كشف الكاتب في صحيفة “وول ستريت جورنال” الأمريكية برادلي هوب، النقاب عن معلومات جديدة حول بدء نظام آل سعود حرب اليمن عام 2015، وأن ولي العهد محمد بن سلمان اتخاذ القرار بذلك دون علم أحد.
وأفصح الكاتب هوب في كتابه الجديد “الدم والنفط .. البحث القاسي لمحمد بن سلمان عن القوة العالمية” عن معلومات جديدة حول حرب اليمن والتعديلات الدرامية التي شهدها هيكل الحكم في السعودية، بالتزامن مع صعود بن سلمان.
وكشفت التفاصيل أنه بعد انطلاق الحملة العسكرية السعودية حرب اليمن والتي عرفت باسم “عاصفة الحزم”، في مارس/آذار 2015، سافر “انتوني بلنكن”، كبير مستشاري المرشح الأمريكي “جو بايدن” إلى الرياض للقاء عدد من أصدقائه ومحاولة قراءة الموقف، وكان من بينهم ولي العهد السابق محمد بن نايف.
وقال إن اللقاء جمع “بلنكن” مع ولى العهد آنذاك “محمد بن نايف” الذى وصف حرب اليمن بأنها “رهان خاسرة”، بالرغم من محاولته تفادي الحديث عنها صراحة، وكان يبدو أن “بن نايف” لم يعلم شيئا عن تلك الحملة العسكرية.
وأوضح الكتاب أن هذه الرواية أكدها أيضا وزير الحرس الوطني “متعب بن عبدالله” لأحد زواره قائلا إن “محمد بن نايف” لم يعلم مسبقا بحرب اليمن، وأن هياكل الحكم في المملكة تتغير بشكل درامي.
وروى الكتاب موقفا حدث بين السفير الأمريكي في الرياض، ومحمد بن سلمان بعد إقالة الأمير “مقرن بن عبدالعزيز” من ولاية العهد في المملكة، في أبريل/نيسان 2015، حيث سأل السفير الأمريكي “بن سلمان”، حينها، عمن يكون الملك القادم للسعودية، فقال الأخير له: “لكل ملك ولي عهد هو الذي يتولى الحكم”، في اشارة إلى “بن نايف”.
لكن الكتاب يؤكد أن ذلك خالف ما يجري على الأرض، حتى الانتهاء إلى الإطاحة بـ”بن نايف” نفسه في 2017، وتولي “بن سلمان” ولاية العهد.
وتطرق الكتاب إلى العلاقة بين ولي عهد أبوظبي “محمد بن زايد”، وآل سعود، قائلا إن “بن زايد” كان يكره “بن نايف”، وكان يصف والده “نايف بن عبدالعزيز” بـ”القرد”، خلال لقاءاته مع الأمريكيين، وكان يقول إن أغلب أفراد آل سعود علاقاتهم سيئة بالإماراتيين.
وأشار الكتاب إلى أن “بن زايد”، وبعد أن طور علاقة خاصة مع “بن سلمان” بدأ في التسويق له بقوة في الولايات المتحدة، قائلا إن “بن سلمان” يستحق الدعم ويحتاجه، ووصفه بأنه “شخصية صاعدة مثيرة في السعودية”.
يذكر أن مؤلفا كتاب “النفط والدم”، هما الكاتب بصحيفة “وول ستريت جورنال الأمريكية “برادلي هوب” والمستشار المالي “جاستن شيك”.
وكشف الكتاب أيضا أن الملك الراحل “عبدالله بن عبدالعزيز”، طرد “بن سلمان” من مناصبه الحكومية، بعد الكشف عن تداولات مشبوهة قام بها تاجر عام 2013، بالنيابة عن ولي العهد الحالي.
وكشف الكتاب النقاب عن احتفالا نظمه ولي العهد محمد بن سلمان عام 2015 بمناسبة توليه منصب ولي ولي العهد في حينه، تكلف 50 مليون دولار أمريكي وشاركت فيه 150 عارضة أزياء.
وقال الصحفي الأمريكية برادلي هوب في كتاب “النفط والدم” أن بن سلمان وأصدقاءه أقاموا حفلا لمدة شهر في عام ٢٠١٥ على متن يخته في المالديف بمناسبة صعوده في الحكم.
وأوضح برادلي أن الحفل شارك فيه ١٥٠ عارضة أزياء من روسيا والبرازيل وبلدان أخرى بكلفة وصلت إلى ٥٠ مليون دولار.
وتشكل الواقعة أحدث فضيحة جديدة تظهر للعلن لبن سلمان وتورطه في إهدار المال العام في السعودية وسهرات الترف والبذخ التي يشرف عليها.
وتعكس الفضائح الشخصية المتتالية لبن سلمان خصيته المريضة بامتياز في ظل ملاحظة مختصون أنه يعاني من اختلال خطير في الشخصية.
ويقول المختصون إن سلوكيات بن سلمان تتقاطع مع أعراض اضطرابات البارانويا والنرجسية، وأنه يعتقد بالعنف والسادية سبيلان للحفاظ على سلطته.
ويلاحظ من تصرفات وسياسات بن سلمان أنه تنعدم لديه الثقة بالعامة ويتخوف دائما من سعيهم للإطاحة به ورفضه كوريث محتمل للعرش في المملكة.
ويشهد اليمن للعام السادس، قتالا عنيفا بين القوات الحكومية التي يدعمها التحالف بقيادة المملكة منذ مارس/آذار 2015، وجماعة الحوثي المدعومة إيرانيا، والمسيطرة على محافظات بينها العاصمة صنعاء منذ 2014.
وخلّفت الحرب أحد أسوأ الأزمات الإنسانية في العالم، إذ بات أكثر من 80% من سكان اليمن يعتمدون على المساعدات للبقاء على قيد الحياة عدا عن الأمراض والأوبئة المنتشرة في البلد المدمر.