انخراط مشين لجهاز الاستخبارات ومكاتب اعتدال في حملات الإساءة للدعاة
يثير الانخراط المشين لجهاز الاستخبارات ومكاتب مركز اعتدال الحكومي في حملات الإساءة للدعاة وتهميش مكانتهم في المجتمع السعودي سواء في القضايا الداخلية أو الخارجية.
ويتم ذلك في إطار نهج ولي العهد محمد بن سلمان القائم على الاستبداد والتنكيل بالدعاة ونشطاء الرأي لصالح فرض مرتزقته وتمرير سياساته الخبيثة.
وقد استنكر عضو حزب التجمع الوطني عمر عبدالعزيز، صمت مجموعة من المنتسبين للعلم والعلماء والدعوة، منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 -في إشارة إلى امتناعهم عن إدانة العدوان الإسرائيلي المستمر على قطاع غزة منذ ذلك التاريخ وحتى اليوم-، ويصمتون من قبله على طغيان الحكام.
وأشار في تغريدة دونها على حسابه بمنصة إكس في 16 يناير/كانون الثاني 2024، إلى أن المنتسبين للعلم والعلماء والدعوة تركوا هموم الأمة وآلامها ومصائبها وانشغلوا بمجموعة من الدعاة يسبونهم ويلاحقونهم لأنهم أطلقوا برامج علمية وتربوية للنشء والمبتدئين في طلب العلم.
وقال عبدالعزيز، إن “جزء من هذه الحملات تحركها مكاتب الاستخبارات ومكاتب اعتدال وغيرها، وجزء منها لا أراه سوى حسد أقران يغلف مرة بالحرص على العقيدة وأخرى بالتحذير من الحزبية”، مذكرا هؤلاء بقول الشاعر المخضرم الحطيئة “أَقِلّوا عَلَيهِم لا أَبا لِأَبيكُمُ مِنَ اللَومِ أَو سُدّوا المَكانَ الَّذي سَدّوا”.
وأضاف: “أما العاملين على هذه البرامج فنسأل الله لهم الثبات والقبول فكم تتلمذ على أيديهم وتخرج، ونرجو منهم الاستماع للنصح والتوجيه ممن سبقهم علما وخبرة وتجربة”.
وسبق أن كشفت أوساط المعارضة السعودية عن حملة تحريض سعودية هي الأخطر على المقاومة الفلسطينية في ظل حرب إسرائيل الوحشية على قطاع غزة.
وقالت أوساط المعارضة إنه بتنسيق مع إسرائيل كُلّف عدد من الذباب التابع لما يسمى “مركز اعتدال” الحكومي بإنشاء حسابات في وسائل التواصل يتقمصون فيها شخصيات من غزة.
وأوضحت أن الهدف من الحملة مهاجمة المقاومة الفلسطينية وتحميلها مسؤولية القصف والدمار والقتل الذي ترتكبه إسرائيل، إضافة لقائمة طويلة من التهم الموجهة لحركات المقاومة أو لأشخاصها.
وقبل ذلك فضح تحقيق تحريض حسابات سعودية ضد المقاومة الفلسطينية وتنتقد العملية العسكرية التي قامت بها كتائب القسام ضد إسرائيل في إطار عملية “طوفان الأقصى”.
وأفادت منصة “إيكاد” الاستخباراتية، بأنه تزامنًا مع بداية عملية “طوفان الأقصى”، ظهرت حسابات سعودية تهاجم المقاومة الفلسطينية.
وبحسب التحقيق ظهرت هذه الحسابات بروايات وسردية متطابقة تمامًا، مُرددة الجمل والعبارات ذاتها بكثافة بعد ساعات فقط من بدء عملية “طوفان الأقصى”.
وقد ركزت الحسابات على ترويج مزاعم حول استهداف المقاومة للمدنيين الإسرائيليين ومعاملتهم بوحشية وأسرهم، مُرفقين تغريداتهم بصور لنساء وروايات مضللة حولهن.
الحسابات ذاتها زعمت أن ما يحصل مجرد مسرحية بين المقاومة وإسرائيل، وأن هدفها الرئيسي جمع المال والدعم لا أكثر، مُرددة كذلك أن الشرع يحرم الحرب التي تقوم بها المقاومة لأنها تسبب مفسدة للبلاد والعباد.
