حقوقيون دوليون ينددون بانتهاكات حقوق الإنسان في المملكة
ندد حقوقيون دوليون خلال ندوة عقدت في نيويورك بمناسبة الذكرى الأولى لاغتيال الصحفي جمال خاشقجي، بانتهاكات نظام آل سعود الجسيمة لحقوق الإنسان في المملكة.
وعقدت الندوة تحت عنوان “حقوق الإنسان والحرية تحت الحصار في السعودية”، على هامش أعمال الدورة الرابعة والسبعين للأمم المتحدة.
وشاركت في الفعالية المقررة الأممية الخاصة عن حالات الإعدام التعسفي أنييس كالامار، وخديجة جنكيز خطيبة الراحل خاشقجي، إضافة إلى لينا الهذلول شقيقة لجين الهذلول الناشطة الحقوقية المعتقلة في السعودية، وعبد الله العودة، نجل الداعية السعودي سلمان العودة المحتجز في السعودية.
وقالت مقررة الأمم المتحدة المعنية بحالات الإعدام خارج القضاء أنييس كالامار إن إقرار ولي العهد السعودي بمسؤوليته كحاكم عن مقتل خاشقجي غير كاف وليس ذا مصداقية.
وتعليقا على ذلك، قالت خديجة جنكيز خطيبة خاشقجي إن قول ولي العهد أيضا إن القتل كان دون علمه يمثل مناورة سياسية، في حين قالت كالامار إن الاعتراف دون اتخاذ إجراءات لا مصداقية له.
وأكد عبد الله العودة نجل الداعية سلمان العودة خلال الندوة أن “العقول ذاتها التي قتلت بوحشية خاشقجي تسعى لإقرار عقوبة الإعدام في محاولة لقتل والدي عبر القضاء”.
وصرحت لينا الهذلول شقيقة الناشطة لجين الهذلول بأن السعودية أصبحت بالفعل “دولة بوليسية، ليس هناك مجال لحرية التفكير ولا مجال لحرية التعبير والقرارات تتخذها السلطة فقط”.
وتجمع عدد من الناشطين الأميركيين أمام مؤتمر نظمته مؤسسة سعودية على هامش اجتماعات الجمعية، وذلك ضمن حملة احتجاج متواصلة للتذكير بقضيته مع حلول الذكرى السنوية لمقتله.
وكانت مقررة الأمم المتحدة الخاصة بحالات الإعدام خارج إطار القضاء أنييس كالامار قد طالبت في وقت سابق المخابرات الأميركية بالكشف عما بحوزتها من معطيات سرية تتعلق بجريمة اغتيال خاشقجي. وقالت إن تحقيق العدالة لجمال خاشقجي يتطلب صبرا ووقتا وفضحا للأكاذيب.
في هذه الأثناء قالت صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية إنه من غير المرجح أن تغيّر تعليقات محمد بن سلمان التي ظهرت في عرض تمهيدي لفيلم وثائقي الاعتقاد السائد بأنه سمح باغتيال خاشقجي.
وأوضحت الصحيفة -في تقرير لها- أن وكالة الاستخبارات الأميركية (سي آي أي) رجّحت أن يكون محمد بن سلمان أمر بالقتل، مضيفة أن هذا استنتاج توصل إليه العديد من المسؤولين في الولايات المتحدة ودول أخرى.
وأشارت إلى نفي المسؤولين السعوديين أي معرفة مسبقة للأمير بعملية الاغتيال، وأن الرئيس الأميركي دونالد ترامب، الذي يرى في ولي العهد السعودي مفتاح خططه للشرق الأوسط، وقف إلى جانبه.
وكان محمد بن سلمان قال لمراسل برنامج “بي بي أس فرونتلاين” الصحفي مارتن سميث في ديسمبر/كانون الأول العام الماضي -وفقًا لعرض تمهيدي لوثائقي سيتم بثه في الأول من أكتوبر/تشرين الأول القادم- إنه يتحمل مسؤولية الاغتيال “لأنه حدث تحت سلطتي”. لكنه نفى أن يكون لديه علم مسبق بمخطط الاغتيال.
وأشارت الصحيفة إلى محاكمة 11 متهما في اغتيال خاشقجي داخل السعودية، وقالت إن هذه المحاكمة اكتنفتها سرية تامة، ولفتت الانتباه إلى التقرير الذي صدر في يونيو/حزيران الماضي عن أغنيس كالامارد المقررة الخاصة المعنية بحالات الإعدام خارج نطاق القضاء لوكالة الأمم المتحدة لحقوق الإنسان، الذي وصفت فيه هذه المحاكمة بأنها تفتقر إلى الإجراءات القانونية المطلوبة.
ووصفت الصحيفة تصريحات ولي العهد السعودي لسميث بأنها من المرات القليلة التي يتكلم فيها الأمير علنا عن مقتل خاشقجي. وقالت إن محمد بن سلمان أخبر صحفيين من بلومبيرغ في اليوم التالي لتلك المقابلة بأنه لم يكن يعرف مكان خاشقجي، وأن بلاده ليس لديها ما تخفيه.