دافع الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين عن جماعة الإخوان المسلمين رافضا نعتها بـ”الإرهاب” وذلك في ظل حملة تحريض متواصلة من نظام آل سعود وأدواته الإعلامية ضد الجماعة.
جاء ذلك في بيان، وقعه أحمد الريسوني رئيس الاتحاد، وعلي القره داغي أمينه العام جاء فيه “الإخوان جماعة إسلامية لها تاريخها في خدمة الإسلام، واتهامها بالانحراف والإرهاب والإجرام دون دليل، شهادة زور”.
وصدر بيان الاتحاد ردا على اعتبار هيئة كبار العلماء بالسعودية جماعة الإخوان “تنظيما إرهابيا”، وتأييد ذلك من مجلس الإفتاء الإماراتي.
وأوضح البيان أن جماعة الإخوان “موجودة ومعروفة في كل أنحاء العالم”، ولها في كل بلد “عشرات الآلاف من الأعضاء والمؤيدين”، بما في ذلك السعودية.
وأشار الاتحاد إلى أن الإخوان لهم “حضور سياسي ودعوي في معظم بلاد العالم”.
وسبق أن أكدت جماعة الإخوان في تعقيبها على بيان هيئة كبار العلماء بالسعودية، أنها جماعة “دعوية إصلاحية وليست إرهابية”.
ولم يحتفى ببيان هيئة كبار علماء المسلمين، سوى إسرائيل التي عبرت عن فرحتها لمهاجمة الإخوان المسلمون ونعتهم بـ”الإرهابين”.
وأعاد حساب “إسرائيل بالعربية”، التابع لوزارة الخارجية الإسرائيلية، على موقع “تويتر”، معبرا عن سعادته بفتوى وبيان كبار علماء السعودية.
ودعت 18 رابطة إسلامية نظام آل سعود لمراجعة حساباته مع جماعة الإخوان.
وأشاروا، في بيان مشترك لهم، إلى أن الإخوان المسلمين جماعة دعوية انتسب إليها في مشارق الأرض ومغاربها عدد كبير من العلماء والدعاة والمجاهدين الذين بذلوا في الدفاع عن عقيدة الإسلام وشريعته، وهي مثل غيرها من الجماعات تجتهد فتصيب وتخطئ، فيقبل صوابها ويرد خطؤها.
وقالوا إن صدور بيانات هيئة كبار العلماء في السنوات الأخيرة باسم الأمانة العامة وبدون توقيعات العلماء وخطوطهم، وبعيدا عن لغتهم الشرعية وفتاويهم وبحوثهم الرصينة التي صدرت عبر تاريخ طويل من الجهاد العلمي لهو أمر يثير الريبة من جهة، ويدعو للاحتراز من اتهام العلماء الفضلاء من جهة أخرى، والله تعالى يقول: ﴿فتبينوا﴾ ويقول: ﴿فتثبتوا﴾”.
وأضافوا أن “تاريخ الهيئة واللجنة الدائمة للإفتاء عبر عقود قد تنزه عن التوظيف والتسييس، وعن الدخول في مهاترات مع طوائف وأحزاب وجماعات الدعوة، ولم يخل كلام العلماء الموثق في فتاويهم المنشورة من التوجيه للدعاة أفرادا وجماعات، وبيان الحق بالتي هي أحسن، جمعا للكلمة، ونصحًا للأمة، وإبراء للذمة”.
وتابع البيان: “لم يُعرف إطلاق مصطلح الإرهاب على طوائف الدعاة والعاملين للإسلام ممن لم يُنسبوا إلى غُلوٍّ عِلميٍ أو عَمليٍ إلَّا من قِبَل الجهات المعادية للإسلام وأهله”.
وذكر أن “بلاد المسلمين تمر بحالة من الضعف والتفرق وذهاب الريح نتيجة الابتعاد عن تحكيم الكتاب والسنة، والوقوع في طاعة وولاء أعداء الأمة، ومعاداة وظلم طوائف العلماء والدعاة الناصحين لولاة أمور المسلمين وعامتهم، وواجب العلماء التنبيه إلى تلك الانحرافات والنصح بشأنها لا الانخراط فيما يزيدها ويؤججها”.
واستنكر “توسيع مفهوم جماعة الإخوان ومفهوم الإرهاب معا ليشملا كلَّ ذي رأي ونصح وأمر بمعروف ونهي عن منكر مما ليس على هوى الأنظمة، والاعتقالات التي طالت العلماء والدعاة من جماعة الإخوان ومن غيرها في عدة دول شاهد على هذا التعدي الدولي والتواصي العالمي بأهل السنة”.