والحسابات السعودية روّجت لوجود دور إيراني في عملية المقاومة لمنع إتمام صفقة السلام، وأن إيران نفَّذت الحرب لمنع إتمام اتفاقية دفاعية مع أمريكا، التي كانت ستُبرم حال نجاح مساعي التطبيع بين السعودية وإيران.
ومن خلال تحليل الحسابات التي رددت العبارات ذاتها وروّجت لسردية معادية للمقاومة، لاحظنا أنها لجان إلكترونية ممنهجة ومترابطة ومتفاعلة مع بعضها بشكل واضح، تتفاعل وتغرد مع الحسابات المركزية السعودية وتردد العبارات نفسها.
وهذه الحسابات تبيّن أنها لجنة واحدة بسبب تاريخ إنشاء حسابات عديدة منها (أُنشئ معظمها في أكتوبر وسبتمبر وأغسطس الماضي)، وأنها تتفاعل مع الحسابات ذاتها، وتروّج كذلك للسرديات نفسها.
هذه اللجان تضخم التفاعل على محتوى حسابات إسرائيلية معروفة، مثل حساب إسرائيل الرسمي، أو حساب “نيلي كوهين” الذي يعمل ضمن لجان إسرائيل في المغرب.
اللجان نفسها تروّج لمعاداة الإسلام وتصوره بأنه دين عنف، رابطين ذلك بدوافع المقاومة، والغريب أنها تتفاعل مع المحتوى الإباحي بكثرة على تويتر.
تحليل هذه الحسابات بيّن أنها تتفاعل مع عدة حسابات مركزية، كحساب “سام يوسف” و”كريم جاهين” (اللذَين كشفنا ارتباطهما بلجان إسرائيلية في تحقيق سابق)، أو حسابات مركزية أخرى مريبة، كسحاب “الكعام” و”توماس”:
حساب “الكعام” حساب وهمي، يروّج للعنصرية العرقية ومهاجمة جميع الدول العربية الأخرى، ويصف شعوبها بأنها ليست عربية، وهو أحد أهم الحسابات المركزية هنا.
تحليل “الكعام” أوصلنا لحسابه على تيك توك الذي يحمل هوية فتاة، تُعيد نشر ردود تُكتب باللغة العبرية، التي تنشرها حسابات تدعي أنها سعودية، لكن هذا ليس الأكثر غرابة في الحساب.
الغريب أن التحليل بيّن ارتباطه بعدة حسابات وهمية، كل واحدة منها مختلفة تمامًا عن الأخرى، فحساب “الكعام” مرتبط بحساب آخر على تيك توك يحمل هوية يمنية، ولكنه الآن يحمل الهوية السعودية.
كما ارتبط بحساب آخر على اليوتيوب يحمل هوية مغربية ويهاجم العرب ويدّعي أنه أمازيغي، رواية الحساب على يوتيوب تحمل النمط نفسه المُتبع من “الكعام” على تويتر.
هذه النتائج تؤكد أن “الكعام”، وهو أحد الحسابات المركزية في هذه اللجنة السعودية الصهيونية، حساب وهمي، يروّج للعنصرية ويدعم الرواية الصهيونية. أما الحساب المركزي الآخر الذي لا يقل غرابة عن “الكعام” هو حساب “توماس”.
تحليل حساب “توماس” غريب بعض الشيء، فالحساب كان يغرد من أمريكا في أبريل ومايو الماضيين، ثم قام بتغير موقعه الجغرافي إلى الكويت، ليقوم بالتدخل في الشأن الكويتي الداخلي وإثارة الفتنة، وحاليًا يغرّد حول الشأن السعودي كأنه مواطن سعودي.
حساب “توماس” مرتبط بشكل واضح بلجان إسرائيلية، فهو ينشر بتكرار المحتوى ذاته الذي ينشره كل من “سام يوسف” و”كريم جاهين” وحتى حساب “كعام”، وهو ما يشير إلى نسخ الكلام ونشره ضمن تلك اللجنة.
وخلص التحقيق أن هذه الحسابات التي تهاجم المقاومة الفلسطينية وتروّج لروايات معادية للعملية العسكرية، هي في الحقيقة لجان سعودية إسرائيلية ممنهجة، تضخم التفاعل على عدة تغريدات.