تشن سلطات آل سعود حملة ضد المغردين الذين يوجهون انتقادات لهيئة الترفيه التي تدير نشاطات غير مسبوقة في البلاد وبعيدة عن ثقافة المجتمع المحافظ.
وقالت مصادر اعلامية إن اللجان الإلكترونية بدأت بشن حملة تهديدات مكثفة ضد المغردين الذين يعبّرون عن رأيهم وينتقدون ممارسات رئيس هيئة الترفيه تركي آل الشيخ.
وأوضحت المصادر ذاتها أن “المخاوف تزداد ممّا قد يلحق تلك التهديدات ضد أصحاب الرأي”.
وسبق لسلطات آل سعود أن اعتقلت الشيخ “عمر المقبل” وهو أستاذ في الدراسات الإسلامية بكلية الشريعة بجامعة القصيم، وناشط على الإنترنت بعد انتشار مقطع فيديو له في وسائل التواصل الاجتماعي، وهو ينتقد هيئة الترفيه ونشاطاتها.
وتزامن الحملة مع “موسم الرياض الترفيهي” الذي افتتحته المملكة قبل أيام ويستمر 70 يوما، ويشمل حفلات صاخبة ومختلطة لم تكن سابقا في البلاد، وأبرزها حفل فرقة “بي تي إس” الكورية التي أثار مؤخرا جدلا وحضورا واسعا.
ويشهد قطاع الترفيه في المملكة تطورات ضخمة وانتقادات منذ تأسيس هيئة خاصة به عام 2016، يرأسها حاليا “تركي آل الشيخ” المثير للجدل والمقرب من ولي العهد “محمد بن سلمان”، وذلك بالتزامن مع تحولات اجتماعية واقتصادية هامة في البلاد.
وتستهدف رؤية محمد بن سلمان الاقتصادية 2030، رفع مساهمة قطاع الترفيه من إجمالي الناتج المحلي من 3% إلى 6%.
وقال محمد بن سلمان في تصريحات سابقة، إن خطته تستهدف توطين 50% من قطاع الترفيه، إذ ينفق المواطنون 26 مليار دولار على الترفيه في الخارج سنويا.
وفي فبراير/شباط الماضي، أعلنت هيئة الترفيه في نظام آل سعود أنها تنوي استثمار 64 مليار دولار في القطاع الترفيهي خلال السنوات العشر المقبلة، في وقت تتصاعد فيه الانتقادات له داخل المجتمع السعودي.
يصعد نظام آل سعود خطواته المثيرة للجدل الساعية إلى إغراق المملكة بالترفيه المشبوهة من أجل إلهاء المواطنين عن القضايا العامة ومواصلة مؤامراته التخريبية داخليا وخارجيا.
ومن ذلك إعلان تركي آل الشيخ رئيس الهيئة العامة للترفيه التابعة لنظام آل سعود أنه سيتم إطلاق أول معهد للموسيقى مع بداية العام المقبل.
وقال الشيخ إنه يعمل على إنشاء المعهد بالتعاون مع “رموز فنية في عالم العزف على الآلات الشرقية” وأنه يجرى حاليا وضع الصورة النهائية للمعهد مع عدد من الموسيقيين المصريين، ويستهدف التفاعل مع أكبر قدر من المواهب بالمملكة.
وأشار إلى أن هيئة الترفيه تدرس حاليا عدة نماذج في هذا الإطار، مضيفا أن هناك 4 جهات تعمل على دراسة الموضوع للوصول إلى الصيغة المناسبة، دون أن يوضح ما هي هذه الجهات.
واعتبر أن إنشاء معهد موسيقى بالمملكة “أمر هام”، فهناك مواهب مدفونة داخل البلاد ومواهب كبيرة لم تتمرن أو تدرس، على حد قوله.
وأضاف أن السوق السعودي بحاجة لهذه المواهب، مردفا ومن هنا جاءت فكرة إنشاء المعهد.
وكان آل الشيخ أعلن مؤخرا تدشين مسابقات فنية أو رياضية على فترات متباعدة خلال الفترة المقبلة لجمهوره عبر حساباته على مواقع التواصل الاجتماعي الخاصة به.
وعلى مدار الأشهر الأخيرة عمل نظام آل سعود على إغراق المملكة بخطوات مشبوهة للترفيه منذ تأسيس هيئة خاصة بذلك في 2016، تقابل بانتقادات حادة بسبب دورها في تغيير الطابع الديني والتقليدي للمملكة.
وسمح نظام آل سعود في 11 ديسمبر/كانون الأول الماضي، السماح بفتح دور عرض سينمائي بعد حظر امتد لأكثر من 3 عقود، ومن المرتقب بدء افتتاح قاعات للسينما في مارس/آذار المقبل.
وارتفع عدد المطاعم والمقاهي المرخص لها بالمملكة لتقديم نشاط “العروض الحية” إلى 132 مطعما، في كلٍّ من الرياض وجدة والخبر والدمام، وذلك بعد مرور 3 أشهر على فتح الترخيص لإقامة العروض الحيّة في المطاعم والمقاهي.
ويدفع ولي عهد محمد بن سلمان بانقلاب على موروث المملكة الديني والاخلاقي عبر الانفتاح على الترفيه واستضافة فرق أجنبية بمبالغ مالية فلكية لتقديم صورة تغطي على انتهاكات النظام داخليا وخارجيا.
فضلا عن ذلك فإن آل سعود يحاولون تحقيق جملة أهداف بممارساتها المشبوهة أهمها إلهاء المواطنين السعوديين عن نظامهم القمعي وجرائمه وجمع المال من عائدات مالية كبيرة لحفلات وفعاليات بينها إباحي في أرض الحرمين.