعني بشؤون الاستخبارات.
وأضافت أن العاهل السعودي يتفق وكبار المستشارين في الديوان الملكي على ضرورة تعامله بشكل مباشر مع ترامب خلال الفترة التي تسبق الانتخابات الرئاسية الأمريكية المقبلة 2020.