تواجه شركة “فايس” (Vice Media Group LLC) وهي شركة بث ووسائط رقمية أمريكية كندية مقرها مونتريال، انتقادات واسعة بعد الكشف عن تنظيمها حفلا سريا في السعودية رغم المقاطعة الدولية لها.
واتضح أن شركة فايس حققت أرباحاً ضخمة من تنظيمها “فعالية السّمت” الموسيقية التي أقيمت في منطقة العلا في المملكة عام 2020، رغم إعلانها سابقاً عن تعليق كافة نشاطاتها هناك، بعد اغتيال الصحافي جمال خاشقجي مطلع تشرين أول/أكتوبر 2018.
وكشفت صحيفة “ذا غارديان” البريطانية، أنّ الفعالية الموسيقية كانت جزءاً من سعي شركة “فايس” المحموم لكسب المال وفرص العمل في السعودية حيث علّقت أنشطتها قبل 3 سنوات، احتجاجاً على جريمة اغتيال خاشقجي.
وعلى الرغم من أنّ “فعالية السّمت” لم تحصل على تغطية إعلامية أجنبية واسعة حين أقيمت في بداية تفشي فيروس كورونا، في العُلا، إلا أنّ “فايس” حققت من ورائها أرباحاً ضخمة. إذ قدر موظفون في الشركة إجمالي الميزانية بـ20 مليون دولار أميركي.
وأحيا عروض الفعالية فنانون مثل ذا تشين سموكرز وجان ميشيل جيري وتيني تامبا و”سوبر جونيور دي أند إي” وعمر باسعد وحمزة هوساوي. وحضر بعض من أشهر الطهاة في العالم، ليقدموا أطباقهم للحاضرين.
وأصرت “فايس” على إبقاء اسمها سراً، وطُلب من المقاولين الذين عملوا في “فعالية السّمت” التوقيع على اتفاقيات عدم الإفصاح، كما غاب اسم “فايس” عن المواد الترويجية.
وافتتحت “فايس” مكتباً في العاصمة الرياض، العام الماضي، وأبرمت صفقة لإنتاج أفلام تروج للمملكة بالاشتراك مع “المجموعة السعودية للأبحاث والإعلام”.
وقال أحد الموظفين، لـ”ذا غارديان”، إنّ المسؤولين في “فايس” كانوا على دراية تامة بـ”الضرر المحتمل” الذي يمكن أن يلحق بسمعتها إذا أصبح الرأي العام الغربي على دراية بمدى انخراطها في التعاون مع السلطات السعودية.
وركبت الشركة موجة الشركات الجديدة، بداية القرن الحالي، لكنها حرقت الكثير في الاستثمارات، في وقت كان عليها التعامل فيه مع اتهامات التحرش الجنسي والحصول على أموال للمخترعين العاملين معها. ولهذا السبب فالأموال من الشرق الأوسط كانت مغرية، وفي العام الماضي أنشأت الشركة مكتباً لها في الرياض. ووافقت على عقد لترويج أفلام للسعودية بالتعاون مع الشركة السعودية للأبحاث والتسويق، وهي مجموعة على علاقة مع الدولة السعودية وشريكة في صحيفتي “إندبندنت” و”إيفننغ ستاندرد”.
وردّ متحدث باسم “فايس” على مخاوف الموظفين، قائلاً إنّ فرع “فايس” في المملكة العربية السعودية أسس منذ أكثر من 4 سنوات، كجزء من توسعها العالمي.
وأضاف: “لطالما كانت اهتمامات (فايس) تدور حول الإبداع والثقافة للشباب في كل ركن من أركان العالم، وفي السعودية تقل أعمار ثلثي السكان عن 35 عاماً. افتتحنا مكتباً تجارياً وإبداعياً في الرياض في وقت سابق من هذا العام، وكشفنا عنه علناً. صوتنا التحريري كان وسيظل دائماً مستقلاً”.