رد نظام آل سعود على الحملات الحقوقية المطالبة بالإفراج عن معتقلي الرأي في ظل خطر تفشي جائحة فيروس كورونا المستجد بحملة اعتقالات جديدة مكرسا سياساته القائمة على التغول في انتهاكاته لحقوق الإنسان في المملكة.
ووصف ناشطون ولي العهد محمد بن سلمان بأنه “مصاب بهوس الاعتقال”، وهو الأمر الذي يشير إليه الإعلام الغربي مرارا حتى استهدافه كل من يعارضه من قريب أو بعيد.
تدهور حقوق الإنسان في المملكة.. التعنت إزاء حياة معتقلي الرأي في ظل تفشي فيروس كورونا نموذجا#حقوق_الإنسان_في_السعودية #قبل_الكارثة #معتقلي_الرأي #حظر_التجول_الكامل #كورونا #السعودية pic.twitter.com/ijfbv8b4o4
— Saudi Leaks (@Saudia_Leaks) April 1, 2020
وأعلنت مصادر حقوقية يوم أمس عن شن سلطات آل سعود حملات اعتقال جديدة طالت عددا من النشطاء الإعلاميين والكتاب والأكاديميين والطلبة بشكل تعسفي.
وعرف من بين المعتقلين طالب الدكتوراه ماجد الغامدي والناشط الإعلامي محمد الجديعي والناشط الإعلامي منصور الرقيبة والناشط الإعلامي خالد الشهري والأستاذ الجامعي إبراهيم بن عبدالله الدويش.
واتهمت الأوساط الحقوقية نظام آل سعود باستغلال انشغال الرأي العام المحلي والعالمي بأزمة كورونا للقيام بهذه الاعتقالات في سلوك انتقامي مشين.
ومع حلول أبريل/نيسان 2020، يكون قد مر عام تقريبا على اعتقال العديد من الناشطين والصحفيين تعسفيا، ومنهم عبد الله الشهري ورضا البوري وعلي الصفارة وفهد أبا الخيل.
وشهدت المملكة منذ نوفمبر/تشرين الثاني 2017 موجات من الاعتقالات، طالت في البداية عشرات الأمراء وكبار المسؤولين ووزراء حاليين وسابقين ومسؤولين ورجال أعمال في فندق ريتز كارلتون بالرياض، بأوامر من ولي العهد الأمير محمد بن سلمان.
ولاحقا، وسّعت سلطات آل سعود حملة الملاحقات، وأمرت باعتقالات جديدة شملت نخبا سياسية ودينية ورموزا في عالم المال والأعمال بالمملكة، وامتدت الحملة لتشمل المزيد من أبناء عمومة ولي العهد وأبنائهم وأسرهم.
ولا يزال 4 من الأمراء الذين اعتقلهم بن سلمان مؤخرا قيد الاعتقال حتى اللحظة، وهم أحمد بن عبدالعزيز، ومحمد بن نايف، وعبدالعزيز بن سعود، ونايف بن أحمد.
ومطلع مارس/آذار الماضي، كشفت صحيفة “وول ستريت جورنال” الأمريكية عن تنفيذ السلطات السعودية حملة اعتقالات لأمراء من العائلة الحاكمة، على رأسهم الأمير أحمد بن عبدالعزيز الشقيق الأصغر للملك سلمان، وابن أخيه محمد بن نايف بن عبدالعزيز ولي العهد السابق، وآخرون.
وأوضحت أن سبب الاعتقال هو “خيانة الوطن”، وهو ما لم يصدر بحقه تعليق فوري من جانب سلطات آل سعود.
واعتبر مراقبون أن اعتقال الأميرين بن نايف وبن عبدالعزيز قد يكون خطوة استباقية لإدارة المخاطر التي تحول دون تسلم بن سلمان العرش خلفا لأبيه؛ لأنهما بديلان محتملان لتولي الحكم في المملكة.