قصفت جماعة الحوثي اليمنية، العاصمة الرياض، وأهداف أخرى داخل المملكة وسط تكتم سعودي لافت. وأعلنت الجماعة تنفيذ عملية عسكرية واسعة داخل العمق السعودي.
ونقلت وكالة “رويترز” عن أحد الشهود سماع دوي انفجارين ورؤية دخان في سماء الرياض في ساعة مبكرة من صباح اليوم الثلاثاء.
وقال العقيد تركي المالكي المتحدث باسم التحالف “السعودي الإماراتي” إن الحوثيين استهدفوا المملكة مساء الاثنين وفجر الثلاثاء بثماني طائرات مسيرة مفخخة، وثلاثة صواريخ باليستية.
واستهدفت الهجمات الحوثية الرياض ومدينتي نجران وجازان جنوبي المملكة.
وأعلن تلفزيون “المسيرة” التابع للحوثيين أن مقاتلي جماعة الحوثي نفذوا “عملية واسعة في العمق السعودي”.
وقال أيضا إن المتحدث العسكري باسم الحوثيين سيصدر بيانا خلال الساعات المقبلة لإعلان تفاصيل الهجوم.
واشتدت الصراع القائم في اليمن بعدما انتهى نهاية مايو/ أيار بعد وقف لإطلاق النار جاء الإعلان عنه بسبب جائحة فيروس كورونا واستمر ستة أسابيع.
وقصفت جماعة الحوثي، خلال الشهور الماضية من العام 2020 أهداف متعددة داخل المملكة.
وللعام السادس على التوالي يشهد اليمن حربا بين الحكومة اليمنية (المدعومة من السعودية والإمارات) وبين مسلحي الحوثي المتهمين بتلقي دعم إيراني والمسيطرين على محافظات، بينها صنعاء منذ سبتمبر/أيلول 2014.
ومنذ مارس/آذار 2015 يدعم تحالف عسكري عربي تقوده السعودية القوات الحكومية في مواجهة الحوثيين، في حرب خلفت أزمة إنسانية حادة هي الأسوأ في العالم وفقا للأمم المتحدة.
وأضحت الجمهورية اليمنية مقسمة بين مناطق تابعة للحكومة الشرعية المعترف بها دوليا في الجنوب ومناطق تحت سيطرة جماعة الحوثي في الشمال.
ورأت صحيفة “لوموند” الفرنسية أن النظام الحاكم في المملكة يبحث عن مخرج مشرف للهروب من “المستنقع اليمني”، لكن الخريطة السياسية والعسكرية في البلد الممزق يجعل مهمتها مستحيلة.
وذكرت الصحيفة أن الحوثيين الذين يسيطرون على العاصمة صنعاء ويواصلون هجماتهم يتجاهلون شمال اليمن، فيما يتصاعد التوتر جنوبا حول العاصمة المؤقتة عدن، بعد إعلان المجلس الانتقالي المدعوم إماراتيا تقرير المصير أواخر أبريل الماضي.
ولم يفلح التحالف (السعودية والإمارات) بتحقيق أيٍّ من أهدافه المعلنة منذ بدء الحرب أبرزها: إعادة الحكومة الشرعية بعد الانقلاب الذي نفّذه الحوثيون في أيلول/سبتمبر 2014، بل إن التحالف لم يحافظ على تماسكه.
وقالت منظمة العفو الدولية، في تقريرها، مؤخرا، إن الحرب في اليمن لا تظهر لها أي مؤشرات حقيقية على الانحسار مع دخوله عامها السادس، ولا يزال المدنيون من جميع أنحاء البلاد والأجيال يتحملون وطأة الأعمال القتالية العسكرية والممارسات غير القانونية للجماعات المسلحة الحكومية وغير الحكومية على حد سواء.
وتُرتكب انتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان، بما في ذلك ما قد يصل إلى جرائم حرب، في جميع أنحاء البلاد. ووثقت مفوضية الأمم المتحدة السامية لحقوق الإنسان قتل وجرح أكثر من 200 ألف مدني منذ بدء دول التحالف الحرب في اليمن وقد اشتدت أزمة إنسانية من صنع الإنسان مع ما يقرب من 16 مليون شخص يستيقظون جوعى كل يوم.
وبينما أحكمت الإمارات سيطرتها على موانئ اليمن، عبر دعم ميليشياتها المسلحة “المجلس الانتقالي الجنوبي”، بهدف إضعاف اقتصاد البلد المنكوب مقابل تعزيز موانئ دبي وانعاشها اقتصاديا.
وعلى ذات الدرب، يعتزم آل سعود السيطرة على نفط الجمهورية اليمنية، التي صنفتها الأمم المتحدة دولة منكوبة.
وكشف الناشط اليمني جلال الصلاحي، النقاب عن فرض آل سعود على الحكومة الشرعية عقد حصري يمنحها حق استخراج النفط من مأرب والجوف لمدة 70 عام، بـ 15 مليار دولار فقط.
وأشار الصلاحي – في مقطع فيديو – إلى أن بلاده تمتلك 151 قطاع نفطي في شبوة ومأرب والجوف بينما تتحدث الحكومة الشرعية عن 81 قطاع نفطي فقط.
واستدرك: رغم ذلك لا تورد الشرعية أي عائد إلى الخزينة من القطاعات التي تعترف بها.
وكشف الصلاحي عن هروب أبناء مسؤولي الشرعية إلى تركيا، ويمتلكون حاليا من 5 إلى 6 شقق، ولديهم سيارات مختلفة، وذلك كله من منهوبات النفط.